هل نحمي بلادنا من مخططات الفتنة والتقسيم ؟

صديقي الدكتور أحمد عبدالحي أستاذ الاقتصاد، كعادته معي عندما نتناقش في أي أمر يخص الشأن الوطني أجده يحلل ويقيم الأوضاع بشكل أكاديمي مدروس ، تحدثنا عما يدور بالداخل هنا في مصر، وما يدور حولها من مؤامرات برعاية دول وأجهزة إستخباراتية، ولعل ما حدث ويحدث هذه الفترة وخلال الأسابيع الماضية يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن مؤامرة إسقاط مصر وبعض الدول العربية تعود للظهور بمباغته يعتقد من يديرها أنها ليست مكشوفة.
فما يحدث من جانب الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا حسب تحليل صديقي الدكتور أحمد عبدالحي يجعله تساءل ونتساءل معه ، هل من مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد ما حدث في خان شيخون وهل لذلك أهمية علي أرض الواقع ..؟ ، بالطبع لا .. لا .. لأن الأقرب إلي هذا الحي علي الأرض هي جماعة " النصرة الإرهابية " المدعومة من النظامين القطرائيلي والتركائيلي ، اللذان يعملا وبكل قوة لإيقاف التقارب المصري الأمريكي وخاصة في الحل السلمي والسياسي بخصوص الأزمة السورية وبالتالي أعدا لعمل " حي شيخون " لإحراج الرئيس الأمريكي أمام صقور النتاجون بهدف تكرار سيناريو إحتلال العراق 2001 ـ 2002 مرة أخري في سوريا الشقيقة للتخلص تمامًا من الجيش العربي السوري.
ويستكمل الشيطان القطرائيلي سيناريوهاته الصهيونية بزيارتين لكل من السودان ثم أثيوبيا، ثم يتزامن مع هذه الزيارات إعلان السودان وبشكل رسمي أنهم توصلوا مع أثيوبيا لحل لموضوع الكهرباء والماء وذلك باتفاقية ثنائية خارج حتي إاتفاق " عنتيبي " الذي لم نوقع عليه من الاأساس، وذلك للإضرار بمصالح مصر العليا في حقها في مياه نهر النيل وما يتم عليه من سدود وخلافه.
ولكن مصر تسير حسب وصف صديقي الدكتور عبدالحي بخطي ثابته حيث نجحت مع دولة" لبنان الشقيق "في إتمام اتفاقية الاستثمار المشترك في مجال البنوك والتي ستطبق أول أغسطس القادم، والتي ستوفر لنا عملة صعبة وكان ذلك بمساعدة روسيا التي حيدت حزب الله وأبعدته عن التدخل في إتمام الاتفاقية ، فكان عقاب " لبنان " هو إثارة القلاقل لها بمخيم " عين الحلوة " بواسطة أتباع حركة حماس الذين حاولوا استفزاز الفلسطينيين المقيمين بالمخيم واستدراجهم لمواجهات مسلحة.
مصر تحاول بشتي الطرق تأمين كافة حدودها لتأمن تسرب المتطرفين والتنظيمات الإرهابية للعمق المصري سواء من يأتوا من الحدود الشرقية عبر الأنفاق بسيناء أو من خلال حدودنا الغربية مع دولة" ليبيا الشقيقة " والتي تتعرض هي الأخري لتطور ملحوظ في تحالف التنظيمات الإرهابية بها برعاية حكومة الوفاق وبمباركة كل من فرنسا وإيطاليا وذلك لمواجهة المشير " خليفة حفتر " قائد الجيش الوطني الليبي لإنهاكه والتخلص منه ومن ما تبقي من الجيش الليبي الذي يطهر تراب " ليبيا " من دنس الإرهاب.
وفي تطور جديد في تصريحات بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي التي أذاعتها القناة العاشرة أمس وكانت تدعي قصف إسرائيل بصواريخ من ناحية سيناء وتطالب هذه الأصوات بإحتفاظهم بحق الرد ،وهنا علينا وضع علامات إستفهام عديدة ، لحدوث ذلك للمرة الأولي منذ نصر أكتوبر العظيم .
ولذلك نؤكد أن منظومة الحصار الخارجي لمصر تصبح مكتملة الأركان وعلي جميع أطراف حدودنا ، ولكي يكتمل المشهد بؤسًا فكان لابد من تفجير الوضع الداخلي من خلال الضغوط الإقتصادية التي نتجت عن إرتفاع أسعار السلع تارة وتارة أخري من خلال إستخدام ملف الفتنة الطائفية وتفجيرات الكنائس من وقت لأخر وبشكل متزامن مع إطلاق شائعات بوجود قنابل بالمساجد في المناطق الملتهبة لإستكمال منظومة الفتنة الطائفية المخطط لها ، وذلك لتأجيج الشارع من جانب وإستنزاف الشرطة من جانب أخر وإستدراج الجيش للنزول للشارع لإنهاكه ، فضلًا عن بدء حملات منظمة وممنهجة علي مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك وتويتر" لبث روح الإحباط ونشر حالة مفاداها عدم الرضا من إقرار حالة الطوارئ العامة وترسيخ مفهوم التقصير الأمني وعدم السيطرة الشرطية علي التنظيمات الإرهابية .
كل هذا مخطط ومعد له جيدًا من قبل أجهزة إستخباراتيه، ودول تسعي وبكل قوة لإسقاط مصر والجيش المصري في مستنقع التقسيم وتطفيش الأستشمارات التي تأتي إلينا وكل ذلك يبعث أيضًا برسائل سلبية علي قطاع السياحة وخاصة بعد نجاحه خلال شهر سياحي لم نشهده منذ نهاية عام 2010 .
وإذا قمنا بتربيط كل هذه الخيوط ببعضها البعض فسيكون المشهد المراد تكوينه هو تقليم أظافر مصر وإيقاف التنمية وإدخالنا في صراعات مختلفة منها ما يتعلق بالشأن الداخلي ومنها ما يقيد مساعي الدولة المصرية تجاه ما يجري من أحداث في " سوريا " التي أصبحت ملتقي تصفية حسابات الكبار ، وكذلك تحييدنا عن التدخل في مساعدة الأشقاء في " ليبيا ، والعراق ، واليمن " في أن يستقروا وهذا يضع علي عاتقنا مسئولية كبيرة وهي حماية الوطن من كل هذه المؤامرات الواضحة والتي لا تحتاج إلي شرح ويتم إستخدام عناصر جماعة الإخوان الإرهابية في تنفيذ كل ذلك وفي كل الدول العربية .. فهل سنتحمل المسئولية كشعوب ونحمي بلادنا .. أم لا.