الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلص الكلام


مما لاشك فيه أن الكعكة السورية صارت فى وضع الخروج من الفرن وأصبحت جاهزة للتقطيع الذى يعقبه التزيين وليس كما هو معتاد بأن تزين الكعكة قبل تقديمها وتقطيعها ..فعلى مدار اكثر من سبع سنوات هي عمر الصراع السورى اصبح المشهد يختلف من لحظة لأخرى .

وأصبحت كل القوى تتصارع وتسارع جهودها ومجهودها من اجل انهاك الدولة السورية واقتطاع سيادتها جزءا فجزءا، ومع توالى الاحداث اصبحت سوريا تواجه العالم كله بمفردها وأصبح مقدرا على شعبها ان يعيش وينام ويصحو على التمنى فقط بأن تنتهى معاناته لان الواقع يفرض وضعا واحدا على سوريا وهو استمرار معاناتها وعدم وضع نهاية واحدة لأحداث جسام مرت وتمر بها . ولأن الغرب وعلى رأسه فرنسا عدو سوريا اللدود اصبح يجاهر بعدائه فقد اكتمل المشهد بمطالبة هذه الدول بمعاقبة سوريا رئيسا بالطبع قبل الشعب بمعاقبتهم على مزاعم استخدام الكيماوى فى بلدة دوما اخر معقل للمسلحين فى الغوطة الشرقية.

وعلى نفس الدرب جاءت الولايات المتحدة وبلسان رئيسها دونالد ترامب يندد ويتوعد بأقسى الردود اذا ما ثبت تورط دمشق فى استخدام الكيماوى فى دوما. وفيما تعالت اصوات وانخفضت اخرى وتوارت غيرها جاء الدب الروسى متحديا كل هذه القوى مواصلا دعمه لسوريا ورئيسها بشار الاسد.

ووسط كل هذا تربعت تركيا فى عفرين وجاهرت بمعصيتها للقوى الغربية وهى تعلم انها تتعامل معهم بنظام (سيب وأنا اسيب ) فهى على يقين بأن وجودها داخل سوريا وانتهاكها للسيادة السورية باحتلالها عفرين انما يأتى من قبيل المثل القائل "ان وقع بيت ابوك الحق خدلك طوبة". والبيت السورى تتقطع أوصاله والكل يتسارع لأخذ ما تسمح له الظروف والمصالح .الكل اصبح يتقدم وفق ما يباح له وما تساعده امكاناته وقدراته. الغرب تحركه مطامع بترولية، الولايات المتحدة تحركها رؤى استعمارية جديدة ، تجمعها ايضا اهداف خفية من بينها تأمين وأمن ابنتها غير الشرعية اسرائيل .

روسيا هى الاخرى جاءت لها فرصة خططت لها منذ القدم ولم تعط لها كاملة الا فى سوريا فقد وضعت أقدامها ورسختها فى الشرق الاوسط وليس فى اى بقعة فى سوريا رمانة ميزان البحر المتوسط كله . أضف ايضا ان موسكو استفادت عسكريا باعلانها عن تجربة مئات الانواع من الاسلحة خلال دعمها وتواجدها فى سوريا ، الذى لا نستطيع ان نقلل من وجوده فهو الذى اعطى قبلة الحياة للرئيس بشار بل ولسوريا كلها .. تركيا هى الاخرى اخرجت لسانها لواشنطن والغرب وأحكمت سيطرتها على عفرين وساومت الغرب ورضوا بما فرضته وبما اخذوه من سوريا مقابل الفرض التركى والمساومة الغربية. 

لا ننسى هنا بالطبع ايران التى تدير المعركة من تحت المائدة وتحرك كل ادوات اللعب لما فيه العائد الاعظم لها سواء باستمرار الاسد او بزرع وتعظيم المثلث الشيعى فى المربع المقابل لها ، او فى طريقة انتظار عوائد ما بعد نهاية الصراع السورى .. المشهد كله مرتبك وإن كانت دلائله لا تبشر بالخير لسوريا .مشهد كله اطماع والسيناريو كتبه مجتمع دولى لا يعمل حسابا لأى شىء سوى المصالح.

هى اذن كعكعة معدة على مائدة الزمن المخزى الذى استحل وأباح انتهاك عروبتنا ، وصفق كل مدعو فى حفل الكعكة المستباحة ، وأصبح الكل منتظرا ان يصعد على مسرح الاحداث مخرج الحفلة ليضع ببصماته الاخيرة كلمة نهاية ليستهل بعدها كل الحضور حفل أكل سوريا وتقطيع كعكتها بلا هناء ولا شفاء منا نحن الصامتين الموقعين أدناه على ضياع عروبتنا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط