الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمود نوفل يكتب : الأقباط في دين الإسلام

صدى البلد

إن ما حدث بالكنيسة البطرسية من تفجير وقتل للأبرياء وإصابة آخرين علي يد أحد أتباع خوارج العصر ما هو من الإسلام في شيء بل إن الإسلام منه بريء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، وإنما هو جزء من المؤامرة الكبري التي تُحاك بمصر رمز التسامح الديني الذي عاشت عليه طيلة الفترات الماضية منذ دخول الإسلام إليها علي يد الصحابي الجليل عمرو بن العاص والذي استقبله الأقباط بالأفراح بل واعتبروه المخلص لهم من ظلم الرومان وأمنهم من الخوف.

وحينما تنظر إلي تحقيقات من يتم القبض عليهم من أتباع خوارج العصر تجدهم يصفون الأقباط بأنهم "كفار" و"أعداء الدين الإسلامي" وهو الأمر البعيد تمامًا عن إسلامنا وديننا الذي أمرنا بتأمين أهل الكتاب، لاسيما أقباط مصر الذين لهم ذمة ورحمة كما أبلغ المصطفي وسأسرد في سبيل ذلك ثلاث قصص من التاريخ الإسلامي لتبين لنا أن أهل الكتاب أو الأقباط ليسوا بأعداء للدين الإسلامي ولا يجوز قتلهم فحينما تعرضت الكعبة المشرفة للفيضانات في عام 594 ميلادية استعان أهل قريش في عام 596 ميلادية بعامل البناء باكوم النصراني لإعادة بنائها مرة أخري وفي عهد عمر بن الخطاب استعان بمجموعة من نصاري الفرس لإدارة أول وزارة مالية في الدولة الإسلامية والتي كان يطلق عليه "ديوان الخراج" وظلوا يديرون شئون الديوان طيلة 86 عاماً باللغة الفارسية إلي أن جاء عبد الملك بن مروان الذي قام بتعريب العمل داخل الديوان ولم يكرههم أحد طيلة تلك الفترة علي الدخول في الإسلام.
 
وفي واقعة أخري تثبت أن حب الأقباط والحفاظ علي حياتهم والسماح لهم بإقامة شعائرهم من صميم الدين الإسلامي حينما أتي وفد من أقباط نجران إلي رسول الله في العام التاسع الهجري وطلبوا منه الصلاة في المسجد فسمح لهم بذلك، كل ذلك يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن ما فعله الإرهابي محمود شفيق ليس من الإسلام في شيء.