قال الدكتور محمد مهران، رئيس الإدارة المركزية للآثار اليهودية، إن الآثار اليهودية في مصر تضم 3 أفرع رئيسية، أولها المعابد ومنها 10 مسجلة، و9 معابد في القاهرة ومعبد واحد في الإسكندرية، حيث بنيت المعابد اليهودية بجوار المساجد والكنائس، ما يدل على سماحة الشعب المصري وبعده عن التعصب واحترامه لكل الأديان، ثم المقابر اليهودية، ومنها مقابر عائلة موصيري التي قمنا بتسجيلها في مقابر اليهود بالبساتين، وبها مقبرة الجنيزا، وذلك لأنها تحتوي على تراكيب رخامية فخمة.
وأضاف "مهران" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن النوع الثالث من الأثار اليهودية هو "أوراق الجنيزا"، وهو مصطلح أطلق علي الوثائق والمخطوطات التي"جنزها" اليهود في معبد بن عزرا بمصر القديمة، والجنيزا مشتقة من اللفظ العبري"جنز"بمعني خبأ أو أخفي وتعني الحفظ والاقتناء،وأطلق إسم الجنيزا عند اليهود على مستودع حفظ الاوراق البالية من كتابات يهودية مقدسة لا تجوز ابادتها.
وذكر أن اليهود كانوا لا يبيدون الأوراق وتوسعوا في تفسيرهم لتحريم إبادة الأوراق المكتوبة، وبالغوا بشدة في ذلك لدرجة أن أي ورقة مكتوبة لا تحمل تقديسًا يحتفظون بها، ونتيجة لتحريم إبادة الأوراق البالية نجد ضمن وثائق الجنيزا مثلا فاتورة حساب وخطابات وعقود زواج وطلاق وأوراق صفقات بيع وشراء، حيث قاموا بتخزين وحفظ الأوراق القديمة التي لم تعد يستعملونها في مكان مخصص بمعبد بن عزرا يسمى "حجرة الجنيزا "، والتي توجد في الطابق الثاني نهاية شرفة النساء.
وتابع قائلا إن "حجرة الجنيزا في معبد بن عزرا تقع في نهاية شرفة النساء في الطابق الثاني، ومساحتها 5متر × 2متر وارتفاعها 2.5 متر ويتم الصعود اليها بسلم متنقل، حيث كانوا يلقون الأوراق من فتحة الشباك داخل الحجرة، خاصة أنها لم يكن فيها أي أبواب أو نوافذ أو فتحات غير هذه الفتحة الصغيرة، ومخطوطات ووثائق الجنيزا في معبد بن عزرا تعتبر من أهم وأخطر المخطوطات مطلقا،وكانت تضم وثائق من العصر الفاطمي وحتي منتصف القرن 19، وهذه الوثائق اول من علم بها الرحالة اليهودي سيمون فون الذي زار القاهرة عام 1752 والقي نظرة عليها لكنه لم ياخذ شيئا منها،وقد كتب ذلك في مذكراته.
وقال: "بعدها تمكن ابراهام ميكروفيتش وهو عالم يهودي روسي من الحصول علي هذه الوثائق،حيث دخل الحجرة واستخلص منها بضعة آلاف من هذه الوثائق،واخذها ووضعها في المكتبة العامة في سانبطرسبرج،وفي 1888م زار عالم بريطاني يهودي مصر وذهب الي المعبد ولم يكتشف هذه الحجرة،وبعد 8 سنوات عاد مرة اخري ودخل عن طريق الحاخام الأكبر بالقاهرة،وظل بها ٤ساعات قام خلالها بإستخلاص الاف من هذه الوثائق وموجودة حاليا في مكتبة نيويورك.
وأشار إلى أن عددا من علماء اليهود كانوا يتطلعون لدراسة هذه الوثائق نظرا لقيمتها، وأشهرهم هو عالم الأثار اليهودية سلومون شيختر،وهذا الرجل وصل مصر بتوصية من الحاخام اليهودي الاكبر في بريطانيا حيث كانت مصر حينها تخت للاحتلال الانجليزي،خاصة أنه قبلها قد وقعت في يده مخطوطات حصلت عليها شقيقتان مسيحيتان من اسكتلندا وقامتا بشرائها من تاجر عاديات في مصر،واكتشف انها نسخة أصلية من كتاب"حكمة ابن سيرا"وفكر سريعا في النزول لمصر والاطلاع على هذه الوثائق.
وتابع:قابل سلومون شيختر زعماء الطائفة اليهودية في مصر ودخل حجرة الجنيزا، واستخلص منها 140 الف وثيقة وورقة،وعبأها في صناديق وارسلها إلي بريطانيا،وكون مجموعة هناك سماها شيختر في جامعة كيمبردج،وقد إستولي شيختر علي حوالي 90% من أوراق ووثائق الجنيزا في معبد بن عزرا.
وعن الجنيزا في مقابر البساتين،قال:أعطي أحمد بن طولون في القرن 9 ميلادي مساحة كبيرة جدا لليهود ناحية المعادي والبساتين وجعلها مقابر لهم،وقاموا بتخصيص مساحة لبناء مقابر الجنيزا،وذلك حتي إذا إمتلأت حجرة معبد بن عزرا ينقلونها للمقبرة وتدفن تماما كنوع من التقديس،وكانت عملية النقل من المعبد للمقابر تتم في إحتفالية كبيرة جدا لدرجة أنه كانوا يعلنون عنها قبلها،ويدعون الناس للإحتفال وكانوا يجرون صلاوات مقدسة عليها قبل نقلها وعند المقبرة يقوم الحاخام بنفس الطقوس الدينية لدفنها.
وذكر أن عائلة موصيري أجرت حفائر لمقابر الجينزا وكانت عبارة عن حجرات تحت الأرض مخصصة لتلك الوثائق،وكانت نتيجة تلك الحفائر التي حدثت عام 1910 أن عائلة موصيري إستخرجت كميات كبيرة من وثائق الجنيزا ووضعت في الجامعة العبرية بالقدس وسميت بمجموعة موصيري.
وأشار إلي أن قطاع الأثار الإسلامية في عام 1978 قام بعمل حفائر في هذه المقابر،وإستخرج كميات ضخمة من الجنيزا وتم تسجيلها،ثم أرسلت للمتحف الإسلامي وظلت به فترة ثم نقلت بعدها إلي دار الوثائق القومية، وهذه الوثائق بلا شك أفادت دراستها في التاريخ اليهودي بمصر خاصة من العصر الفاطمي حتي منتصف القرن 19 وشكلت تاريخ اليهود في مصر،وعرفنا منها الحياة الإجتماعية والثقافية والإقتصادية في مصر في تلك الفترات.
وكشف مهران عن واحدة من أهم أوراق الجنيزا في معبد بن عزرا،وهي عبارة عن حجاب لسيدة ونصه"إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم.بسم الله وبالله ومن الله وإلي الله..ولا حول ولا قوة إلا بالله..كهيعص..ألم.حم.ق والقرأن المجيد..أقسمت عليكم يا معشر الأرواح الروحانية إصرفوا عن "جميلة بنت روبيكا" وإحفظوها حفظا متينا وحصنا حصينا، بحق أنه من سليمان..وأنه بسم الله الرحمن الرحيم..أجب يا ميمون يا سعيد الخير بحق جبريل33، قدوس سبوح رب الملائكة والروح".
وأضاف: "نص الحجاب نفهم منه أن من كتبه شيخ مسلم،حيث يحتوي على آيات قرآنية لكنه صنع لإمرأة تدعي جميلة بنت روبيكا وهي يهودية،وهذا يعني أنها ذهبت لشيخ مسلم كان يصنع الأحجبة وصنعت حجابا عنده، وهذا الحجاب مكتوب باللغة العربية وخط جميل جدا,ودراسة مثل هذا الحجا تكشف جانبا مهما من الثقافة التي كانت سائدة في ذلك الوقت،حيث يظهر مدي التلاحم وروح التعايش بين المسلمين واليهود حينها".
وأضاف "مهران" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن النوع الثالث من الأثار اليهودية هو "أوراق الجنيزا"، وهو مصطلح أطلق علي الوثائق والمخطوطات التي"جنزها" اليهود في معبد بن عزرا بمصر القديمة، والجنيزا مشتقة من اللفظ العبري"جنز"بمعني خبأ أو أخفي وتعني الحفظ والاقتناء،وأطلق إسم الجنيزا عند اليهود على مستودع حفظ الاوراق البالية من كتابات يهودية مقدسة لا تجوز ابادتها.
وذكر أن اليهود كانوا لا يبيدون الأوراق وتوسعوا في تفسيرهم لتحريم إبادة الأوراق المكتوبة، وبالغوا بشدة في ذلك لدرجة أن أي ورقة مكتوبة لا تحمل تقديسًا يحتفظون بها، ونتيجة لتحريم إبادة الأوراق البالية نجد ضمن وثائق الجنيزا مثلا فاتورة حساب وخطابات وعقود زواج وطلاق وأوراق صفقات بيع وشراء، حيث قاموا بتخزين وحفظ الأوراق القديمة التي لم تعد يستعملونها في مكان مخصص بمعبد بن عزرا يسمى "حجرة الجنيزا "، والتي توجد في الطابق الثاني نهاية شرفة النساء.
وتابع قائلا إن "حجرة الجنيزا في معبد بن عزرا تقع في نهاية شرفة النساء في الطابق الثاني، ومساحتها 5متر × 2متر وارتفاعها 2.5 متر ويتم الصعود اليها بسلم متنقل، حيث كانوا يلقون الأوراق من فتحة الشباك داخل الحجرة، خاصة أنها لم يكن فيها أي أبواب أو نوافذ أو فتحات غير هذه الفتحة الصغيرة، ومخطوطات ووثائق الجنيزا في معبد بن عزرا تعتبر من أهم وأخطر المخطوطات مطلقا،وكانت تضم وثائق من العصر الفاطمي وحتي منتصف القرن 19، وهذه الوثائق اول من علم بها الرحالة اليهودي سيمون فون الذي زار القاهرة عام 1752 والقي نظرة عليها لكنه لم ياخذ شيئا منها،وقد كتب ذلك في مذكراته.
وقال: "بعدها تمكن ابراهام ميكروفيتش وهو عالم يهودي روسي من الحصول علي هذه الوثائق،حيث دخل الحجرة واستخلص منها بضعة آلاف من هذه الوثائق،واخذها ووضعها في المكتبة العامة في سانبطرسبرج،وفي 1888م زار عالم بريطاني يهودي مصر وذهب الي المعبد ولم يكتشف هذه الحجرة،وبعد 8 سنوات عاد مرة اخري ودخل عن طريق الحاخام الأكبر بالقاهرة،وظل بها ٤ساعات قام خلالها بإستخلاص الاف من هذه الوثائق وموجودة حاليا في مكتبة نيويورك.
وأشار إلى أن عددا من علماء اليهود كانوا يتطلعون لدراسة هذه الوثائق نظرا لقيمتها، وأشهرهم هو عالم الأثار اليهودية سلومون شيختر،وهذا الرجل وصل مصر بتوصية من الحاخام اليهودي الاكبر في بريطانيا حيث كانت مصر حينها تخت للاحتلال الانجليزي،خاصة أنه قبلها قد وقعت في يده مخطوطات حصلت عليها شقيقتان مسيحيتان من اسكتلندا وقامتا بشرائها من تاجر عاديات في مصر،واكتشف انها نسخة أصلية من كتاب"حكمة ابن سيرا"وفكر سريعا في النزول لمصر والاطلاع على هذه الوثائق.
وتابع:قابل سلومون شيختر زعماء الطائفة اليهودية في مصر ودخل حجرة الجنيزا، واستخلص منها 140 الف وثيقة وورقة،وعبأها في صناديق وارسلها إلي بريطانيا،وكون مجموعة هناك سماها شيختر في جامعة كيمبردج،وقد إستولي شيختر علي حوالي 90% من أوراق ووثائق الجنيزا في معبد بن عزرا.
وعن الجنيزا في مقابر البساتين،قال:أعطي أحمد بن طولون في القرن 9 ميلادي مساحة كبيرة جدا لليهود ناحية المعادي والبساتين وجعلها مقابر لهم،وقاموا بتخصيص مساحة لبناء مقابر الجنيزا،وذلك حتي إذا إمتلأت حجرة معبد بن عزرا ينقلونها للمقبرة وتدفن تماما كنوع من التقديس،وكانت عملية النقل من المعبد للمقابر تتم في إحتفالية كبيرة جدا لدرجة أنه كانوا يعلنون عنها قبلها،ويدعون الناس للإحتفال وكانوا يجرون صلاوات مقدسة عليها قبل نقلها وعند المقبرة يقوم الحاخام بنفس الطقوس الدينية لدفنها.
وذكر أن عائلة موصيري أجرت حفائر لمقابر الجينزا وكانت عبارة عن حجرات تحت الأرض مخصصة لتلك الوثائق،وكانت نتيجة تلك الحفائر التي حدثت عام 1910 أن عائلة موصيري إستخرجت كميات كبيرة من وثائق الجنيزا ووضعت في الجامعة العبرية بالقدس وسميت بمجموعة موصيري.
وأشار إلي أن قطاع الأثار الإسلامية في عام 1978 قام بعمل حفائر في هذه المقابر،وإستخرج كميات ضخمة من الجنيزا وتم تسجيلها،ثم أرسلت للمتحف الإسلامي وظلت به فترة ثم نقلت بعدها إلي دار الوثائق القومية، وهذه الوثائق بلا شك أفادت دراستها في التاريخ اليهودي بمصر خاصة من العصر الفاطمي حتي منتصف القرن 19 وشكلت تاريخ اليهود في مصر،وعرفنا منها الحياة الإجتماعية والثقافية والإقتصادية في مصر في تلك الفترات.
وكشف مهران عن واحدة من أهم أوراق الجنيزا في معبد بن عزرا،وهي عبارة عن حجاب لسيدة ونصه"إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم.بسم الله وبالله ومن الله وإلي الله..ولا حول ولا قوة إلا بالله..كهيعص..ألم.حم.ق والقرأن المجيد..أقسمت عليكم يا معشر الأرواح الروحانية إصرفوا عن "جميلة بنت روبيكا" وإحفظوها حفظا متينا وحصنا حصينا، بحق أنه من سليمان..وأنه بسم الله الرحمن الرحيم..أجب يا ميمون يا سعيد الخير بحق جبريل33، قدوس سبوح رب الملائكة والروح".
وأضاف: "نص الحجاب نفهم منه أن من كتبه شيخ مسلم،حيث يحتوي على آيات قرآنية لكنه صنع لإمرأة تدعي جميلة بنت روبيكا وهي يهودية،وهذا يعني أنها ذهبت لشيخ مسلم كان يصنع الأحجبة وصنعت حجابا عنده، وهذا الحجاب مكتوب باللغة العربية وخط جميل جدا,ودراسة مثل هذا الحجا تكشف جانبا مهما من الثقافة التي كانت سائدة في ذلك الوقت،حيث يظهر مدي التلاحم وروح التعايش بين المسلمين واليهود حينها".