25 يناير: الخديو ينتقم من عبد الناصر

ﺍﻟﺫﻱ ﻫﺯﻡ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﺃﺠﺒﺭﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﺤﻲ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟـ«ﻓﻴﺱ ﺒﻭﻙ» ﺒل ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺍﻟﺫﻱ ﺤﻜﻡ ﻤﺼﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ ﻤﺎ ﺒﻴﻥ 1863 ﺇﻟﻰ 1879. ﻓﻬل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻌﻘﻭل ﺃﻥ ﺜﻭﺭﺓ 25 ﻴﻨﺎﻴﺭ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ، ﻫﻲ ﺍﻨﺘﻘﺎﻡ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﺃﻨﻬﻰ ﺤﻜﻡ ﺃﺴﺭﺓ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ؟ ﻴﺒﺩﻭ ﺍﻟﺴﺅﺍل ﻏﺭﻴﺒﺎ ﻷﻭل ﻭﻫﻠﺔ ﻓﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﺜﻭﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱﻭﺍﻟﻌﺸﺭﻴﻥ ﻤﻥ ﻴﻨﺎﻴﺭ؟
ﻟﻜﻥ ﻟﻭ ﻨﻅﺭﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺜﻭﺭﺓ ﻴﻨﺎﻴﺭ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﻅﻭﺭ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﺸﻤل ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻭﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻤﻌﺎ، ﻨﻜﺘﺸﻑ ﻭﺒﻴﺴﺭ، ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻌﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﻨﻤﻭﺫﺠﻴﻥ ﻟﻠﻌﻤﺭﺍﻥ،ﻤﻌﺭﻜﺔ ﺒﻴﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﺎﺸﺎ ﻭﻤﻴﺎﺩﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﺘﺠﻤﻬﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻭﺒﻴﻥ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻀﺎﻏﻁ ﻓﻲ ﻋﻬﺩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﻀﺒﺎﻁ ﺍﻷﺤﺭﺍﺭ ﻭﻤﻥ ﺘﺒﻌﻬﻡ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻘﺸﻼﻕ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻌﺴﻜﺭ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺭﻭﻤﺎﻨﻴﺎ ﺍﻟﺸﻴﻭﻋﻴﺔ، ﺒﺸﻭﺍﺭﻋﻪ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ ﻭﻤﺴﺎﺤﺎﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﻨﻘﺔ. ﻟﻡ ﺘﻘﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻜل ﻤﺼﺭﺒل ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﺎﺸﺎ ﻓﻘﻁ ﻭﻻ ﺴﻭﺍﻫﺎ.
ﻟﻡ ﺘﻘﻡ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻗﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺔ ﻤﺜل ﺇﻤﺒﺎﺒﺔ ﻭﺍﻟﻭﺭﺍﻕ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻓﻘﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﻭﻅﻠﻡ ﻨﻅﺎﻡ ﻴﻭﻟﻴﻭ ﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻨﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﺸﻬﺩ ﺜﻭﺭﺍﺕ. ﺒﺒﺴﺎﻁﺔ ﻷﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺒﻬﺎ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﺘﺠﻤﻊ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻋﺸﺭﻴﻥ ﻨﻔﺭﺍ. ﺘﻠﻙ ﺍﻷﻤﺎﻜﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺘﺘﻤﺘﻊ ﺒﺘﺨﻁﻴﻁ ﺸﺒﻴﻪ ﺒﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺃﻭﺴﻤﺎﻥ ﺒﻭﺴﻁ ﺍﻟﺒﻠﺩ
ﻭﻨﺤﻥ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻨﺘﺤﺩﺙ ﻓﻘﻁ ﻋﻥ ﺇﻤﺒﺎﺒﺔ ﻭﻋﺸﻭﺍﺌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﺯﺓ، ﺒل ﺃﻴﻀﺎ ﻤﻥ ﻴﻘﺎﺭﻥ ﻤﺼﺭ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﻥﺍﻤﺒﺎﻥ ﻤﻊ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻨﺼﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺼﻨﻌﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻜﺎﻟﻌﺎﺸﺭ ﻤﻥ ﺭﻤﻀﺎﻥ ﻭ6 ﺃﻜﺘﻭﺒﺭ، ﻴﺩﺭﻙ ﺍﻟﻔﺭﻕ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﻓﻴﻪ ﻭﺒﻴﻥ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺜل ﺤﺎﻀﻨﺔ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ. ﺨﺎﺭﺝ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﻭﺴﻁ ﺍﻟﺒﻠﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﺒﻪ ﺒﺎﺭﻴﺱ، ﺃﻀﺤﺕ ﺍﻟﻀﻭﺍﺤﻲ ﺍﻟﻤﻼﺼﻘﺔ ﻟﻤﺼﺭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﺎﺸﺎ ﻀﺤﻴﺔ ﻟﻠﺘﻘﺴﻴﻡ ﺍﻟﺨﺎﻨﻕ ﻟﻤﻥ ﺠﺎﺀﻭﺍ ﺒﻌﺩﻩ ﻭﺃﺼﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺘﺨﻁﻴﻁ ﻤﺩﻥ ﻀﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻭﺒﻼ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﻭﻀﺩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ.
ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ ﺍﻟﺨﺎﻨﻕ ﻟﻠﻤﺩﻥ ﻟﻡ ﻴﺘﺭﻙ ﻤﻴﺩﺍﻨﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻠﺘﺠﻤﻬﺭ ﺍﻟﺒﺸﺭﻱ. ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻏﻀﺏ ﺍﻟﺼﻌﺎﻴﺩﺓ ﻤﺜﻼ ﻤﻥ ﻅﻠﻡ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻟﻡ ﻴﺠﺩﻭﺍ ﻤﻴﺩﺍﻨﺎ ﻭﺍﺤﺩﺍ ﻴﺠﻤﻌﻬﻡ ﻤﺜل ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻤﺜل ﺼﺭﺓ ﻤﺼﺭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﺎﺸﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺸﺎﺭل ﺩﻴﻐﻭل ﻓﻲ ﺒﺎﺭﻴﺱ. ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ، ﻓﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ، ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺎﻥ ﺍﺴﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل. ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺭﻴﺭ ﺃﺼﺒﺢ ﺭﻤﺯ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻭﻤﻌﻪ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻘﺎﺌﺩ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻓﻲ ﺍﻹﺴﻜﻨﺩﺭﻴﺔ ﻭﺴﻤﻲ ﺒﻬﺫﺍ ﺍﻻﺴﻡ ﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻲ ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺒﺎﺸﺎ ﻭﺍﻟﺩ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل. ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻭﻴﺱ ﻭﺍﻹﺴﻤﺎﻋﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻴﻀﺎ ﺴﻤﻴﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﻡ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ.
ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﻟﺘﺠﻤﻊ ﺤﺸﻭﺩ ﺒﻤﺌﺎﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻓﻲ ﻜل ﺭﺒﻭﻉ ﻤﺼﺭ ﻫﻲ ﻜﻠﻬﺎ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل. ﺘﺨﻁﻴﻁ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻭﻓﻜﺭﺓ ﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﺭﺍﺭ ﺒﺎﺭﻴﺱ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺒﺎﻟﻤﺤﻜﻭﻡ ﻭﺍﻀﺤﺔ، ﺤﻴﺙ ﺘﺭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻭﻴﺭﻯ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ؛ ﺤﻴﺙ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺴﻤﺢ ﺒﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻭﻟﻴﺱ ﺃﻥ ﺘﺼل ﺇﻟﻲ ﺒﻴﺕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺱ ﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻷﺤﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﻤﺜل ﺇﻤﺒﺎﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻴﺼﻠﺢ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺒﺭ ﺍﻟﻤﺎﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﻤﻴﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥﺘﺴﻴﺭ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ.
ﻤﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ ﻤﻌﻤﺎﺭ ﺍﺤﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﺤﺘﺠﺎﺠﺎﺕ ﻓﻲ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﻜﺒﺭﻯ ﺒﻴﻨﻤﺎ ﻤﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ ﻻ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻤﻴﺩﺍﻥ ﻴﺘﺴﻊ ﻟﺩﻭﺭﺍﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﻓﻴﻪ، ﻭﻻ ﻤﻜﺎﻥ ﻟﻠﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﺒﻁﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎل ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺠﻤﻌﺎﺕ ﻤﻤﻨﻭﻋﺔ ﺒﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﻁﻭﺍﺭﺉ ﻭﻗﻭﺍﻨﻴﻥ ﺘﺨﻁﻴﻁ ﻤﺩﻥ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ. ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻋﻤﺭﺍﻨﻴﺎ ﻜﺎﻨﺕ ﺜﻭﺭﺓ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﺎﺸﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ ﻓﻠﻭﻻ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ ﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻤﻠﻴﻭﻨﻴﺔ ﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺃﻟﻔﻴﺔ. ﺍﻟﺫﻱ ﻫﺯﻡ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﺍﻟـ«ﻓﻴﺱ ﺒﻭﻙ»، ﺍﻟﺫﻱ ﻫﺯﻡ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻫﻭ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﻭﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﺃﻭﺴﻤﺎﻥ.
ﺘﺴﺎﺀل ﺍﻟﻜﺜﻴﺭﻭﻥ ﻭﺭﺒﻤﺎ ﻜﻨﺕ ﺃﻨﺎ ﻤﻨﻬﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻠﻡ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺸﺠﺎﻋﺔ ﺭﺠﺎﻟﻪ ﻭﻨﺴﺎﺌﻪ؟ ﻜﻴﻑ ﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩﻋﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ؟ ﻟﻡ ﺘﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺠﺎﺒﺎﺕ ﺸﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﺴﺅﺍل، ﻜﺎﻨﺕ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺠﺎﺒﺎﺕ ﻤﻥ ﻨﻭﻋﻴﺔ ﺃﻥ ﺃﻫل ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﻻ ﻴﻌﻨﻴﻬﻡ ﺃﻥ ﻗﺎﻤﺕ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ ﺃﻭ ﻟﻡ ﺘﻘﻡ ﻗﻴﺎﻤﺘﻬﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﺴﻴﺒﻘﻰ ﻤﻬﻤﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻴﺔ.
ﺠﺯﺀ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺼﺤﻴﺢ، ﻭﻟﻜﻥ ﻤﻥ ﻴﺘﺄﻤل ﻓﻲ ﺘﺨﻁﻴﻁ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﻭﻋﻤﺭﺍﻨﻪ، ﻴﻜﺘﺸﻑ ﻭﺒﺒﺴﺎﻁﺔ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﻭﺠﺩ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﻭﺍﺤﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﻴﺘﺴﻊ ﻟﻤﻠﻴﻭﻨﻴﺔ ﻭﺍﺤﺩﺓ ﺃﻭ ﻨﺼﻑ ﻤﻠﻴﻭﻨﻴﺔﺃﻭ ﺤﺘﻰ ﺃﻟﻔﻴﺔ. ﻓﻤﻌﻅﻡ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﻻ ﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻭﻗﻭﻑ ﺒﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﻤﺌﺎﺕ ﻭﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﻤﺭﺒﻭﻁﺔ ﺒﺎﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﺤﻴﺙ ﻴﺘﺴﺭﺏ ﺍﻟﻤﺼﻠﻭﻥ ﻤﻥ ﺍﻟﺠﻭﺍﻤﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺭﺓ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻤﻔﺘﺭﺸﻴﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﻠﺼﻼﺓ، ﻀﺎﻗﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻴﻬﻡ ﺒﻤﺎ ﺭﺤﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﻨﻴﺎ، ﻻ ﺍﻟﻤﺴﺎﺠﺩ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻭﻻ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺍﻟﻔﺭﺤﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻐﻀﺏ.
ﺒﺎﻟﻁﺒﻊ ﻫﺫﺍ ﻟﻴﺱ ﻤﻘﺎﻻ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﺃﻁﺭﻭﺤﺔ ﻜﺘﺎﺏ ﻜﺎﻤل ﻋﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﺒﺎﻟﺤﺭﻴﺔ ﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﻟﻠﺸﻌﻭﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺤﺭﺓ ﺇﻻ ﺒﻌﻤﺭﺍﻥ ﺤﺭ ﻭﺘﺨﻁﻴﻁ ﻤﺩﻥ ﻴﺴﻤﺢ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺒﺎﻟﺘﺠﻤﻊ ﻭﺍﻟﺘﺠﻤﻬﺭ ﺍﺤﺘﻔﺎﻻ ﺃﻭ ﻏﻀﺒﺎ. ﻭﻗﺩ ﻜﺘﺒﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻫﻨﺎ ﻋﻥ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺭﻴﺩ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺒﻴﻭﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺤﻤل ﺃﺭﻗﺎﻤﺎ ﺤﻴﺙ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﺍﺼل ﻓﻴﻬﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻴﺴﻴﺭﺍ، ﻴﺭﺴل ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﺭﺴﺎﻟﺘﻪ ﻓﺘﺼل ﺇﻟﻲ ﺼﺭﺓ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻭﻴﺭﺴل ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ ﺴﻴﺎﺭﺘﻪ ﻟﺠﻤﻊ ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ ﺃﻭ ﻀﺒﻁ ﻭﺇﺤﻀﺎﺭ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻥ ﺒﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺘﻤﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﻭﻻ ﻴﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻲ ﻋﺴﺱ ﻭﻤﺨﺒﺭﻴﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻭﺍﺭﻉ ﻟﻴﺴﺕﺤﻭﺍﺭﻱ ﻀﻴﻘﺔ.
ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ «ﻭﻻ ﺘﺯﺭ ﻭﺍﺯﺭﺓ ﻭﺯﺭ ﺃﺨﺭﻯ»، ﺃﻱ ﻜل ﻤﻭﺍﻁﻥ ﻴﻌﺎﻗﺏ ﻋﻠﻰ ﺠﺭﻴﻤﺘﻪ ﻷﻥ ﻋﻨﻭﺍﻨﻪ ﻭﺍﻀﺢ ﻭﻤﺤل ﺇﻗﺎﻤﺘﻪ ﻭﺍﻀﺢ. ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻤﺒﺎﺒﺔ ﻭﻤﺼﺭ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺔ ﻓﻠﻡ ﻴﻜﻥ ﺃﻤﺎﻡ ﻨﻅﺎﻡ ﻤﺒﺎﺭﻙ ﻋﻨﺩﻤﺎ ﻅﻬﺭﺍﻟﻤﺘﻁﺭﻓﻭﻥ ﻫﻨﺎﻙ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻴﺴﺘﺨﺩﻡ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻜﻭﺴﻴﻠﺔ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ (collective punishment) ﻷﻥ ﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﻻ ﺘﺴﺘﻁﻴﻊ ﺩﺨﻭل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻀﻴﻘﺔ. ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻭﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﻤﺨﺒﺭ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺭﻜﺏ ﺩﺭﺍﺠﺔ ﺃﻭ ﻴﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺩﻤﻴﻪ ﻫﻭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻜﻡ، ﻫﻭ ﻀﻤﻥ ﻤﻌﻤﺎﺭ ﻻ ﻤﺠﺎل ﻟﺤﻘﻭﻕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻴﻪ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻓﻲ ﻏﺎﺒﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺨل ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ ﻻ ﻋﻨﻭﺍﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺏ ﺠﺏ ﺴﺤﻴﻕ.
ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻻ ﺘﻌﺭﻑ ﻁﺭﻴﻕ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ، ﻭﻻ ﻨﻌﺭﻑ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﻤﻥ ﻴﺘﺨﻔﻰ ِﻤﻥ ﻤﻥ؟ ﻫل ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ ﻴﺘﺨﻔﻰ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﺘﻰ ﻻ ﻴﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺭﺍﺌﺏ، ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺘﺘﻬﺭﺏ ﻤﻥ ﻤﺴﺅﻭﻟﻴﺎﺘﻬﺎ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻭﺍﻁﻥ؟ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﻜﻠﻪ ﺃﻨﻪ ﻻ ﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﻭﻻﻋﻨﺎﻭﻴﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺇﻤﺒﺎﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻌﻴﺩ ﻜﻲ ﻴﺜﻭﺭ ﻫﺅﻻﺀ. ﺍﻟﺫﻱ ﺜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺤﻜﻡ ﺍﻟﻌﺴﻜﺭ ﻫﻭ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﺨﺩﻴﻭ، ﺜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻜﻭﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺼل ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ ﻭﻤﺼﺭ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺔ.
ﻜﻴﻑ ﻨﻔﻬﻡ ﻫﺫﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ؟ ﺒﺎﻋﺘﻘﺎﺩﻱ، ﺴﺘﺒﻘﻰ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺌﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﺒﺎﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﻏﻠﻕ ﺃﻫل ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺍﻟﺠﺩﺩ ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﻭﻫﺫﺍ ﺃﻤﺭ ﺸﺒﻪ ﻤﺴﺘﺤﻴل. ﺍﻻﺘﺠﺎﻩ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﻜل ﺸﻲﺀ ﻫﻭ ﺘﻭﺴﻴﻊ ﺭﺌﺘﻲ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ ﻭﻤﻌﻪ ﻓﻜﺭ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ. ﺍﻟﻤﻴﺎﺩﻴﻥ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﺍﻟﻭﺍﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻻ ﺍﻟﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﻨﺕ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﻀﻲ، ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺩﻤﺕ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ ﻭﺃﺴﻘﻁﺕ ﻨﻅﺎﻡ ﻤﺒﺎﺭﻙ.
ﻭﻴﺒﻘﻰ ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ ﺍﻷﻜﺒﺭ، ﻫل ﺴﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺜﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻤﺼﺭ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻴﻔﺘﺢ ﺭﺌﺘﻲ ﺍﻟﻭﻁﻥ ﺒﺄﻜﻤﻠﻪ ﺍﻗﺘﺩﺍﺀ ﺒﻌﻤﺭﺍﻥ ﺇﺴﻤﺎﻋﻴل ﺒﺎﺸﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺭﻏﻡ ﻤﻥ ﺴﺘﻴﻥ ﻋﺎﻤﺎ ﻤﻥ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ؟ ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﺘﺤﺩﻱ. ﻓﻼ ﻴﺴﺘﻘﻴﻡ ﻟﻠﻌﻘل ﺃﻥ ﻨﻨﺸﺩ ﺍﻟﺤﺭﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﺍﻟﺩﻴﻜﺘﺎﺘﻭﺭﻴﺔ. ﺃﻋﺭﻑ ﺃﻨﻨﻲ ﺃﻜﺘﺏ ﻓﻲ ﻏﻴﺭ ﻤﺎ ﻫﻭ ﻤﺄﻟﻭﻑ، ﻭﻟﻜﻥ ﻤﺎ ﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺒﺔ ﺇﻥ ﻟﻡ ﺘﻔﺘﺢ ﺁﻓﺎﻗﺎ ﺃﺨﺭﻯ، ﻭﻜﺎﻨﺕ ﻤﺠﺭﺩ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺍﻟﻤﺄﻟﻭﻑ؟
نقلا عن الشرق الاوسط