قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«أكشينار» امرأة حديدية تهدد عرش أردوغان ..محللون :«حزب الخير» المعارض بداية لغروب شمس الرئيس التركي وصرخة ضد سياساته التعسفية .. وتوقعات باكتساح الحزب لانتخابات 2019

ميرال أكشينار مؤسسة حزب الخير التركى المعارض
ميرال أكشينار مؤسسة حزب الخير التركى المعارض

  • جيلان جبر:
  • تأسيس حزب " الخير" يمثل صرخة رفض لتعسف أردوغان
  • إسحاق إنجى:
  • حزب «أكشينار» سيكتسح انتخابات 2019 أمام أردوغان في حالة واحدة
  • جمال شقرا :
  • ظهور حزب«أكشينار» بداية لغياب شمس أردوغان

أبصر النور في 25 أكتوبر 2017، حزب تركي جديد تقوده امرأة بعد أشهر من المداولات والتخمينات عن اسم الحزب ..النائبة السابقة عن حزب الحركة القومية اليميني "ميرال أكشينار" التي تقود هذا الحزب لجأت إلى هذه الخطوة بعد أن باءت بالفشل كل مساعيها في عقد مؤتمر لحزب الحركة القومية وانتخاب زعيم جديد له بدلا من الزعيم الحالي الطاعن في السن دولت بهتشلي.

ونشب الخلاف بين أكشينار وبهتشلي بعد أعلن الأخير العام الماضي عن تأييده لتحويل النظام السياسي في تركيا إلى النظام الرئاسي والوقوف إلى جانب الزعيم التركي القوي رجب طيب أردوغان.

وتولت أكشينار منصب وزيرة الداخلية عام 1996 وشاركت في تأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم،إلا أنها تركت الحزب قائلة إنه مجرد امتداد لحزب الرفاه الاسلامي بزعامة نجم الدين اربكان كما قالت وقتها، وانضمت إلى حزب الحركة القومية لاحقا،وبسبب معارضتها لنهج زعيم الحزب في تأييد أردوغان تم طردها من الحزب عام 2016.

وقالت أكشينار التي تلقب بالمرأة الحديدية عند الإعلان عن تأسيس الحزب الذي يحمل اسم "حزب الخير" إن تركيا ستكون بخير في ظل حزبها مضيفة "إن تركيا وشعبها تعبا. والدولة تآكلت وانعدم النظام ولا حل سوى بتغيير كل المناخ السياسي".

وكان من بين الأعضاء المؤسسين للحزب الجديد أربعة من نواب حزب الحركة القومية ونائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض.
ورغم أن أغلب الأعضاء المؤسسين للحزب لهم تاريخ طويل في حزب الحركة القومية إلا الحزب يطمح الى أن يمثل خط يمين الوسط القومي ونيل أصوات القوميين والديمقراطيين.

ويرى المراقبون أن أكشينار تمثل تحديا جديا لأردوغان لأنها تستمد شعبيتها من نفس قاعدته الشعبية، وهي فئة الناخبين المحافظين والمؤيدين لقطاع الأعمال والمتدينين والقوميين.

كما أن معارضتها الشديدة لاعتماد النظام الرئاسي في البلاد أكسبتها المزيد من الشعبية حتى داخل أوساط حزب اردوغان المعارضين للنظام الرئاسي.

وبعكس زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار اوغلو الذي فشل في الوصول إلى فئات الناخبين من خارج دائرة النخب المتعلمة في المدن، فإن أكشينار قادرة على اختراق القاعدة الشعبية لأردوغان.

فى هذا السياق :قالت الدكتورة جيلان جبر،المحللة السياسية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن تأسيس حزب الخير المعارض لحزب الرئيس التركى رجب أردوغان، بقيادة ميرال أكشينار جاء بهدف إرساء قاعدة له قبل انطلاق الانتخابات البرلمانية فى 2019 والتمهيد للتغيير برلمانيا قبل رئاسيا ، لافتة إلى أن اختيار هذا الوقت جاء لدلالات مهمة وخطيرة.

وأوضحت "جيلان جبر"،لـ"صدى البلد"،أن تأسيس هذا الحزب مؤشر على حدوث اختلال فى قوى التوازن البرلمانى ومن ثم يؤكد أن هناك قوة رافضة للسياسات التمددية لأردوغان فى الحكم، منوهة أن ظهور هذا الحزب فى هذا التوقيت مهد الطريق له تدهور العلاقات التركية مع أمريكا والاتحاد الأوروبي وتذبدبها شدا وجذبا مع دول الخليج وكبيئة خصبة تسمح لتنامى وجوده.

