الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالفيديو والصور.. فريق الأحلام النووي: علماء مصر في الخارج ينتظرون الإشارة لمساعدة الوطن ولقاءات المسئولين تؤكد رغبة حقيقية في التغيير والنهوض بالبلد

صدى البلد

  • مديحة الميهلمي: لو لم نر جدية القيادات في التغيير لما جئنا إلى مصر
  • عاطف مهني: مندهشون من اللقاءات الإيجابية والرغبة في التنسيق
  • مروان حسن: الكثير من العلماء حريصون على مصلحة الوطن والعمل في الضبعة
"نحن كمصريين في الخارج كانت لدينا الرغبة الشديدة في مساعدة مصر من خلال خبراتنا العملية والعلمية ولكن لم نكن نعرف كيف نفيد بلدنا وما هو الطريق المناسب وإلى من سنذهب كي نقول له إننا جاهزون لعون الوطن".. هكذا بدأت المهندسة مديحة المهيلمي، عضو فريق الأحلام النووي المصري، حديثها مع "صدى البلد".

وقالت الخبيرة في مجال أوعية الضغط الخاصة بالمفاعلات النووية في كندا إنها كانت رئيسا للهيئة الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين -الهيئة العالمية المعنية بمقاييس الجودة - من عام 2012 وحتى 2014 وكانت أول مصرية وعربية تترأس هذه الهيئة ورابع سيدة على مدار تاريخ الهيئة الممتد منذ عام 1880.

وسردت الميهلمي كيف أنها تمتلك حاليا مكتبا استشاريا خاصا لهندسة جودة أوعية الضغط وتقدم خمات استشارية للحكومة الكندية وغيرها من الحكومات بعد أن عملت لـــ35 عاما في حكومة مقاطعة كيبيك الكندية، وكانت تقوم بالتفتيش على المحطات النووية.

وأوضحت أنها تأكدت من جدية مشروع الضبعة حين بدأت الشركات المصرية العاملة في المجال النووي تتقدم للحصول على شهادات الاعتماد للعمل في مشروع الضبعة، وأن هذا كان أول معرفة بينها وبين الشركات المصرية.

وقالت الرئيسة السابقة للهيئة الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين إنها في أبريل الماضي من العام الجاري 2016 التقت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج في مونتريال في كندا - بعد أن أضافتها مجموعة أونتاريو- وتأكدت من جديتها في الاستفادة من الخبرات المصرية الموجودة في الخارج وفي كل المجالات وليس المجال النووي فقط عن طريق فتح جهات اتصال مباشرة بينهم وبين بلدهم وتجديد ارتباطهم بالوطن وحل مشاكلهم وتسهيل التواصل مع مصر في كل المجالات، واصفة مبادرة الوزيرة بالطيبة والرائدة بعد أن وصفتهم بـــ"جواهر العقول المهاجرة".

وأضافت الميهلمي أن لقاءات الوزيرة أحدثت صدى لدى الكثير من المصريين في كندا والذين سارعوا لتدشين فريق من العلماء لمشروع الضبعة وأطلق عليه "فريق الأحلام النووي"، ووجدت رغبة في إنجاح المشروع بوصفه مشروعا حيويا ويمثل أهمية قصوى لمصر.

وبينت الخبيرة النووية أن لقاءاتها في مصر كانت مثمرة للغاية، حيث التقت ممثلين من وزارة التعليم العالي وشعرت بالارتياح بعد أن أبدى المسئولون رغبتهم في العمل كفريق واحد سواء المصريين في الخارج أو الداخل لتحقيق الاستفادة القصوى في مشروعات مصر القومية التي لابد أن تكون ناجحة وعالية الجودة والأمان وتستعين بأحدث الخبرات دون تحفظ من أجل الصالح العام، خاصة بعد إقامة ورش عمل وتحديد شكل التعاون.

وأوضحت أنها لمست اهتمام الحكومة المصرية بتحقيق ثمرة ملموسة لهذا التعاون من خلال تحديد ما هو مطلوب من علماء مصر في الخارج ومتى يستطيعون تقديمه وكيف يقدمونه بما يتناسب مع طبيعة عملهم في كندا.

وشددت الميهلمي على أن كل أعضاء فريق الأحلام النووي متبرعون بوقتهم وجهدهم لصالح مصر ودون مقابل حتى وإن كان بعض علمائنا في الخارج يشككون في جدية الدولة في الاستعانة بهم، إلا أنها أكدت أنهم سيعودون ليخبروا نظراءهم بما وجدوه من جدية وتعاون حقيقي ورغبة في تحقيق الصالح العام.

وقالت إن أي تخوف لدى العلماء المصريين في الخارج من إفادة مصر سوف يختفي لأنهم أكبر مكسب للوطن وخبراتهم عالمية، ولكن لابد أن يعرفوا ما الذي سيقدمونه وما هو مطلوب منهم.

وعبرت عن سعادتها بتطبيق المعايير العالمية في مصر في تطبيقات الأمان النووي، خاصة أن هناك هيئات رقابية مصرية منذ عقود لوجود مفاعل أنشاص البحثي، مشيرة إلى أنه لا وقت للبكاء على تأخر مصر على عدم دخولها عالم المفاعلات النووية، ولكن المهم هو أن تبدأ المشوار والبداية الجدية لتحقيق أكبر نجاح لمصر.

وأوضحت المهندسة الميكانيكية المتميزة كيف أن الخبرات النووية في العالم يتم تبادلها على نطاق واسع حتى لا تحدث كوارث نووية وكيف أن الجميع مشغولون بالجودة والرقابة ومتابعة التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال ومراجعة الأحدث في المحطات النووية والتنسيق.

وأضافت الميهلمي أنهم كعلماء لو لم يروا جدية القيادات المصرية في التغيير لما جاءوا لتقديم المساعدة.

وأوضحت أنهم شعروا بالتغيير الحقيقي، وأشاروا إلى أن كل المعايير العالمية يمكن تطبيقها في مصر، وأنه لابد من تطوير الكوادر والأبحاث الفنية المصاحبة وطرق النفتيش وسلامة الجودة، خاصة أن نموذج محطة الضبعة قد يصبح بداية لتطوير قطاعات كثيرة مستشفيات ومصانع، وسيحقق الانضباط في العمل في مختلف المجالات، وبقية المشوار سيصبح أسهل لأن الأساس تم بطريقة منضبطة والموارد البشرية موجودة وثقافة الأمان ستستفيد منها البلاد في كل المجالات، خاصة أن الهيئة الدولية للطاقة الذرية لن تسمح بأي خلل.

من جانبه، قال الدكتور عاطف مهني، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة أونتاريو والخبير السابق بهيئة الطاقة الذرية الكندية والمتخصص في تطوير الجيل الثالث من المفاعلات - عضو فريق الأحلام النووي المصري- إن المصريين في الخارج لديهم رغبة شديدة للمساعدة في مختلف المجالات في مصر ولكنهم لم يكونوا يجدون من يتابعهم في غالبية الزيارات لمصر، وربما يكون ذلك كان ناتجا من عدم اهتمام المسؤولين بالموضوع -حسبما وصف.

وأكد مهني أنه مندهش هذه المرة من اللقاءات الإيجابية والحماسة والرغبة في التعاون والتنسيق لإفادة الوطن، مبينا أن لقاءهم بالوزيرة مكرم في تورنتو في كندا ترك لديهم أثرا طيبا للتغيير الذي يجري في مصر للأفضل عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو وأمله في استمرار مسيرة الإصلاح.

وعبر عن سعادته بسبب ما رأى من المسئولين من إرادة حقيقية للاستفادة من الخبرات المصرية، خاصة أن الكثير من الدول تستفيد من خبرات أبنائها في الخارج ويخدمون من الخارج، مؤكدا أن البداية مبشرة للغاية.

وفند مهني ادعاءات البعض بأن المفاعل الروسي أقل جودة من المفاعلات الأخرى في العالم، قائلا إن 80% من المفاعلات في العالم تحت الإنشاء هي روسية الصنع، بما يعني أنها عالية الجودة، كما أن مصر ستحصل على الجيل الأحدث من هذه المفاعلات.

من جانبه، قال الدكتور مروان حسن، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة جويلف بكندا ورئيس جمعية الهندسة الميكانيكية في أونتاريو -عضو فريق الأحلام النووي المصري- إنه وخلال لقائه بوزير الإنتاج الحربي قدم نموذجا وتصورا عن كيف تتم المشروعات النووية في كندا والمراحل المطلوبة للإنشاء والتشغيل والعلاقة بين المصمم وبين هيئات الرقابة والمحاذير، إضافة إلى مناقشة كيفية مساهمة العلماء المصريين في الخارج في مشروع الضبعة.

وأوضح حسن أن هناك الكثير من العلماء الحريصين على مصلحة الوطن والعمل في مشروع الضبعة، مشيرا إلى أن الخبرات كثيرة وتغطي جميع التخصصات ويبحثون عن الجزء المطلوب منهم للإفادة وتعظيمها.

وأضاف الخبير في هندسة إنشاء المفاعلات أن التكنولوجيا النووية لا تعرف "الهزار" ومعايير ومستويات الأمان في العالم واحدة، وكل المعايير تم تطبيقها قبل تنفيذ المشروع، وعرضت على الهيئة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا أنه لا يوجد خيار ثان أمام مصر في مشروعها النووي، فإما أن ينجح وإما أن ينجح ولا يوجد خيار آخر.

وشدد على أن مستقبل الطاقة النووية في مصر لا يرتبط فقط بتوليد الطاقة، ولكن بإيجاد بنية تحتية معلوماتية تكنولوجية لإدارة المفاعل بما قد يكون خطوة لطوير مفاعل نووي مصري خاص في مرحلة لاحقة، بحيث لا يقف الأمر فقط على استيراد المفاعلات وتوليد الكهرباء بل تكون هناك مدرسة مصرية رائدة في تصنيع المفاعلات.


-