الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف: الفقه ليس بالتشدد ..الخير في أمة محمد إلى قيام الساعة..أهل مصر قادرون على إضافة رصيد حضاري جديد.. ويحذر: اليأس والإحباط من «الكبائر»

صدى البلد

وزير الأوقاف في خطبة الجمعة:
الفقه تيسير بدليل وليس تشددًا والخير في أمة محمد إلى قيام الساعة
أهل مصر قادرون على إضافة رصيد حضاري إلى ما شيده آباؤهم
اليأس والإحباط من «الكبائر»
أول شكوى من النبي إلى ربه تبلغ «73 كلمة»


ألقي خطبة الجمعة اليوم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وعنوانها: «سماحة الإسلام ونبذه لكل ألوان العنف»، بحضور الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، وعدد من النواب، منهم مجدى بيومى، وشيوخ قبائل سيناء، وعدد من الشخصيات الوطنية العامة، بمسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ.

«4 تأكيدات» في مستهل خطبة الجمعة

افتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبته بأربعة تأكيدات، أولها أنه لا علاقة للإسلام بمحاولات بعض الجماعات الضالة المُضلة توظيف الخطاب الديني لخدمة مصالح خاصة، لأنه في الإسلام كل الدماء حرام، و كل الأعراض مصانة، وكل الأموال محفوظة، ولا يحل لامرئ أن ينال من دم إنسان شيئًا ولا من عرضه ولا من ماله، إلا بطيب نفس منه.

كما أكد مع افتتاح مسجد الصحابة- الذي وصفه بالصرح الإسلامي المتفرد-، على أننا قادرون على إضافة الجديد إلى رصيدنا الحضاري، و بناء المستقبل كما كانت أوائلنا، وثالثًا أن الخير في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى أن تقوم الساعة -يوم القيامة، ورابعًا أن أهل مصر قادرون على إضافة رصيد حضاري إلى ما شيده آباؤهم وأجدادهم من مجد حضاري.

الفقه تيسير بدليل لا تشدد

وأوضح «جمعة» خلال خطبة الجمعة اليوم، وعنوانها: «سماحة الإسلام ونبذه لكل ألوان العنف»، أنه فيما ورد في الكتاب والسُنة، أن الدين الإسلامي اتسم بالسماحة واليُسر وعدم المشقة، فالفقه عند أهل العلم هو التيسير بدليل، مدللًا بقوله تعالى: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ» الآية 185 من سورة البقرة، وقوله تعالى: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ» الآية 78 من سورة الحج.

وتابع: والفقه عند أهل العلم هو التيسير بدليل، مؤكدًا أنه لم يذهب أحد من أهل العلم الذين يُعتد بقولهم في القديم ولا في الحديث، أن الفقه هو التشدد على الإطلاق أبدًا.

اليأس والإحباط من الكبائر

وأفاد أن العلماء ذهبوا إلى أن القنوط والتقنيط واليأس والتيئيس والإحباط والتحبيط يُعد من الكبائر، منوهًا بأنه يجب على الإنسان التحلي بالأمل، منوهًا بأنه من يتفاءل بالخير يجده، مستشهدًا بقوله تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ » الآية 53 من سورة الزمر.

«6 أعمال» تُدخلك الجنة

وأشار «وزير الأوقاف» إلى أنه فيما ورد في الكتاب والسُنة، أن الدين الإسلامي سهل ويسير، حيثيتمثل في ستة أعمال بها يدخل الإنسان الجنة، وهي «شهادة أن لا إله إلا الله، شهادة أن محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، إقامة الصلاة، الزكاة، صوم رمضان، وحج البيت للمستطيع».

واستشهد بما روي أنه جاء رجل يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام، فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق، لا أزيد على ذلك ولا أنقص، فقال -صلى الله عليه وسلم-: أفلح إن صدق، وفي رواية أخرى دخل الجنة إن صدق.

ونبه إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنكر على البعض الذين حاولوا أن يشقوا على أنفسهم، بقيام الليل كله وصيام العام كله، والتعبد طوال الوقت، وما نحوه من إفراط في العبادات، مدللًا بما ورد أنه جاء ثلاثة نفر إلى بيته، يسألوه عن عبادته، وكأنهم استقلوا عبادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فرفض ذلك.

أول شكوى للنبي «73 كلمة»

وأوضح « وزير الأوقاف» ، إنه فيما ورد في الكتاب والسُنة، أن ما حدث للنبي -صلى الله عليه وسلم- من أهل الطائف، عندما ذهب يدعوهم للهدى، يُعد من أصعب وأشد الأوقات، فحينها شكا إلى ربه لأول مرة بثلاثة وسبعين كلمة، حيث أمطروه ضربًا بالحجارة حتى دميت قدماه، وقذفًا بالهجاء والشتم، وطاردوه في الشوارع.

وتابع: فرفع يديه إلى السماء، مناجيًا ربه، وقد أعياه الضرب والركل، ودماء شريفة تنزف من وجهه الكريم، ومن قدمه الشريف، في أصعب اللحظات وأشد الأوقات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ، إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك».