الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.. عُرف في الجاهلية بالفصاحة والشجاعة.. وبشره الرسول بالجنة وبالاستشهاد في سبيل الله

أرشيفية
أرشيفية

  • ذكرى استشهاد أمير المؤمين عمر بن الخطاب..
  • عُرف ابن الخطاب في الجاهلية بالفصاحة والشجاعة
  • أسلم سيدنا عمر في السنة السادسة من البعثة
  • بشره الرسول بالجنة وبالاستشهاد في سبيل الله
  • روى عن النبي خمسمائة وسبعة وثلاثين حديثًا

تحل اليوم الثامن والعشرين من شهر ذى الحجة، ذكرى استشهاد الفاروق عمر بن الخطاب أبو حفص العدوي، ثاني الخلفاء الراشدين ومن أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو من أشهر الأشخاص في التاريخ الإسلامي ومن أفضل القادة وكان له تأثير كبير، وهو من أحد الـ10 المبشرين بالجنة، وتولّى الخلافة بعد وفاة أبو بكر الصديق، ولقب بأبي حفص.

اسمه وصفته

عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح، من بني عدي بن كعب إحدى عشائر قريش، وأمه حنتمة بنت هاشم المخزومية، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة.

كان عمر بن الخطاب طويل القامة، ضخم الجسم، كثير شعر البدن، وقد انحسر شعره عن جانبي رأسه، أبيض البشرة، شديد الحمرة، يخضب شيبه بالحناء، له شارب كثيف، أعسر يسر -وهو الذي يعمل بيديه جميعًا.

عمر بن الخطاب بعد إسلامه

بلغ الثلاثين من عمره وقت المبعث النبوي، فكان شديدًا على المسلمين، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالهداية فأسلم عمر في السنة السادسة من البعثة، فاعتز به الإسلام. وجهر بإسلامه فتعرض له المشركون وقاتلهم وقاتلوه.

وعرف في الجاهلية بالفصاحة والشجاعة، وعرف في الإسلام بالقوة والهيبة، والزهد والتقشف، والعدل والرحمة، والعلم والفقه وكان مسدد القول والفعل.

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة وسبعة وثلاثين حديثًا، وقد وافقه القرآن في عدة آراء اقترحها على رسول الله صلى الله عليه وسلم منها اتخاذ مقام إبراهيم مصلى، وحجاب أمهات المؤمنين، ونصحه لأمهات المؤمنين قبل نزول آية التخيير.

وبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وبالشهادة، وبما سيكون على يده من خير، ووصفه بالعبقري "لم أر عبقريًا يفري فريه" (البخاري). وبيَّن أنه إن كان في الأمة محدث -بمعنى ملهم- فهو عمر (البخاري). وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالاقتداء بأبي بكر وعمر.

خلافة عمر بن الخطاب

كان عمر بن الخطاب مقربًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشيره في المهمات، شهد معه المشاهد كلها، وقد صاهره بالزواج من ابنته حفصة أم المؤمنين، وكان أبو بكر يستشيره كثيرًا، وهو الذي أشار عليه بجمع القرآن، وقد عهد إليه بالخلافة بعد مشاورة كبار الصحابة ورضاهم. ولقب بأمير المؤمنين.

وأظهر عمر بن الخطاب في خلافته حسن السياسة، والحزم والتدبير، والتنظيم للإدارة والمالية، ورسم خطط الفتح وسياسة المناطق المفتوحة، والسهر على مصالح الرعية، وإقامة العدل في البلاد، والتوسع في الشورى، "وكان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولا كانوا أم شبانًا"، ومحاسبة الولاة وفق مبدأ "من أين لك هذا"، ومنعهم من أذى الرعية.

وفتح بابه أمام شكاوي الناس، وتدوين الدواوين، وتعيين العرفاء على العشائر والقبائل. وابتدأ التأريخ الهجري، وكان لا يستحل الأخذ من بيت مال المسلمين إلا حلة للشتاء وأخرى للصيف وناقة لركوبه وقوته كقوت رجل متوسط الحال من المهاجرين.

وتدل خطب عمر بن الخطاب ورسائله إلى الولاة والقادة على بلاغته العالية وبيانه الواضح مع الإيجاز المفيد والبعد عن الإطناب والإغراب والمبالغة، وتعبر بدقة عن شعوره العميق بالمسؤولية تجاه الدين والرعية، مع حسن التوكل على الله والثقة بالنفس.

استشهاد الخليفة عمر

وقد غلبت الدولة الإسلامية في عهده الفرس والروم وحررت الهلال الخصيب ومصر، ومصرت الكوفة والبصرة والفسطاط، ومازالت في صعود وامتداد، حتى اغتاله أبو لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة وهو يؤم المسلمين في صلاة الفجر ليلة الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة 23 للهجرة، بعد خلافة دامت عشر سنين وستة أشهر، وكان عمره ثلاثًا وستين سنة.

وفاة عمر من علامات الساعة

من علامات الساعة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أَيُّكُمْ يَحْفَظُ مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا. قَالَ: نَعَمْ، فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ، قَالَ: لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ، وَلَكِنْ عَنِ الْفِتْنَةِ الَّتِي قَبْلَ السَّاعَةِ؟ تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ. فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ: إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا. قَالَ عُمَرُ: أَيُفْتَحُ، أَوْ يُكْسَرُ؟ قَالَ: بَلْ يُكْسَرُ. قَالَ: إِذًا لا يُغْلَقُ؟ قَالَ أَبُو وَائِلٍ: فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ: سُئِلَ حُذَيْفَةُ عَنْ ذَلِكَ، يعَنْي الْبَابَ؟ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ عُمَرُ».

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاروق عمر رضي الله عنه، وسماه شهيدًا، وهو حي، كما ورد في قصص ارتجاف جبال أحد، وحراء، وثبير، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدًا، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله، وقال: «أثبت أحد، فإنما عليك نبي، وصِدّيق، وشهيدان» رواه البخاري.