الحرب "الحمراء" ضد الحكام

تتذكر جماهير الكرة المصرية، ما حدث من الحكم جهاد جريشة الموسم الماضى فى مباراة الزمالك ومصر المقاصة، عندما تغاضى جريشه عن إحتساب ركلة جزاء صحيحة للفريق الأبيض، رآها كل من فى الملعب الا الحكم، وتحدثت عنها وسائل الإعلام العالمية وجعلت منها مادة للسخرية.

واقعة جهاد جريشة، مرت مرور الكرام ولم يتم اتخاذ اى عقوبات ضده بحجة أنه مرشح للمشاركة فى كأس العالم القادم، ويبدو أن جريشة مسنود من الجبلاية ولجنة الحكام، لذلك لا يستطيع أحد أن يعاقبه.

المثير للدهشة، بعد خطأ "جريشة" الجسيم، فى مباراة الزمالك والمقاصة، خرج علينا مقدمو البرامج الرياضية والاستوديوهات التحليلية، وضيوفهم، وتحدثوا أن الأخطاء التحكيمية جزء من متعة كرة القدم، وأن الحكام بشر قد يصيبون أو يخطئون.

وعلى النقيض، عقب مباراة الأهلى وطلائع الجيش، التى أقيمت منذ أيام، ظهر هؤلاء عبر برامجهم، مع العلم أن عدد كبير منهم ينتمى للنادى الأهلى، ولم نسمع منهم مقولة أن الأخطاء التحكيمية جزء من متعة الكرة، وانتقدوا حكم اللقاء، أحمد حمدى، انتقادات لاذعة.

كما مارسوا ضد الحكم حربًا شرسة واتهموه بالتسبب فى تعادل الفريق الأحمر، بعد تغاضيه عن إحتساب ضربة جزاء صحيحة للأهلى، وكل هذا الغرض منه توصيل رسالة لجميع الحكام أن من يخطئ ضد الأهلى سينال نفس المصير.

الحكم أحمد حمدى، أخطأ، ومطلوب عقابه من قبل لجنة الحكام، ولكن بعيدًا عن الإرهاب المعنوى والتهديدات والحرب الشرسة التى تمت ضد الحكم ممن ينتمون للون "الأحمر" فى الفضائيات، مع أن خطأ "حمدى" أقل من كارثة جهاد جريشة فى مباراة الزمالك والمقاصة.

بعد مباراة الأهلى والطلائع، ترددت أنباء، عن ايقاف الحكم، أحمد حمدى، إلا أن رئيس لجنة الحكام نفى هذا، وخرج ليعلن أن الحكم جانبه التوفيق، على الرغم من أن الخطأ كان مؤثرًا فى نتيجة اللقاء، ويتطلب العقاب.

أطالب اتحاد الكرة بالتعامل مع أخطاء جميع الحكام بكل صرامة، وتغليظ العقوبات ضد من يكون له أخطاء جسيمة، حتى لو وصلت العقوبة للإيقاف فترات طويلة من شهرين إلى أربعة أشهر مثلًا، مهما كان اسم الحكم، أو عدم إسناد مباريات الدورى الممتاز للحكم المخطئ لنفس الفترة، أو الخصم من مستحقاته.

أما الأخطاء البسيطة غير المؤثرة فهى مقبولة طالما لاضرر منها، كما أطالب بتطبيق حكم الفيديو، فى أسرع وقت، حتى نقلل من الأخطاء التحكيمية التى نشاهدها فى المباريات، مع تشديد العقوبات ضد الأجهزة الفنية واللاعبين، ممن يعترضون بصورة غير لائقة على الحكام.

وأؤكد أن تطبيق مبدأ الثواب والعقاب على جميع عناصر المنظومة الكروية، بشفافية وحيادية تامة، من شأنه عودة الهيبة لملاعب الكرة المصرية من جديد.