أحمد عسلة يكتب: لله وللأجيال.. "يا قنديل إنتى جاية تشتغلى إيه"

دفعوا به رئيسًا للجمهورية دون أن تكون لديه أدنى فكرة بمهام القيادة ليأتى اليوم ويختار رئيسًا للحكومة ليست له حنكة سياسية ولا دراية إدارية جاءوا به من الدار للنار.. أعتقد ومعى غالبية الشعب أن الدكتور هشام قنديل، وزير الرى والمجارى المائية، لا يصلح حتى أن يكون وزيرًا، فقط يصلح لثلاث مهام لا رابع لها، الأولى الإصلاح بين متخاصمين، والثانية التدخل لإقناع موظف يعمل لديه بألا يلقى بنفسه من فوق مبنى الوزارة أو من فوق برج القاهرة أو من أى مكان عال، والثالثة حمل أوراق ملف المياه والذهاب به بصحبة صديق إلى دول حوض النيل لإقناعهم بضرورة مراعاة مصر الفترة المقبلة والتريث تجاهها وعدم اتخاذ قرارات متشنجة تجاهها لأن "العملية مش ناقصة" فمشاكل الداخل زادت وغطت.
أما حكاية توليه منصب رئيس وزراء فـ"كبيرة عليه شوية"، فهو لا يصلح أبدًا كرجل المرحلة ولا أى مرحلة لأن مصر تئن وتتوجع من كثرة مشاكلها المتراكمة وأيضًا المستجدة - التى صنعها الإخوان ورفاقهم فى درب النضال للوصول لكرسى الرئاسة ومن ثم الاستيلاء على كل مفاصل الدولة التى باتت تترنح وفى سبيلها إلى التفكك والانهيار من كثرة الضرب عليها – ومن ثم فهى تحتاج لاقتصادى ماهر وسياسى محنك وتكنوقراط أكثر علمًا ووعيًا وإدراكًا وشمولية ممن سيقودهم من الوزراء بعد أن خاب ظننا فى الرئيس مرسى وتركنا العوض فيه بعد أن أثبتت الأيام أنه خالى الوفاض وأنه لم يكن أبدًا مسلحًا ولا مستعدًا لمهام الرئاسة.
أما كون قنديل مهنيًا أو تقنيًا فى مجال عمله فى المياه، فهذه ليست مسوغات تعيين تصلح لمهمة فاصلة ومصيرية مثل هذه فى هذا الوقت العصيب من عمر وتاريخ مصر، وعلى رأى فنانتنا العظيمة مارى منيب للفنان خفيف الظل عادل خيرى "إنتى جايه تشتغلى إيه"، ونحن بدورنا أبناء مصر نقول للدكتور قنديل "انت جاى تشتغلى إيه".
وقد أعجبنى تعليق المحترم الدكتور عفت السادات فى هذا الصدد الذى أكد فيه احترامه لشخص الدكتور هشام لكنه تساءل: "كيف يكون عندنا اقتصاد منهار ويزداد سوءًا يومًا بعد الآخر وبدلا من الإتيان بشخص لديه القدرة على النهضة بهذا الملف نأتى بخبير مياه حتى لو كان الأفضل فى مجاله فى العالم؟"، تساءل السادات أيضًا ونحن معه: "أين مشروع النهضة وأين هم كوادره؟ أم أن الأمر عند الدكتور مرسى مجرد "قص ولزق" فقط للوزراء الحاليين؟ وكيف كان يطالب هو شخصيًا برحيل حكومة الدكتور الجنزورى بالكامل لأنها غير متعاونة وتصطنع الأزمات قبل توليه الرئاسة والآن يأتى بوزير منها ليكون رجل المرحلة المقبلة، وهو ما يمثل ارتباكًا واضحًا فى شخص الرئيس قبل تولى الرئاسة وبعد توليها؟"، كما تساءلت إحدى الحركات: "ألم يكن الدكتور هشام فى لجنة السياسات التابعة لجمال مبارك وأصبح بعد ذلك بجماعة الإخوان ومن أتباع صفوت حجازى".
نريد أن نعرف الآن ما هى آلية اختيار المسئولين فى هذا الوطن وما هى المعايير التى يتم اتخاذها لتولى أى مسئول منصبه.. ننتظر من الرئيس مرسى إعلان تلك المعايير لأن مصر لم تعد عزبة يملكها الإخوان حتى يتحكموا فيها، فقد انتهى عصر حكم الفرد الواحد.