الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وبيتقال لى يا حاجة !!!


لأول وهلة ظننت أنه ينادى أحدا غيرى، ولم أكن أتوقع  أنه ينادى عليّ بهذا المسمى الذى اخترق أذني، وهدد أمن عمرى ساعتها، فنظرت إليه باستغراب ووجدته لم يتراجع وقالى لى ..والنبى ياحاجة تساعدينى وتدلينى ع المكان اللى فى العنوان ده حضرتك شكلك من أهل مصر الجديدة وعارفه كل خفاياها.

وجدت نفسى فى حيرة ودهشة ومع اننى وصفت له المكان بالضبط لأن هذه المنطقة كلها كانت مكان دراستى على مدى ست سنوات هم اجمل سنين عمرى بلا مبالغة ، مع ذلك ورغم رده بتأكيد قوله ..ما أنا ليا نظرة فى الناس شكلك زى ماقلت بنت ناس وبنت اصول وحاجة من بيت كريم ..وجدت نفسى فى حالة من اللا لكل شىء والرفض لما نادانى به هذا الرجل ، ولا أدرى السبب الواضح ،ولكنى رفضت هذا المسمى ، وعدت الى بيتى وسألت ابنى وقلت له حبيبى أنا كبرت لدرجة يتقالى يا حاجة ؟ فضحك وداعبنى قائلا معندوش نظر اللى يقولك ياحاجة، اومال يقول لتيتا وتانت فاطمة ايه؟

تقبلت كلامه بارتياح منقوص لانى اعلم انه ورث منى صفات كثيرة ،اهمها عدم القدرة على احراج ايا كان من يعرفهم .فتوجهت الى ابنتى واعلم انها ترث صفات الجرأة المبالغ فيها وقلت لها وانا اتمايل بدلع ودلال ..انجى انا ممكن يتقالى ياحاجه عادى كده ولا الكلمة تقيلة على وعلى مظهرى؟ فنظرت الى وقالت بصى انا عارفة انها مش حلوة بس هى حقيقة .. وقبل ان تكمل اعترافها لى لانى اعلم ان كلامها سيكون اقسى واقوى من وقع الاحجار على سطح املس ، وضعت يدى على فمها لتصمت ، وأعلن لها اكتفائى بما قالته..

وذهبت الى مرآتى وبجانبى صورى تحمل معها كل مراحل عمرى منذ الصغر ،وفى المدرسة ،وفى المصيف ،وفى الجامعة ،ومع زملائى فى الرحلات ،ومع اهلى فى المناسبات ،وصور زفافى ،وصور اولادى وفقيدى أمجد ابنى البكر وغيرهم، وغيرهم من البوم الذكريات ،لتصل صورى فى العمرة وبعدها فى الحج ولاجدنى بالفعل حاجة .

اذن فمالذى ازعجنى ؟ فانا حاجة بالدليل القاطع ؟؟ هل انزعجت لان كلمة حاجة تعنى الكبيرة فى السن ؟وانا لست بفتاة مراهقة ،اذن فماهو المزعج من كلمة حاجة؟اجبتنى نفسى بانها كانت تفضل اى مسمى فيها روح الانثى .مثل تانت ،وياهانم، وبرنسيسة ،وغيرهم من مدلولات السيدات الفخيمات..وقلت لنفسى ماذا افعل انا كى اجعلهم لا ينادوكى بما يزعجك ؟ فاشارت على بما لن استطيعه وهو ، عمليات التجميل ، والنظام الغذائى الصارم ،وارتداء الملابس الشبابية، والخروج الى الاماكن التى تعج بمن ينظرون الى المرء كروح وليس كسن ، وايضا طلبت منى المستحيل الذى لن يطاوعنى قلبى وعقله عليه ، فجمعت طلباتها لادرسها فوجدتها كلها تبارك وتستسهل ان ارضى بمناداتى ياحاجة .. فاانا اصبحت فى نظر البعض حاجة وفى نظر نفسى الرفض وبين كل هذه النظرات كنت اتمنى ان اظل بلا القاب او مسميات واسعد بكونى اعيش مجردة بلا حاجة..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط