الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: نحن في زمن الغابة!!!

صدى البلد

بعد أن كتبت تهنئتي للجيل الصاعد الواعد ومستقبل مصر، والذي أتمنى أن يكون خيرا من حاضرها ودعوت الله من قلبي أن يوفقهم جميعا، لأن بتوفيقهم نجاح مصر وتقدمها، طالعت الأخبار في أول يوم دراسي، فوجدتها للأسف تنبئ عن أشياء لو استمرت بهذا الشكل، فمعناه أننا نسير نحو الضياع.

فعندما تقرأ في محافظة قنا فقط "جزار يعتدي على مدرسة بالسكين أو مطواة بسبب رغبته في جلوس ابنه بالتختة الأولى"، وتقرأ "مدير مدرسة يتعدى على إداري بالجنزير"، وتقرأ "أهالي طالب يعتدون على مدير مدرسة مستقيل وتم نقله للمستشفى لأنه لم يقبل تلميذا بالمدرسة".

عندما تقرأ تلك الأخبار من محافظة واحدة، فنحن ننحدر سريعا نحو التخلف والتقهقر المجتمعي والعلمي والتعليمي،
ولا أعرف ما سبب ما يحدث؟ هل أصبحت ذرات الهواء الذي نتنفسه مملوءة بالحقد والعنف، أم ماذا يحدث بالضبط؟

المسألة ليست حسن أخلاق أو سوء أخلاق، إنما هي تطورات فعلا نحو العنف ليس في مصر وحدها ولكن في كل العالم العربي، لدرجة أشك أنها لعنة لنا أو يوجد بالجو فعلا ما يسبب هذا العنف، أم التليفزيون وأفلام الأكشن، أو البعد عن الدين، أم أن الرحمة ضاعت من القلوب، وأنا أعتقد هذه الأخيرة، فلقد قست فعلا القلوب.

نتعامل مع بعضنا البعض بقسوة، ونشتم بعضنا بعضا، ونأخذ الفرص من بعضنا بعض، ونتكلم خلف ظهور بعضنا بعض، ولا نثق في بعضنا بعض، أصبحنا في زمن الشطارة والفهلوة، ومن يعرف كيف يكسب فليكسب، لا يهم حلال أم حرام.

بعدنا تماما عن الدين، بعدنا تماما عن القرآن والسنة، لا نتعامل إطلاقا بحديث "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما انتزع من شيء إلا شانه".

أصبحنا عبيد المصالح قساة القلوب، فسلط الله علينا الدنيا، وسلط علينا أنفسنا.

إذا كانت كل تلك الاعتداءات في الحقل التعليمي، الذي من المفترض أن يكون أنظف وأفضل حقل، فما بالنا بباقي الدولة وما يحدث في مؤسساتها.

يا ليتنا نحاول أن نعود كما كنا ونحترم أنفسنا ونحترم الآخرين.