الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هيئة رعاية شباب الصحفيين


من بين المقترحات التى تقدمنا بها ، وأعلنتها "لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة" فى أكثر من بيان ، نشرته وسائل إعلام مختلفة ، ضرورة الاهتمام بشباب الصحفيين ورعايتهم ، والاستفادة من قدراتهم ومواهبهم فى دعم العمل الصحفى ، وتعزيز الأداء المهنى.

وكان المقترح أن يتم ذلك من خلال هيئة واحدة تضم جميع الصحفيين ، بعيدا عن التقسيمات التى نرى فيها تمييزا غير مبرر ، وتقوم على أساس صحف مملوكة للدولة ، أو باللغة الخاطئة التى يرددها البعض "صحف قومية" ، أو حزبية ، أو مستقلة ، وأن تتولى تلك الهيئة رعاية جميع الصحفيين ،أعضاء النقابة، وتضمن لهم حقوقهم المادية والمهنية ، من خلال مسئوليتها عن تشغيلهم ، بالتنسيق مع جميع الصحف.

تلك الهيئة كنا نرى أنها الهيئة الوطنية للصحافة، غير أن التعامل ، الذى نراه قاصرا ، مع "لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة" ، والنظر إليها على أنها اجتهادات شخصية ، وأن بياناتها هى فقط "للشو الإعلامى"، جعل المقترح ، وغيره من المقترحات ، والعدم سواء.

فقد تم تجاهلها ، ولم يفكر أحد من الذين شاركوا فى صناعة القوانين الصحفية ، ومن قبلها الدستور ، فى مجرد الاستماع إلى المقترح ، أو دراسته ، كما يحدث فى الدول التى نتشدق بأننا نسير على دربها ، أو نسعى للحاق بها على ركب الحضارة والتقدم ، والتى تستمع لكل المقترحات ،بغض النظر عن مصدرها ، وتبحثها جيدا ، وليس لديها مانع فى الأخذ بها إن وجدت فيها ما يخدم الأهداف العامة.

فخرجت الهيئة الوطنية للصحافة ، وأصبحت تعمل، وفقا للدستور ، لصالح الصحف المملوكة للدولة دون غيرها ، وأصبح شباب الصحفيين بلا رعاية ، أو حتى مأوى مهنى ، حيث يعانى الكثير من أصحاب الكفاءات بطالة إجبارية.

والواقع أن الوسط الصحفى ، وفى كثير من مواقعه ومؤسساته ، لا يشغله من أهل الخبرة والأداء المهنى إلا القليل، بعد أن اعتمدت سياسة التوظيف فى كثير من المؤسسات الصحفية ، ولا أستثنى منها واحدة ، إما على "جماعة المرجع" ، فى العلوم السلوكية، ومفهومها الدارج"الشلة"، أو الوساطة والمحسوبية ، أو التوريث.

والحقيقة أنه واقع مرير ، يدفع ضريبته كثير من الأكفاء ، وأهل القدرة على العطاء المهنى من شباب الصحفيين، الذين لا يعرفون أيا من عوامل التوظيف سابقة الذكر، سواء كانوا متدربين صحفيين ، أو حتى صحفيين أعضاء نقابة ، جار عليهم الزمن والقوانين العقيمة ، وحكم عليهم الجميع بالتشرد ، فى وقت يشغل فيه كثيرون مواقع ، لا يخدمون فيها إلا لعوامل شخصية ، بعيدة عن الأهداف المهنية والقومية.

فكثير من الصحفيين تم تسريحهم ، وكثير من الشباب المتدربين تم الاستغناء عن خدماتهم ، رغم السنوات التى تعدت العشر لبعضهم فى العمل الصحفى ، حتى أن بعضهم ، تم ترشيحه ، وهو متدرب صحفى لم يحظ بعضوية النقابة بعد ، للحصول على جائزة دبى للصحافة.

من هنا نجدد الدعوة لضرورة وجود هيئة لرعاية شباب الصحفيين ، والبحث عن صيغة قانونية لها ، ترعاهم وتستثمر قدراتهم لصالح المهنة والوطن ، ونقترح هنا أن تقوم نقابة الصحفيين ، وهى دار الصحفيين ومظلتهم القانونية ، برعاية هؤلاء واعتمادهم أعضاء بها ، بعد أن يخضعوا لعمليات تدريب وعمل صحفى مكثف ، على أن يتم ضمهم بعد ذلك كأعضاء بالهيئة ، التى تتولى تشغيلهم بالتنسيق مع المؤسسات الصحفية ، حتى تقوم بالدور الذى كنا نتمنى أن تقوم به الهيئة الوطنية للصحافة.

الأوضاع المأساوية التى يعيشها شباب الصحفيين ، فى حاجة إلى التخلى عن النظم العقيمة ، سواء فى التعيين بالصحف ، أو الحصول على عضوية نقابة الصحفيين ، أو فى عمليات التشغيل، حتى يمكن استغلال طاقات شباب الصحفيين ، وزيادة الانتماء القومى لديهم، وحمايتهم من مخاطر الاستقطاب السياسى ، والعمل ضد خدمة الوطن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط