الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

10 آلاف جنيه غرامة إهدار المياه


تَوعّدَ محافظ القاهرة المهندس عاطف عبد الحميد بالامس الاحد بمعاقبة المسرفين في استخدام المياه لوقف إهدار ما يقرب من مليون متر مربع يوميا في شوارع العاصمة.

وكلَّف عبد الحميد رؤساء الأحياء بتحرير مخالفة بقيمة 10 آلاف جنيه (550 دولارا) بحق من يغسل سيارته أو من يرش الشوارع بالمياه.

وأضاف في كلمة باجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة أن مظاهر الإسراف عديدة وضخمة، مثل غسل السيارات، ورش الشوارع أمام الأكشاك والمقاهي، وسوء استخدام حراس العقارات للمياه في غسيل السجاد والمتعلقات، وكل هذا يمثل إسرافًا كبيرًا في الاستهلاك.

وحذر عبد الحميد المواطنين من "استهلاك المياه بالمعدلات القديمة". ودعا محافظ القاهرة إلى مواجهة ظاهرة إهدار المياه في العاصمة بـ"حزم شديد (..)؛ لأن الحفاظ على المياه أمن قومي، ولابد من تكاتف الجميع لوقف إهدارها".

وتأتي تصريحات المحافظ في وقت تتخوف فيه مصر من تأثير سلبي محتمل لسد "النهضة" الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية (55.5 مليار متر مكعب) من نهر النيل؛ مصدر المياه الرئيسي لها.

وبالفعل، بدأت مصر تحركًا نشطًا في هذا السياق لتنويع موارد مياهها، إلا أن المسئولين، مع الأسف، لا يتحركون كما ينبغي لرفع الوعي الجماهيري بضرورة ترشيد استخدام المياه. فلابد من تضافر جهود الدولة بكافة مؤسساتها لرفع الوعي والمعرفة بهذا الوضع الذي نحن مقبلون عليه.. وأعني هنا مؤسسة الإعلام، فعليها التخطيط لإعلانات ترفع من تأهب المواطنين واستعدادهم للحفاظ على قطرة المياه.. هذا إلى جانب الوعي المعرفي بتطبيق القوانين وفي كافة المحافظات وليست محافظة القاهرة وحدها، إضافةً إلى كافة الوزارات المعنية وأهمية تناول البرلمان لمثل هذه القضية المصيرية للمصريين.

وتُسهم الإعلانات والكاريكاتير في المواطن بشكل كبير من ناحية التأثير ورسم الصورة في الأذهان للترشيد ورفع الوعي بأهمية المياه.

وأعتقد أنه بدأت بالفعل بعض الفضائيات لعمل إعلان، لكنه مباشر ونمطي من حيث التكوين، يخاطب المشاهد في عدم ترك "الحنفية" مفتوحة أثناء الوضوء أو غسل المواعين.. الخ... فالمواطن المصري يحب الإلحاح عليه بطبعه.. إذن، علينا ملاحقته في كل وقت وأينما كان، في بيته من خلال التلفاز وفي عمله من خلال الانترنت وفي الطرقات من خلال الراديو.. كل ذلك سيحدث فرقًا بإذن الله.

هذا إلى جانب، أننا نتحدث عن ضرورة التوقف عن رش الشوارع وغسل السيارات بخراطيم المياه التي تهدر مياه الشرب.

أنادي من هذا المنبر بضرورة قيام المسئولين بجولات ميدانية للتحقق من سلوكيات خاطئة، وتطبيق القانون. ربما سيجدي ذلك نفعًا في المرحلة القادمة، بدلًا من الجلوس على المكاتب في انتظار شكاوي بتحديد الأماكن لمعاينتها.. كما يجب على الأحياء أن تنظم جولات ميدانية لتطبيق القانون الذي يحظر إهدار المياه.. فهذا هو دور المسئولين من وجهة نظري.

من كل قلبي: هذا الخطر المحدق حذَّر منه خبراء غربيون منذ ثمانينيات القرن الماضي مشيرين إلى أن منطقة الشرق الأوسط تواجه مشكلة ندرة شديدة للمياه وأخشى كما يخشى كثيرين غيري أن يأتي اليوم الذي نتحسّر فيه على قطرة الماء التي أصبحت نادرة في ضوء ما نواجهه من شح مائي، ليس في مصر وحدها ولكن في منطقتنا وفى أنحاء مختلفة من العالم، حتى إن البعض أصبح يتوقع أن تكون الحروب المقبلة بسبب المياه.

أرجو من السادة المسئولين أن يتحركوا سريعًا إلى جانب محافظ القاهرة لرفع الوعي الجماهيري بضرورة ترشيد استخدام المياه.. وأتوسّل للمواطنين أن يعوا ويدركوا أهمية نقطة المياه المهدرة في ظل ما نحن مقبلون عليه.. اللهم إني بلّغت اللهم فاشهد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط