محمد السنوسى يكتب:مشروع مصر

دائماً ما نسمع عن الخطط والبرامج والأهداف والإستراتيجيات التى يخرج علينا بها كل فصيل أو حزب أو مركز بحثى أو وزارة لنهضة مصر وتقدمها ومنها ما يأخذ الوقت كعامل محدد وأساسى وحاسم فى التسميه والمضمون مثل مصر 2050 ومصر 2030 والقاهره 2040 وغيرها ومنها من يحاول أن يجذب الأنظار إليه بمجرد ذكره فقط مثل مشروع النهضة ومشروع الحلم وغيرها وبعيداً عن كل هذه الخطط نجد أن الواقع مرير جداً وهو واقع موجود لكنه غير مدروس.
الكل- وليس البعض - عندما يريد أن يتبنى خطة أو مشروع قومى للوطن نجد أنه يعمد إلى الجانب الدعائى أكثر من الجانب الواقعى العملى فكثيراً ما نسمع عن هذه الخطط فى التلفاز وفى برامج التوك شو وأحياناً نجد أنها تزاحمنا فى الشارع وتوجد على البنارات وتلصق فى الطرقات ولكنك عندما تريد أن تجدها واقعاً ملموساً سوف تفاجئ بالرد العجيب بأننا ندرس ونفكر ونضع الخطط الآن أما التطبيق فهو سيكون المرحلة اللاحقه وأنا بذلك أفهم أنهم لم يستوعبوا أصلاً معنى ومضمون التخطيط الإستراتيجى.
فالتخطيط الاستراتيجي هو صنع الاختيارات وهو عملية تهدف لدعم القادة لكي يكونوا على وعي بأهدافهم ووسائلهم وبذلك فالتخطيط الاستراتيجي يستخدم لمساعدة المؤسسة في أداء العمل بشكل أفضل ومن هنا فإن الإحساس بهذه الخطط يأتى من خلال شكلين محددين الأول يكون مرحلى من خلال الإحساس بالتغيير الجزئى عبر عدة مراحل وعبر مجموعة من القطاعات والثانى يكون عبر الإحساس بالتغيير شبه الكلى أو الكلى إذا كانت النتائج مبهرة وذلك يتجلى بالأساس فى المرحلة النهائية من الخطة وهى بالأساس المخرجات التى تم وضعها فى البداية أو التى تم تغييرها عبر مراحل تنفيذ الخطة .
من هنا فإن التخطيط الذى يعتمد على عقد اللجان الفكرية التى تضع الخطط وتظل تعمل فى غرف مغلقه من أجل التفكير فنجد أنها تتبعد بشكل كبير عن الواقع الذى يزداد سوء يومياً خاصة فى حالات الدول النامية فالمطلوب الإحساس الدائم بوجود هذه اللجان طوال فترة وضع الخطة من خلال زيارات ميدانية وزيارات تحديد الوضع فى القطاعات المحددة طبقا للخطة فالتخطيط الاستراتيجي عملية مستمرة وعائدة فلا يمكن أن تكون جهود الإدارة الإستراتيجية بمثابة نشاط لفترة زمنية واحدة أو لها بداية ونهاية بل يجب أن تكون عملية مستمرة تتراكم فيها الخبرات، ويتم تطوير هذه الخبرات من خلالها ولعل أحد الأسباب الرئيسية التي تفسر استمرارية عملية التخطيط الاستراتيجي هي استجابته للظروف الخارجية التي لا تتوقف أبدا، ومن ثم فيجب أن تظل الخطط والأدوات التي يتم تنفيذ تلك الخطط بها في حالة تعديل وتنقيح مستمر .
مشروع تنمية مصر ليس شو إعلامى ولا مجرد لجان إدارية تضع خطط بعيده كلياً عن الواقع حتى يأتى اليوم الذى نقول فيه لم تحقق الخطه أهدافها ونجتاج لخطة جديدة فالتخطيط الفعال هو الذى يأخذ فى الإعتبار الواقع بشكل تفعالى وليس بشكل ديناميكى يكتفى بالفعل ورد الفعل فقط ولكن لابد من دراسة الوضع بصورة كليه شاملة تنطلق من التجميع الجزئى للقطاعات المختلفه .