وأشارت المحللة السياسية، إلى أن هز عرش أردوغان ليس بالسهل نتيجة كثرة المؤيدين له من أصحاب المصالح والاستثمارات فى الداخل الذين يشكلون قوة اقتصادية كبرى.

ونوهت "عضو المجلس المصري للشئون الخارجية"،بأن حال تمدد السياسات التعسفية لأردوغان ستحدث تغييرا كبيرا فى ميزان التصويت البرلمانى لصالح حزب الخير المعارض الجديد.

وأرجع الكاتب الصحفى إسحاق إنجى،رئيس تحرير صحيفة الزمان التركية،سبب تأسيس "حزب الخير" التركى المعارض الذي أسسته المعارضة التركية ميرال أكشينار إلى ضرورة التوافق مع احتياجات ومتطلبات الشعب التركى وتلبيتها فى ظل سياسة التسلط التى يمارسها أردوغان وحزبه، لافتًا إلى أن سياسة أردوغان تحتاج إلى معارض قوى.

وأوضح "إنجى"، فى تصريحات خـاصة لـ"صدى البلد"، أن تركيا منذ 4 سنوات ابتعدت عن الشفافية والديمقراطية كثيرا، متوقعًا ألا تتسم الانتخابات المقبلة بالنزاهة وبالتالى أردوغان سيستمر فى السلطة إلى أن يشعر الشعب بتدهور اقتصادي.

وأضاف الصحفى التركى، أن سياسة الحظر التى تمارسها أمريكا بشكل متكرر على إيران قد تدفع بمحاكمة أردوغان وحزبه وبالتالى ستقطع إيران علاقاتها بتركيا وفى هذه الحالة يتعرض اقتصاد تركيا للانهيار ولن يبقى سوى حزب الخير هو البديل عن أردوغان وحزبه.

وفى سياق متصل ،قال الدكتور جمال شقرا،الخبير في الشأن التركي، ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات المستقبلية‘ إن ظهور حزب أكشينار المعارض للرئيس التركى رجب أردوغان يمثل تهديدا حقيقيا لأردوغان وبداية لغروب شمسه ،لافتًا إلى أنه ليس لقوة الحزب الجديد إنما لترهل نظام أردوغان السياسي .

وأوضح "شقرا"، فى تصريحات خـاصة لـ"صدى البلد"، أن أكشينار تستمد قوتها من أنها تلعب على نفس الطبقات والشرائح والفئات التى تؤيد أردوغان وتراهن عليها لكسب أصواتها، منوهًا بأن أكشينار ستطرح برنامجا مختلفا تماما عن برنامج أردوغان برغم انتمائها لنفس طبقة المحافظين.

وأشار "الخبير فى الشأن التركى"، إلى أن أول بنود هذا البرنامج سيكون الهجوم على النظام الرئاسي الذي أكسبها هذه الشعبية الكبيرة وأزعج رجال الفكر والسياسة على مختلف الأصعدة الأيدلوجية والسياسية .

وأضاف "شقرا"، أن ميرال أكشينار مؤسسة الحزب المعارض الجديد هى أمرأة قوية وتستمد قوتها من خلفيتها الثقافية والتاريخية بحكم أنها كانت أستاذة للتاريخ بجامعة تركيا وهذه الثقافة أكسبتها الإلمام بالحركة السياسية التركية وتجلى ذلك خلال أحاديثها وتصريحاتها أنها تستمد فضلًا عن أنها شغلت مناصب تنفيذية من قبل من خلال تواجدها فى حزب الحركة الوطنية الذى أنشقت عنه العام الماضى بعد تأييده للتغيير والدستور.

وأستطرد "رئيس مركز الشرق للدراسات السياسية"، أن تصريحات أكشينار المعلنة تنم عن اللعب على الوتر الحساس جدا للشعب التركى وهو معالجة المشاكل التى تسببت فيها سياسة أردوغان وتغيير المناخ السياسي السلبى الذي يخيم على تركيا حاليا ، إضافة أنها تلعب على الطابع الوجدانى وقد صرحت من خلال حزبها أنها ستعيد البسمة للشعب التركى المرهق.

وعن اختيار توقيت ظهور الحزب ، أكد "شقرا"، أن المناخ السياسي الحالى لتركيا جاء ملائم لتولى قوة معارضة جديدة ،متسائلا "هل ستكون هذه القوة المعارضة بنفس قوة وقدرة حركة الخدمة المعارضة لعبدالله غولن التى تغلغلت داخل المجتمع التركى ؟