الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نصر فتحى اللوزى يكتب: المراوغ.. والتدين الفاسد

صدى البلد

* الإيمان ما وقر فى القلب وصدقه القول والعمل ... والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ... واستقرار الإيمان بوجوده فى القلب بيقين تام دون شك ... ولقد جعل الله سبحانه وتعالى عمل الجوارح تأييدا وبرهانا على إيمان القلب وصلاحه اتباعا بالحب لله سبحانه وتعالى واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

الاتباع بصحيح الدين والسنة النبوية المطهرة ... ويقتضى ذلك الالتزام بأوامر الله ونواهيه ... أن الإيمان بالقلب دون القيام بالأعمال التى تثبت ذلك الإيمان يجعل من المسلم مقصرًا فى حق الله وعاصيا ... ومنها على سبيل المثال لا الحصر ... الإنسان المؤمن الذى فى تعاملاته الحياتية يعشق المراوغة... فتكون أقواله غير أفعاله ... لا يثبت على مبدأ واحد يمكنه الاحتكام إليه ... يتشكل ويتلون حسب الموقف الموجود فيه كالحرباء أو الأفعى تماما ... يخرج متسللا من المواقف المحرجة بسهولة وذكاء مستخدما اعذارا واهية ينطبق عليه القول ( يوديك البحر ويجيبك عطشان ) ... فهو بارع فى تقديم كثرة التبريرات ... اصبح الكذب يلازمه مع شهيقه وزفيره ... ويمكن القول انه شخص عديم الاحساس بغيره ... يعشق نفسه ... ويقدس مصلحته الشخصية ... ومن السهل ان تلمس فيه سلوكا انانيا ... كما انه لا يؤمن بالاخلاق والمبادئ والقيم فتلك السمات والسلوك لا يهمه من قريب او من بعيد ... يمتطى لسانه ... فهو ظاهرا احلى من العسل ... يعطيك موعدا بل ووعودا كثيرة ( يعطيك من طرف اللسان حلاوة ... ويزوغ منك كما يزوغ الثعلب ) ... يتنصل من كل وعوده بطريق يصعب ان تمسك به .

* ومن العجب انه يؤدى اركان الدين أداءا كاملا مواظبا ... ينال وصفا من الناس انه رجلا متدينا ... نعم هو متدين ... ولكن واأسفاه تدينا فاسدا ... لقد علم اركان الدين علما نافيا للجهالة ... وعلم اركان الايمان علما كاملا ... وعلم ماهو الاحسان ... ان عقله يعى جيدا العلم الدينى لا ينقصه شيئا ... ولكن سلوكه لا يتطابق مع ماعلمه من الدين ... واذا انفصل السلوك ( فى السر والعلن ) مع ذاته ومع الاخرين عن الفكر ( العلم الدينى ) صحيح الدين والسنة النبوية المطهرة تلك هى الطامة الكبرى .
* ان المراوغ من الاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ... يعشق الفهلوة ظانا بانها السبيل الوحيد للتفوق على الاخرين وتحقيق مأربه التى لا تنتهى ابدا باطماعه المتواصله التى لا يشبعها ابدا كل ثروات الدنيا ... واحزناه على تدينه الفاسد سلوكا .

دعاء
* اللهم اجعل الحياة زيادة لنا فى كل خير ... واحسن خواتيم اعمالنا ... وارزقنا صدق الايمان وحسن تطابق العمل ... وقنعنا بما رزقتنا ... وبارك لنا فيما اعطيتنا ... آمين .
***