الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة وثيقة كتبها «كليبر» قبل اغتياله على يد سليمان الحلبي: «لم نظلم أحدا من الرعايا»

كليبر
كليبر

قبل اغتيال قائد القوات الفرنسية في مصر «كليبر» كان ورجاله يستعدون للرحيل عن مصر، ويفكرون في ذلك جديًا بعد أن أنهكتهم المقاومة والحياة في مصر، لذا كان قرارا نهائيًا بالرحيل عن مصر.

اتخذ "كليبر" قرار إنهاء الاحتلال عن مصر 1800 لكن وبعد مرور أيام قليلة ظهر سليمان الحلبي يغتال نظير ما فعله من جرائم بحق الشعب المصري، حوكم "الحلبي" على ما فعل وتم إعدامه ثم بعدها بفترة قليلة خرج الإحتلال الفرنسي نهائيًا من مصر.

أما عن وثيقة خروج الاحتلال الفرنسي من مصر وكتبها "كليبر" بنفسه بتاريخ 12 شهر يوليو من سنة 8 للمشيخة الفرنسية الموافق للخامس من رمضان سنة 1213 هجرية تقول: «من حضرة صاري العسكر العام كليبر، خطابًا إلى جميع أرباب الديوان بمصر المحروسة، وإلى كافة دواوين الأقاليم المصرية، أعزهم الله، نعرفكم أنكم تتحققوا جميعًا أن دولة الفرنساوية على الدوام بينها وبين دولة العثماني الأخذ والعطا والمخالطة التامة لم يزل في قلوبنا أن هذا الحال يستمر على الدوام».

وتضيف الوثيقة: «إن سلفنا السابق علينا أمير الجيوش صاري العسكر العام بونابرته الجليل الأمجد بعد وقوع الحروب المتعددة الموجبة لوجودنا بمصر عرفكم المذكور مرارًا عديدة بأن المحبة بيننا وبين دولة العثماني لم نكن نحب انقطاعها و قد بذل جهده في دفع الوسواس والفتنة التي أدخلوها إلى الباب الأعلى يريدون الارتباط الذي لم يكن فيه خير لهم ولا خير لنا وان المراسلات التي أرسلها لمحروسة إسلامبول إلى الباب الأعلى لم تحصل المقصود من الارتباط السابق و لو حصل لكان فيه النفع للجميع و حضور الوزير الأعظم إلى دمشق فتح أبواب الرسائل والوسايط القريبة إلى بونابرته وقد ابتدأ في الإرسال اليه».

وتابع:« ولما لزمه اشغال مهمة في البلاد توجه لذلك وخلفني عوضه لأجل إتمام ذلك وأنا في هذا الوقت أتمه و أسلم هذا الإقليم المصري ليد أحبابنا قديمًا و في ذلك إرجاع المتاجر إلى الديار المصرية وهو أول منفعة مترتبة على هذا الاتفاق وهذه المزية وفي هذا التسليم انقطاع الارتباط الجديد لزوال السبب الذي به يتعللون وفي هذا التسليم أيضًا صلاح لأهل الغرب و له يحتاجون و قد عرفتم ورأيتم تراتيب قوانينه في الديار المصرية خليناكم و أكرمنا شريعتكم و دينكم وأجريناكم على قوانين ملتكم و أبقينا يدكم متصرفة في أموالكم وأملاككم ولم نكدر عليكم في تعليقاتكم حتى لا يخطر ببالكم أننا ظلمناكم في مدتنا».

وتوضح الرسالة التي كتبها كليبر: « لم تعرفوا لنا مظلمة فأنتم الذين توكلتم بالخصوص في أمور الرعية القاطنين بالديار المصرية توسطتم بين الفرنساوية والرعية لأجل تمشية القوانين القديمة المصرية في ساير بلدكم من غير تغيير عوايدكم ونظامكم وهذا النظام من تدبير سلفنا وأنا رأيته من المحاسن واللوازم الضرورية وبسبب همتكم وغيرتكم في صلاح الرعية واستقامتكم في الأفعال التي ألزمناكم استحقيتوا اعتباركم عند كل عاقل واستوجبتم شكركم عند كل كامل ولزم اكرامكم ومدحكم من الذي يأتي بعدنا من الحكام ».

وتابعت: «ولما توسطتم للرعايا للمصريين ومشوا بمشورتكم ورأيكم استقام حالهم ورضوا بالأحكام والتوافق الذي حصل على الدوام مابيننا سببه تعبكم و يكفيكم هذا السعي في الاصلاح وبعشمي أن هذا التوافق لم ينقطع الى تمام الشروط وإذا وقع بعض خلل من سفهاء العقول يلزمني بالقهر مني قصاصهم بالسلاح و السلام».