"فاينانشيال تايمز": الليبراليون بمصر يسعون لإحداث توازن في القوى مع الإسلاميين

رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن القوى الليبرالية واليسارية والعلمانية تسعى إلى اجتذاب أصوات الشارع المصري، وذلك سعيا منها لإحداث توازن في القوى مع التيارات الإسلامية.
وقالت الصحيفة - في تعليق لها أوردته في نسختها الإلكترونية الليلة الماضية - "إن الليبراليين المصريين بعد هزيمتهم في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة وخلو ساحتهم من المناصرين، باستثناء من ترشحوا لمنصب الرئاسة من غير المحسوبين على تيارات دينية، نزلوا الشوارع قبيل الانتخابات البرلمانية المزمعة في وقت لاحق من هذا العام، في سعي حثيث لتوسيع دائرة شراكاتهم لمجابهة تفوق الإسلاميين في الاتحاد والتمويل والتنظيم".
وأشارت إلى قيام متطوعين بتوزيع إعلانات عن حزب الدستور المصري، الذي يتزعمه الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، في أحد الأحياء المصرية الشهيرة (حي شبرا) الذي تقطنه أغلبية من الطبقة المتوسطة.
ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء الحزب ويدعى بيشوي سامي قوله "نحن هنا لإظهار أن ثمة صوت آخر في الشارع المصري بجانب صوت الإخوان المسلمين، ولا نسعى لأن نكون حجر عثرة في طريق الإسلاميين، كل ما هنالك أن لدينا رؤيتنا السياسية الخاصة".
ولفتت إلى أن الليبراليين واليساريين في مصر، الذين كانوا ضمن من أشعلوا ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك العام الماضي، تحدوهم آمال فى التغيير، وتشجعهم تجربة الليبراليين الليبيين التى وحدت صفوفهم تحت لواء واحد مكنهم من إلحاق الهزيمة بالإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية التى أجريت فى السابع من يوليو الماضى.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن رصيد الإسلاميين عند الشعب المصري تراجع إثر اتهام الإخوان بالهجوم العنيف على متظاهرين ليبراليين ويساريين في مسيرة يوم الجمعة الماضي.
وقالت "إن الساحة في مصر شهدت حتى الآن تكتل تجمعين أساسيين، الأول حول عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية والمرشح الرئاسي السابق، ويضم حزب الوفد، والعديد من أنصار النظام القديم، والثاني يضم معسكر أنصار الثورة الفضفاض الذي يلتف حول حزب الدستور".
وأشارت الصحيفة إلى تنبؤ العديد من المحللين والسياسيين المطلعين بأن تتحد القوى الليبرالية، التي عانت جبهتها السياسية من التصدع والصراع الداخلي منذ إندلاع الثورة، العام الماضي- وتعمل على اجتذاب الملايين من الأصوات لايجاد توازن مع القوى الإسلامية.
ورأت أن حزب الدستور كغيره من التكتلات المدنية الليبرالية أو العلمانية أو اليسارية، يعاني ما تعانيه جماعة الإخوان من افتقار إلى أفكار محددة لتحديث اقتصاد الدولة والنهوض ببنيتها التحتية، وانتشال مصر من دوامة الخمول التي ما برحت تدور فيها على مدى عقود طويلة فقدت خلالها الكثير من أهميتها على الصعيدين الجيوسياسي والثقافي.