في الذكرى الـ109 لإنشائها.. مدرسة «الفنون الجميلة» كعب داير من السيدة زينب للزمالك مرورًا بشبرا

كعادة مصر دائمًا في العصر القديم كانت رائدة في كل شيء ولعل أهم ما ميزها كانت الفنون، وربما ذلك جعل إنشاء أول مدرسة للفنون في تاريخ الوطن العربي وإفريقيا من نصيب القاهرة، عندما قرر الأمير يوسف كمال بن الأسرة الحاكمة وحفيد محمد علي وأغنى أغنياء مصر في افتتاح مدرسة للفنون كانت نواة لجيل من المبدعين على رأسهم محمود مختار ويوسف كمال وراغب عياد.

في مثل هذا اليوم 12 مايو من العام 1908 كان درب الجماميز بمنطقة الحلمية بحي السيدة زينب على موعد مع أحد أهم الأحداث التي أثرت في تاريخ مصر الفني بعدما قرر الأمير يوسف كمال تحمل من جيبه الخاص إنشاء مدرسة للفنون الجميلة تدرس النحت والرسم وغيرها من الفنون، خاصة وأنه كان مشهورا بحب الفن بشكل كبير.

بدأت فكرة إنشاء المدرسة عندما طرح النحات الفرنسي جيوم لابلان فكرة إنشاء مدرسة للفنون وهو الأمر الذي استهوى كمال فقرر على الفور دفع المقابل المادي كما سمح لكل الراغبين للتقدم دون مصروفات معلنًا أنه سيتحمل كافة تكاليف الدراسة، ومن هنا زادت شهرة المدرسة بشكل كبير.

وبعد عامين من الإنشاء قرر كمال في خطوة مفاجئة منح الجامعة المصرية الأهلي حق إدارة المدرسة لتلتحق بإدارة التعليم الفني بوزارة المعارف حتى عام 1923 بعدها تم نقلها من "درب الجماميز" وفي العام 1928 أصبح اسمها المدرسة العليا للفنون بالجيزة ثم اختيرت فيلا بحي شبرا بشارع خلاط رقم 11 لتكون هي المقر الرئيسي لها.

لم تستقر مدرسة الفنون الجميلة في منطقة معينة، فانتقلت من شبرا إلى الجيزة 1931 ومن بعدها إلى الزمالك عام 1935 وهو نفس مقرها الحالي.