قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكاية فيلا الأميرالاي «أبادير جرجس».. صاحبها كان حاكمًا للصعيد والسودان.. صور


إذا قادتك ظروفك وذهبت إلى إسنا بالأقصر ومررت أمام مركز الشرطة هناك، لن تخطئ عيناك مبنى أمام المركز عليه لوحة تقول إنه مدرسة الشهيد عبد الستار الابتدائية، لكنه في الحقيقة تاريخ يختفي وراء الشكل الخارجي للمبنى.

حقيقة المبنى كشفها لنا مجدي شاكر، كبير أثريين وزارة الآثار، بقوله إن المبنى وإن غير الزمن معالمه كثيرا، لكنه في الحقيقة عبارة عن فيلا رائعة هي فيلا أبادير جرجس، التي تمثل أحد مفردات تراث إسنا الذي طالب شاكر بإنقاذه قبل اندثاره.

وأضاف أن صاحب الفيلا هو الأميرالاي أبادير جرجس الذي كان يحكم الصعيد والسودان، وقام بإنشائها عام 1924 ليقيم فيها، لكنه توفي قبل أن يسكنها وهاجر إبنه الوحيد لكندا، وتحولت لمدرسة الشهيد عبدالستار الابتدائية، وهي حاليا وقف مطرانية الأقباط هناك ومؤجرة للتعليم بمبلغ 600 جنيه.

وكشف "شاكر" أن الفيلا على مساحة 300 متر ومكونة من ثلاثة طوابق، وقد بنيت من الآجر الأحمر المهذب والمونة والأسقف من براطيم الخشب، حتى الأعمدة شكلت من الطوب الأحمر بطريقة فنية بديعة، والفيلا لها واجهة شمالية ذات زخارف وعقود شكلت كلها من الطوب الأحمر بطريقة فنية رائعة.

أما مدخل الطابق الأول مرتفع عن سطح الأرض بحوالى متر، ويؤدي لباب من ضلفتين من الخشب باللون البنى عليه زخارف من الحديد أو البرونز باللون الأسود، والزخارف عبارة عن طيور العنقاء على أرضية زخارف نباتية،وعليها حرفي A G ويرمزان لإسم صاحبها أبادير جرجس.

وأشار إلي أن هذه الزخرفة مكررة على كثير من الأجزاء في المبني خاصة شراعة الباب من أعلى وبها زخارف رائعة، والباب عندما يقفل من الداخل يحجب تمامًا أي صوت أو أتربة، وبه ترباس نحاسي بشكل زخرفي وطريقة تعشيق الحديد والبرونز والخشب تحفة فنية رائعة.

وقال إنه عند الوصول لصالة الفيلا الرئيسية نجدها تفتح علي 4 حجرات "فصول" وسلم لأعلى، وهناك مدخل ثانوى بالصالة للفرندة والتي تزينها زخارف من الحديد لطيور حولها زخارف نباتية، والدور الثاني يتضمن 4 حجرات كل منها لها فرندة خاصة وشبابيك مرتفعة.

والدور الثالث مكون من حجرتين فقط ودورة مياة وسلم يؤدى للسطح، ويعلو جانبه الجنوبى الغربى برج بارتفاع 2.5م، وملحق بالفيلا حديقة بها نافورة مياة وحجرتين للخدم والحرس ودورة مياة، وحول الفيلا سور من الطوب الأحمر يعلوه سور حديدي.

المفاجأة التي كشفها لنا كبير الأثريين أن الفيلا غير مسجلة، رغم طرازها المعمارى المميز والزخارف فى الرخام والأبواب وطريقة البناء، وحتى تاريخ صاحبها العسكري والذي يؤكد أنه كان ذو مكانة.

وأكد أن كل ذلك يدعو للتساؤل عن تركها للإهمال وعبث الأطفال والتلاميذ بها، وتغيير معالمها بوضع أكشاك خشبية وتغيير الألوان وطمس الزخارف، مطالبا بضم الفيلا لإنقاذ هذا التراث الفريد الذي لو كان في مكان آخر لكان مدعاة للفخر على حد قوله.