الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد عسلة يكتب: لله وللأجيال.. ارحل يا خالد

صدى البلد

نعم رحيلك أصبح حتميا ولزاما عليك، فياليتك تطلب ذلك بنفسك قبل أن تتم إقالتك أو تغييرك فليس مستساغا استمرارك وسط شعب الشرقية الجميل الذى يمقت تصرفاتك وتجاهلك لقضاياه.

صحيح هناك مؤيدون لك ومهرولون وراءك لكنهم أصحاب مصلحة أو من هؤلاء الذين ينتظرون خروجك لتترشح لمجلس النواب القادم ليضمنوا أكل الشهد على حسك لأنهم خبروك وعرفوا كيف تؤكل الكتف عن طريقك.

لقد حاول المؤيدون للواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، وهم قلة أن يؤكدوا أن فترة ولايته للمحافظة اتسمت بالصرامة الشديدة والانضباط وعدم التسرع فى الإدلاء بالتصريحات لوسائل الإعلام على خلاف سابقيه من المحافظين الذين أكثروا منها، وتسببت لهم فى ورطات ومآزق واهية ومعارك جانبية، وهو كلام مردود عليه.

 لأن فترة خالد اتسمت بالتكبر والتعالى هو وكبار مرؤوسيه والمغالاة فى الصمت وفى الاستهتار بقضايا بالمواطنين، صحيح عندما تتحدث مع خالد يعطيك شعورا بأنه مهتم ومهموم بقضيتك لكنه على النقيض تماما لا يفعل شيئا يعنى "كلام فشنك"، وإن كانت قراراته لمركز فاقوس وقراها مسقط رأسه تجد حظها من التنفيذ الفورى على حساب مقدرات باقى المراكز والقرى الأخرى حتى بات الكل يمقته ويمقت تصرفاته التى تجاوز بها المدى.

لعل اعتكافه فى مكتبه قرابة الشهر فور مجيئه للمحافظة وإغلاق أبواب مكتبه على نفسه ثم خروجه على الإعلام، معللا ذلك بأنه كان يدرس شئون المحافظة ثم خروجه من المخبأ بقرارات نقل لعدد كبير من المسئولين بالديوان العام ومجالس المدن والوحدات المحلية والإدارات الهندسية وتغيير الحرس الخاص به والاستعانة بآخرين ممن كانوا تحت قيادته بعمله السابق كانت القشة التى قصمت ظهره لأنها تسببت فى إثارة حملات غضب شديدة ضده، باعتبار أن عددا من المنقولين من الكفاءات فى مواقعها، معللا قيامه بحركات النقل التعسفية هذه بأن غرضه منها هو التصدى للفساد "لا يا باشا ليس من حقك النقل العشوائى والجائر بدون أدلة أو مستندات".

لقد دفعت هذه الأفعال غير الرشيدة منتقديه إلى شن حملات صحفية وأيضا فيس بوكية ضده وصفوه خلالها بـ"ناظر المدرسة" وأن "الديوان ثكنة عسكرية" وأن "الجنرال يحكم" وغيرها من الألقاب والأوصاف التى يفهم منها أنهم يرفضون ما يصدره من قرارات جائرة.

وخدعوك فقالوا إن خالد لا يهوى الظهور وإطلاق التصريحات الرنانة، رغم أنه يمارس ذلك فى كل ظهور له، كما أنه لم يبدأ أى مشروعات جديدة بالمحافظة، ولم يستكمل مشروعات متعثرة أو قديمة أو متعطلة لأسباب روتينية رغم أهميتها بل سعى لجلب مخصصات مالية لمحطات صرف على سبيل المثال لأبو شلبى بفاقوس، رغم أن هناك محطات ببعض قرى الزقازيق مثل غزالة وجزيرة السعادة والشبانات لم يسع لإنهائها أو الالتفات لها، رغم أنه يتم تنفيذها منذ أكثر من 10 سنوات.

أما حكاية قيامه بتطهير إدارة المرور فور مجيئه للمحافظة فهو مردود عليه لأنه أتى بمدير مرور لا يهتم ولا يكترث بشكاوى الإعلاميين ولا المواطنين ولا رؤساء المراكز والمدن بل لايرد عليهم تليفونيا، ومن ثم تتفاقم كل يوم مشاكل المرور فى جميع أرجاء المحافظة، خاصة مدينة الزقازيق، بل إنه جعل مدير المرور حاكما بأمره وأفهمه أنه يعمل معه شخصيا أو مع نفسه وليس لصالح كل أبناء المحافظة، وهى جريمة لابد أن يحاكم عليها قبل أن يغادر مكتبه لأنه جعل من نفسه ومن غيره أردوغان جديدا.

لعل قمة الإثارة فى موضوع خالد سعيد هو تنظيم شباب وأهالى الشرقية الجمال حملات على "فيس بوك" رفضا لاستمراره، بل قاموا بعمل استمارات تمرد للمطالبة بإقالته، حيث يؤكدون أنه بعيد تماما عن همومهم، وأنه لا يتواصل معهم، وأنه فشل فى حل العديد من الأزمات، منها عدم تمكنه من توفير مياه الشرب فى منطقة شمال الشرقية وتلوثها فى جنوب الشرقية، إلى جانب عدم وجود صرف صحى وسوء حالة الطرق، ولعل أبرزها طريق الزقازيق الزراعة أبو حماد، خاصة الوصلة من الزراعة حتى غزالة ومن الصوة حتى ما بعد عليم، وعدم ازدواج الطريق فى هذه المنطقة الحيوية رغم وجود مساحة تسمح بذلك، لكنه لا يجهد نفسه ولا يعطى من وقته أهمية لحلها فقط كل اهتمامه منصب على فاقوس مسقط رأسه، فهل يمكن لمحافظ بهذه العقلية أن يستمر.. أشك.