EN 
يتخفى بين البشر في أجساد من طمي.. يظهر للعين ويختلف الناس في أمره بين مصدق ومكذب.. قد يُظْهِر عكس ما يُخْفِي وتمر الأيام فإذا به ينكشف أو لا.. وقد لا يلاحظ بعض البشر أنه شيطان ويظن البعض الآخر أنه إنسان يحمل صفات الملائكة قال المولي عز وجل عنه.. وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ .
أخطر من شيطان الجن رغم الفرق الكبير بينهما.. فشيطان الجن مهما بلغت قوته فهو ضعيف مفتقر إلي الرحمة يسعي لدمار البشر متخفيًا وراء أبوابه من حسد وغل وحقد وسحر وعين ونظرة ووسواس وغيرها.. أما شيطان الإنس فهو روح شريرة داخل جسد بشري تستطيع التلون كالحرابي وتستطيع قلب الحقائق.. قد يكون البعض منهم له مريدون.. يسخرهم بحلو الكلام ، يغير الحقائق ويقلب القلوب المؤمنة.. يسعي للدمار والهلاك.. وعلي وجهه الابتسام والتقوي.
تستطيع أن تحمي نفسك من هؤلاء بالاستعانة بالمولي عز وجل والإ ستعاذة منهم حيث قال وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ كما أمرنا الله تعالي بدفع السيئة بالتي هي أحسن حتي لا يفتح مجالًا للقلوب أن تسود وتتحول إليّ قلوب ممتلئة بالغل والانتقام وأمرنا أن نستعيذ من الشياطين التي تفتح أبواب الكراهية والعداوة حيث قال ادفع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ.. وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ.. وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ.
ومن الصعب أن تفرق بين شيطان أنسي وبين إنسان عادي فمظهر الشيطان قد يكون ظاهرة الطيبة والود والتدين وقد يكون حلو الكلام بشوش يساعد الآخرين ولا تستطيع أن تراه علي حقيقته إلا إذا حالفك الحظ وأظهر لك بعض ما يخفي من سوء وقسوة وكبر.. حتي الشيطان له صفات قد تعجبك أحيانًا.. وقد يساعدك أحيانًا أُخري في أمر ما يخصك فيربطك به بعض مشاعر الود والعرفان إلا أن القلوب مهما فعل تظل كما هي إما قلوب تملؤها الرحمة والتقوي وإما قلوب يسكنها الخبث ممسوخة مشيطنة.
استعن دائمًا بالمولي حتي تستطيع أن تميز المؤمن من الشيطان.. فهو عالم الغيب وبواطن الأمور وتذكر قول المولي عز وجل ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)﴾ اللهم أحفظنا من كل شيطان إنسي كان أو جني خفي.
