الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصحف الإماراتية: قمة السيسي وسلمان تثبت عمق علاقات مصر والسعودية.. «الإخوان» بذرة سامة ومفرخة لـ«الإرهاب».. فرنسا تتغير

صدى البلد

  • "البيان": دول خارجية تريد التمدد على حساب العرب
  • "الوطن": الإخوان تجند الخلايا النائمة وتشتري الولاءات
  • "الخليج": ماكرون يحتاج إلى قوة دافعة لتطويق طموحات لوبان

ركزت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، في افتتاحياتها على القمة السعودية المصرية والتحديات التي تواجهها المنطقة، إضافة إلى التنظيمات الإرهابية الضالة وأصل نشأتها والانتخابات الرئاسية في فرنسا.

وقالت صحيفة "البيان" تحت عنوان «الإرهاب والتدخل الخارجي»، إن القمة السعودية المصرية تثبت عمق العلاقات بين البلدين، وهي علاقات قوية وصلبة وتاريخية، مثلما تثبت أن الدول العربية الكبيرة تدرك بشكل واضح، أهم التحديات التي تواجهها المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن قمة الرياض أكدت، على أمرين أساسيين، وهما مواجهة الإرهاب، والوقوف في وجه التدخلات الخارجية، باعتبار أن الأمرين باتا الأولوية الأولى لهذه المنطقة العربية.

وأكدت "البيان" أن الإرهاب الذي يضرب ببشاعة في كل مكان، ويهدد أمن الدول والشعوب والأبرياء، بات وباءً كبيرا، ولا بد أن تتكاتف الدول والشعوب من أجل ردع الظلاميين، الذين ينشرون الموت والخراب في كل مكان في هذا العالم، وينفذون مخططات باتت مكشوفة، تستهدف تصدير الفوضى إلى كل مكان، وتقويض الدول المستقرة من داخلها.

وأوضحت أن الملف الثاني، أي التدخلات الخارجية، يرتبط بشكل وثيق بالملف الأول، فالدول الإقليمية التي تريد التمدد في العالم العربي، على حساب هوية المنطقة وتاريخها وإرثها، ولا تتوقف عند كل النداءات من أجل حسن الجوار، والكف عن تصدير الفوضى، هي ذاتها التي تغذي الإرهاب أيضا، إما بشكل مباشر، أو من باب رد الفعل على هؤلاء، دون أن نمنح رد الفعل هنا أي مشروعية، فالإرهاب يبقى إرهابا بكل المعايير.

وخلصت إلى القول: "يبقى معقودا على ما تمثله بعض الدول، مثل السعودية ومصر، وغيرها من دول، من حالة واعية لهذه الأخطار وكلفتها النهائية على أمن المنطقة، وهي كلفة لا يستهان بها أبدا، خصوصا، في ظل الأدلة على ما دفعته دول عربية كانت آمنة".

وتحت عنوان «البذرة السامة ومفرخة الإرهاب»، قالت صحيفة "الوطن" إن جماعة ما يسمى بـ«الإخوان» الإرهابية، تعتبر تاريخيا الأصل الذي أفرز معظم الحركات الإرهابية التي يعاني منها العالم في زمننا الحالي، بل إن تلك التنظيمات الإرهابية والضالة التي تنتهج الشر والموت والعنف، لا تخفي التزامها بنهج «الإخوان» وجميعها تتبع نهج وأساليب "الجماعة" إياها منذ تأسيسها، وزرعها، ومحاولتها التلطي برداء الدين الحنيف وهو منها براء، إذ إن استعراض تاريخ الدول التي عانت من وجود هذه الجماعة ومنذ عقود طويلة يعطي فكرة واضحة عن وحشيتها وعدم اعترافها بالأوطان والقومية العربية والأنظمة والدساتير وخيارات الشعوب، ولأنها منبوذة وعاجزة عن تمرير أفكارها القائمة على الغدر ومحاولتها استغلال الأوساط الفقيرة أو التي تعاني الجهل والفقر الثقافي والمعرفي، كان الإجرام والبطش والإرهاب وسيلتها التي طالما انتهجتها لتحقيق مآربها، ومنذ أربعينات القرن الماضي في مصر وما تلاها في عدة دول بينت الوجه القبيح والمضمون الأقبح لهذه الجماعة.

وأكدت أنه طوال تاريخ «الإخوان» عرف ارتكابها للجرائم واستهداف كل من لا يتوافق معها أو يعاديها، وعرف عن المنخرطين بها محاولاتهم الدائمة لتجنيد البسطاء وشراء ضعاف النفوس ونقل الأفكار الراديكالية المدمرة لعقول النشء، وعرف عنهم ضعف ولائهم للبلدان التي يفترض أن تكون أوطانهم، وكانت مخططاتهم تحمل الولاء للتنظيم قبل كل شيء، كجماعة تنتشر في العديد من دول العالم وتحاول زرع الخلايا النائمة وشراء الولاءات، وهي في سبيل ذلك ارتكبت من المجازر والجرائم الكثير ولسنين طويلة وفي مناطق كثيرة.

وأوضحت أن الكثير من التنظيمات والجماعات الإرهابية التي يتوجب على العالم اليوم مواجهتها وسحقها وقهرها، تعتمد ذات الأساليب والفكر المغلق وتستهدف استباحة الآمنين والمدنيين والمنشآت وكل ما يمت للحياة بصلة، وكانوا طوال الحقب التي نشطوا بها كانوا عملاء لمن يمول أو يدعم أو يعتمد أجندتهم على حساب أي شيء آخر.

وقالت إن للجماعة البائدة تاريخها الأسود والتي نشهد كيف يقول القضاء العادل كلمته بحق من ارتهنوا للشيطان، خاصة في مصر مثلا وغيرها، أنهم أعداء كل شيء يميز البشرية ويساهم برفعتها، فهم ضد الجمال، وضد المحبة وضد السلام وضد الانفتاح وضد الفن وهم قبل هذا وغيره ضد الحياة ذاتها، فلا يسلمون بحق الآخر الذي لا ينزوي تحت إرادتهم في الوجود، وقبل هذا هم ضد التاريخ والحضارات.

وأكدت "الوطن" أن العالم اليوم يدرك تماما خطورة بقاء التكفيريين والإرهابيين سواء بقايا «الإخوان» أو من يتبع نهجها ويعتمد أساليبها ويحمل أفكارها، بغض النظر عن مكان تواجدهم، فخطرهم متعدد الوجوه، فهو خطر أمني؛ بسبب مجازره، وهو خطر على المصالح، وخطر على التجمعات البشرية، وانعدام الأمان، وهو ما ينعكس على جميع مناحي الحياة، وبالتالي فإن التحرك الدولي الذي يتسارع ويزداد يوميا يعي تماما أن المعركة غير التقليدية اليوم لا نهاية لها إلا بالقضاء على كل أنواع الظلام والتطرف، فوجود الأمن والاستقرار والسلام رهن كل تطور واستقرار مرجو، وأهم مقومات الحياة الكريمة، وفي وجود هذه الكائنات التي تنشر الإرهاب وتعيش عليه، وتوزع تهديداتها، يزداد تصميم العالم الذي حسم خياره، بأوسع تحالف لمحاربة الإرهاب بالتاريخ للانتصار عليها.

وقالت صحيفة «الخليج» تحت عنوان «فرنسا تتغير» إن المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية انتهت بأكثر من مفاجأة، وإن كان وصول مرشح الوسط إيمانويل ماكرون وزعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان إلى الدورة الثانية في السابع من مايو المقبل كان متوقعا.

وأضافت أن المفاجأة تمثلت بوصول هذين المرشحين إلى السباق الأخير، وهزيمة الحزبين التقليديين الكبيرين اليميني واليساري - الاشتراكي والجمهوري - وخروجهما من السباق للمرة الأولى منذ قيام الجمهورية الخامسة العام 1958 ودخول حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بقوة إلى الساحة السياسية، متقدما على أحزاب عريقة متجذرة في الحياة السياسية الفرنسية، إذ حصدت لوبان حوالي 22 في المئة من أصوات الناخبين الفرنسيين «سبعة ملايين صوت»، وهذا يعتبر تقدما غير مسبوق لليمين الفرنسي.

وتابعت أن المفاجأة الأخرى تتمثل بالصعود المذهل لمرشح الوسط ماكرون، متجاوزا كل التوقعات والحسابات، وهو الذي نزل إلى الساحة على حين غرة من دون خلفية سياسية معروفة، أو تاريخ يعتد به ويحسب له في العمل الوطني العام، باستثناء عمله لفترة في قصر الإليزيه العام 2012 ثم وزيرا للاقتصاد لعامين، وتأسيسه في سبتمبر الماضي حركة «إلى الأمام» التي انتسب إليها حوالي 200 ألف شخص، معظمهم من الشباب خلال وقت قصير، قبل أن تعلن هذه الحركة برنامجها السياسي، ما يرسم أكثر من سؤال حول الجهات التي دفعت به بهذه القوة ومنحته زخما جماهيريا غير مسبوق، وهيأت له الأرضية للتفوق على الجميع، وذلك وسط معلومات تحتاج إلى تدقيق عن دور الدولة العميقة ومؤسسات المال والأعمال المهيمنة.

وأوضحت «الخليج» أنه مهما يكن من أمر، أعلن الفرنسيون للمرة الأولى القطيعة مع الأحزاب التقليدية الفاشلة والطبقة السياسية الفاسدة التي لم تورث فرنسا إلا الأزمات الاقتصادية والبطالة، وتصاعد المخاوف الأمنية جراء التهاون في مقاومة التطرف والإرهاب، فقرروا التغيير باختيارات متطرفة وغير مألوفة، أملا بأن يؤدي هذا الاختيار إلى إخراج فرنسا من مستنقع الفشل والترهل الذي وضعتها فيه الأحزاب التقليدية.

وقالت: "بدأت الآن المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية، ومن الواضح أن ماكرون هو الأوفر حظا، بل يمكن القول إنه وضع رجلا على عتبة الإليزيه، وعليه أن يبدأ المفاوضات مع الأحزاب الأخرى للتصويت لصالحه يوم 7 مايو، رغم أن معظم المرشحين الذين فشلوا أعلنوا دعمهم له، كما يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي".

ورأت في الختام أن ماكرون يحتاج إلى قوة دافعة لتطويق طموحات لوبان المصرة على التحدي وتأكيد أن اليمين يتقدم ويمكنه تحقيق انتصار، وهذا يستوجب إقامة حائط صد من كل الفرنسيين الذين يرفضون التطرف.