الأهمية التاريخية لكرة القدم

كرة القدم تعتبر وسيلة لتواصل الشعوب في مختلف أنحاء العالم، وأداة فعالة نتائجها مضمونة في التقريب الفكري بين الأجيال المختلفة، لها متابعوها من الشيوخ والشباب بل والأطفال أيضًا، محبوها يتحدثون لغة واحدة، لا يختلفون حولها، قد يحتاج البعض منهم إلى تهذيب لغته في التواصل، إلا إنه في النهاية محب ومشجع لتلك الساحرة المستديرة.
كرة القدم ليست لعبة أو وسيلة للتسلية فقط، وهو ما يؤكده التاريخ السياسي والاقتصادي لدول العالم.
فبالنسبة إلى التاريخ السياسي لكرة القدم، فقد انتهجها هتلر وموسوليني في مخاطبة العالم والترويج لأفكارهم السياسية من فوق ملاعبها ووسط جماهيرها.
فنجد أن هتلر قرر قبل الحرب العالمية الثانية أن يعيد هيكلة وتنظيم أندية كرة القدم في ألمانيا بما يتناسب مع أهداف حزبه السياسي، ومن يرفض الانضمام إلى الحزب النازي يتم عزله عن منصبه، بل وعدم العمل في أي مجال رياضي آخر.
أما موسوليني فقد استغل فوز منتخب بلاده بكأس العالم عامي 1934 و1938، واعتبره انتصارًا لدولته إيطاليا ولأفكاره السياسيه وليس انتصارًا رياضيًا فحسب .
مرورًا بزين الدين زيدان وكيف لعب دورًا بارزًا في الحملة الرئاسية للرئيس الفرنسي جاك شيراك، وكذلك النجم العالمي مارادونا ودعمه للرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم.
أما التاريخ الاقتصادي لتلك الساحرة، فحدث ولا حرج، فعلى سبيل المثال نجد أن بيرلسكوني كادت شركاته تعلن إفلاسها، إلا أن امتلاكه لنادي آي سي ميلان الإيطالي وفوز إيطاليا بكأس العالم 2006، ساهم في انتشال شركاته من تعثرها الاقتصادي.
كما أن الكثير من لاعبي كرة القدم على مستوى العالم قد تم التفاوض معهم ليكونوا ممثلين لكيانات اقتصادية عالمية كبرى، كي يساهموا في الترويج لمنتجاتها، ومن ثم زيادة أرباحها.
وتعتبر كرة القدم موهبة وفنًا قبل التدريب، فنجد أن بيليه تعلم كرة القدم في الحواري، ومن خلال التدريب أصبح أفضل لاعبي العالم، ومارادونا يعتبر تكوينه الجسماني ليس رياضيا كما ينبغي، إلا أنه بمزيد من المجهود حصل على لقب أفضل لاعب في العالم.
تلك هي التجارب التاريخية التي أحسنت استغلال كرة القدم، واستخدمتها كوسيلة هي ولاعبوها للتقارب مع مجتمعاتها، وتوصيل الأفكار السياسية لجميع الفئات المجتمعية خاصةً الشباب منهم في تلك المجتمعات دون عناء.
فماذا نحن فاعلون مع تلك الساحرة المستديرة؟