قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هيئة رعاية شباب الصحفيين


من بين المقترحات التى تقدمنا بها ، وأعلنتها "لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة" فى أكثر من بيان ، نشرته وسائل إعلام مختلفة ، ضرورة الاهتمام بشباب الصحفيين ورعايتهم ، والاستفادة من قدراتهم ومواهبهم فى دعم العمل الصحفى ، وتعزيز الأداء المهنى.

وكان المقترح أن يتم ذلك من خلال هيئة واحدة تضم جميع الصحفيين ، بعيدا عن التقسيمات التى نرى فيها تمييزا غير مبرر ، وتقوم على أساس صحف مملوكة للدولة ، أو باللغة الخاطئة التى يرددها البعض "صحف قومية" ، أو حزبية ، أو مستقلة ، وأن تتولى تلك الهيئة رعاية جميع الصحفيين ،أعضاء النقابة، وتضمن لهم حقوقهم المادية والمهنية ، من خلال مسئوليتها عن تشغيلهم ، بالتنسيق مع جميع الصحف.

تلك الهيئة كنا نرى أنها الهيئة الوطنية للصحافة، غير أن التعامل ، الذى نراه قاصرا ، مع "لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة" ، والنظر إليها على أنها اجتهادات شخصية ، وأن بياناتها هى فقط "للشو الإعلامى"، جعل المقترح ، وغيره من المقترحات ، والعدم سواء.

فقد تم تجاهلها ، ولم يفكر أحد من الذين شاركوا فى صناعة القوانين الصحفية ، ومن قبلها الدستور ، فى مجرد الاستماع إلى المقترح ، أو دراسته ، كما يحدث فى الدول التى نتشدق بأننا نسير على دربها ، أو نسعى للحاق بها على ركب الحضارة والتقدم ، والتى تستمع لكل المقترحات ،بغض النظر عن مصدرها ، وتبحثها جيدا ، وليس لديها مانع فى الأخذ بها إن وجدت فيها ما يخدم الأهداف العامة.

فخرجت الهيئة الوطنية للصحافة ، وأصبحت تعمل، وفقا للدستور ، لصالح الصحف المملوكة للدولة دون غيرها ، وأصبح شباب الصحفيين بلا رعاية ، أو حتى مأوى مهنى ، حيث يعانى الكثير من أصحاب الكفاءات بطالة إجبارية.

والواقع أن الوسط الصحفى ، وفى كثير من مواقعه ومؤسساته ، لا يشغله من أهل الخبرة والأداء المهنى إلا القليل، بعد أن اعتمدت سياسة التوظيف فى كثير من المؤسسات الصحفية ، ولا أستثنى منها واحدة ، إما على "جماعة المرجع" ، فى العلوم السلوكية، ومفهومها الدارج"الشلة"، أو الوساطة والمحسوبية ، أو التوريث.

والحقيقة أنه واقع مرير ، يدفع ضريبته كثير من الأكفاء ، وأهل القدرة على العطاء المهنى من شباب الصحفيين، الذين لا يعرفون أيا من عوامل التوظيف سابقة الذكر، سواء كانوا متدربين صحفيين ، أو حتى صحفيين أعضاء نقابة ، جار عليهم الزمن والقوانين العقيمة ، وحكم عليهم الجميع بالتشرد ، فى وقت يشغل فيه كثيرون مواقع ، لا يخدمون فيها إلا لعوامل شخصية ، بعيدة عن الأهداف المهنية والقومية.

فكثير من الصحفيين تم تسريحهم ، وكثير من الشباب المتدربين تم الاستغناء عن خدماتهم ، رغم السنوات التى تعدت العشر لبعضهم فى العمل الصحفى ، حتى أن بعضهم ، تم ترشيحه ، وهو متدرب صحفى لم يحظ بعضوية النقابة بعد ، للحصول على جائزة دبى للصحافة.

من هنا نجدد الدعوة لضرورة وجود هيئة لرعاية شباب الصحفيين ، والبحث عن صيغة قانونية لها ، ترعاهم وتستثمر قدراتهم لصالح المهنة والوطن ، ونقترح هنا أن تقوم نقابة الصحفيين ، وهى دار الصحفيين ومظلتهم القانونية ، برعاية هؤلاء واعتمادهم أعضاء بها ، بعد أن يخضعوا لعمليات تدريب وعمل صحفى مكثف ، على أن يتم ضمهم بعد ذلك كأعضاء بالهيئة ، التى تتولى تشغيلهم بالتنسيق مع المؤسسات الصحفية ، حتى تقوم بالدور الذى كنا نتمنى أن تقوم به الهيئة الوطنية للصحافة.

الأوضاع المأساوية التى يعيشها شباب الصحفيين ، فى حاجة إلى التخلى عن النظم العقيمة ، سواء فى التعيين بالصحف ، أو الحصول على عضوية نقابة الصحفيين ، أو فى عمليات التشغيل، حتى يمكن استغلال طاقات شباب الصحفيين ، وزيادة الانتماء القومى لديهم، وحمايتهم من مخاطر الاستقطاب السياسى ، والعمل ضد خدمة الوطن.