منزل السادات بالمنوفية شاهد على أقوى قرارات شهدها التاريخ

فى منزل ريفى بسيط ولد الزعيم الراحل محمد أنور السادات بقرية ميت أبو الكوم التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، ليخلد فى التاريخ من مسقط رأسه ويتمكن من استعادة الكرامة والنصر والعزة باسترداد أرض سيناء التى اغتصبتها إسرائيل ليكون هذا الطفل الذى ولد بمنزل بسيط هو البطل المغوار الذى أعاد للأمة شرفها.
منزل بسيط ومتواضع مكون من غرفتين وصالة صغيرة بباب خشبي قديم تربي داخله بطل الحرب والسلام كما أطلق عليه ، بمجرد أن تمر من الباب الخشبى تجد المكان الذى كان يتوضأ به الزعيم الراحل محمد أنور السادات خلف الباب مباشرة، بسيط عبارة عن حوض قديم تصب حنفية صغيرة الماء فيه،على بعد خطوات منه الفرن الذى كان يصعد أعلاه ليذاكر.
تم الاهتمام بمنزل الزعيم والقائد الراحل وتحويله لمتحف شاهد على التاريخ وعلى التراث.
يقع متحف السادات فى بيته الذى بناه عام 1962 بمسقط رأسه وكان شديد الاعتزاز به وجعل من مضيفة هذا المنزل ملتقى لاستقبال زعماء العالم ورجال الدولة وأبناء قريته من البسطاء ، وبعد وفاة الرئيس السادات قام نجل شقيقه أنور عصمت السادات بشراء المنزل سنة 1995.
ويتكون المتحف من غرفة ملحقة بالمكتبة تضم مقتنيات خاصة بالرئيس الراحل قامت بإهدائها جيهان السادات قرينة الرئيس أنور السادات, من أهمها الساعة الخاصة بالرئيس وخلفها آية الكرسي والعصا التي قام بنحتها بنفسه وكانت لا تفارقه في جميع رحلاته، ومقتنيات أخرى تخص الزعيم الراحل.
ومن داخل متحف السادات قال أمين المتحف أن السادات شخصية أثرت فى العالم بأكمله ولا يزال الجميع يذكره بالخير والكل يأتى إلى المتحف من أجل إلقاء نظرة على تاريخ رجل عظيم فى حياة مصر.
وأضاف أن المتحف يقوم بتسجيل أسماء الحضور وعدد من الكلمات التى يقولونها عن السادات، وأن المتحف جمع توقيعات الآلاف من الزوار فى 87 سجلا انتهت بالكامل.
وأكد أمين المتحف، إن القصر يعد الاستراحة التى كان يستقبل فيها السادات كل رؤساء الدول المختلفة واتخذ الكثير من القرارات المهمة وهو فى هذا المكان حيث الهدوء والأرض الخضراء والهواء النقي.
وأضاف، أن السادات دعا جيمى كارتر إلى قصره بميت أبو الكوم واصطادوا من البحيرة التى يطل عليها القصر وبدأ الحديث فى معاهدة السلام، بالإضافة إلى اتخاذه قرار حرب أكتوبر كان من داخل القصر.
فيما يقول معتمد هلال أحد العاملين فى قصر الرئيس الراحل، أن القصر يشهد توافد الآلاف من المواطنين إليه وأغلب الزوار من كبار السن الذين يبكون على باب القصر فور مشاهدتهم لصورة الزعيم الراحل.
وتحتوى مكتبة المتحف أيضا على مجموعة هامة من أعداد مجلة التحرير التي نشر بها الرئيس السادات عددا هائلا من المقالات في الخمسينيات التي حملت توقيعه وتحدث فيها عن أحوال مصر وعلاقتها بالعالم العربي والغربي عشية قيام ثورة يوليو.
كما تضم 13 كتابا' كتبها الرئيس وحوالى 500 كتاب 'كتبت عن الرئيس بلغات مختلفة، وأيضا مجموعة بالغة الأهمية من ألبومات الصور التي سجلت تاريخ مصر في حياة السادات قبل توليه الحكم وبعده حتى يوم وفاته وهي مصنفة تاريخيا بحيث يسهل تتبع تطوره كما يوجد مكتبة سمعية و بصرية تتكون من شاشة عرض كبيرة ، تضم أهم الأفلام التي تم تسجيلها لتأريخ وقائع هامة في حياة الرئيس مسجل عليها أهم خطبه كخطبة 16 أكتوبر احتفالا بالنصر وخطاب الكنيست.
كما تضم المكتبة مجموعة نادرة من التسجيلات الصوتية الخاصة بصوت الرئيس في الإذاعة في الخمسينيات والتي قام بإهدائها فوزي عبد الحافظ السكرتير الخاص بالرئيس الراحل أنور السادات.
عاش الرئيس الراحل محمد أنور السادات فترة طفولته بهذا المنزل، حتى شب وانضم إلى مجلس قيادة الثورة ساعده والد زوجته فاشترى له المكان الجديد الذى تحول الآن إلى متحف السادات، وظل المنزل القديم شاهدا على مولد الزعيم بطل الحرب والسلام.
ولد الرئيس محمد انور السادات بقرية ميت أبو الكوم التي لا تكاد يخلو منزل فى القرية من صور الرئيس الراحل السادات حيث يعترف أهالى القرية بفضل السادات لعدم نسيانه لهم حتى وقت توليه لرئاسة الجمهورية وكان يسير فى شوارع القرية مصاحبا للجميع.
ويعتز أهالى قرية ميت أبو الكوم بانتمائهم للسادات وأكد الكثيرون منهم ولاءه للقرية حيث ظل السادات مرتبطا بالقرية حتى بعد توليه رئاسة الجمهورية في وقت عصيب مرت به مصر حيث قام السادات بالتبرع بالمكافأة المالية من جائزة نوبل وكذلك حصيلة بيع كتابه الشهير "البحث عن الذات" لصالح تطوير مسقط رأسة فيما بدأ بعد ذلك باعادة بناء ميت أبو الكوم وأدخل بها المباني الخرسانية والطوب الحجري " نحو 300 منزل " في وقت كانت فيه البيوت الطينية نوع من الرفاهية وكذلك البدء في مشروع الطاقة الشمسية.