د. على ثابت يكتب : الرئيس ظالم أم مظلوم ؟

كتبت ومازلت أكتب عن ضرورة ان نتقى الله جميعاً فى أقتصاد بلدنا , وبخاصة السيد الرئيس فهو بحكم الشرع الراعى والمسئول عنا جميعاً أمام الله , ربما ظلم نفسه بترشحه رئيساً لنا وربما ظلمنا أنفسنا بأختيارنا له , وربما العكس صحيح ولم يظلم اياً منا نفسه , الله وحده يعلم من منا الظالم ومن منا المظلوم فهذا شانه وحده سبحانه وتعالى .
ولكننى هنا أتحدث عن واقع ارى فيه ظلم من الجميع وللجميع , فنحن امام رئيس وحوله مستشارون أو بالادق ما تبقى منهم حوله بعد ان قفز بعضهم من غياهب تجاهل رأيهم أو ربما من جحيم اللامعقول حقاً لا أعلم , لكننى أعلم اننا اليوم نتصارع سياسياً على أدارة بلد تغرق أقتصادياً , انه العبث بكل معانيه , السيد الرئيس يصدر قرارات تتعلق بالشأن السياسى , منا من يراها تكريس لحكم الفرد والجماعة ومنا من يراها العكس كل حسب ميوله واتجاهاته السياسية أو بالادق كل حسب قناعاته .
لكن المحزن والمبكى هو انه على حد علمى ان السيد الرئيس لم يستخدم اى من صلاحياته المطلقة فى أصدار قرار أو قانون واحد ييسر حال المال والاعمال فى مصر بعد ان حافظت مصر بعد الثورة على ترتيبها المتدنى فى قائمة الدول الميسرة للاعمال , وانا هنا لا اتحدث عن المشروعات العملاقة بل أتحدث عن الجميع من أول صاحب كشك السجائر على قارعة الطريق ال صاحب مشروع عملاق بعشرات الملايين , الكل يعانى والكل يهرب , صاحب الكشك يهرب الى العمل الغير شرعى وصاحب الملايين يهرب الى بلد آخرأكثر تيسيراً له , وهناك من يظلمنا ويظلم الرئيس ويدعى ان البلد تسير وان الاقتصاد يتعافى وان وان والف ان من الاكاذيب المثيرة للقئ .
ومن الاكاذيب التى يروجها بعض المسئولين اللامسئولين الى الحقائق على الارض , وهى ان هناك مشاكل لا حدود لها تواجه المصريين من أصحاب الاعمال الصغيرة والكبيرة على حد سواء ,والرئيس يستطيع بقرارات سريعة ان يسهل حياة الناس وان يفتح ابواب الرزق أمامهم بصورة أفضل , يستطيع ان يصدر قرارات تلتقى حولها الامة ويلتف حولها الجميع سواء من يختلف معه سياسياً او يتفق , قرارات تصدر من أجل مصر بكل من فيها وبكل أطيافها وترسل رسالة واضحة للعالم فى الخارج بأن مصر دولة ميسرة للاعمال لا معطلة لها , واذا كان الرئيس يريد الا يظلم نفسه ويظلمنا معه فليستمع الى من عايش الواقع الاقتصادى ولديه حلول عملية لمشاكل الناس اليومية والحياتية بدلاً من الاجتماع مع مجموعة بيروقراطية تردد على أذهانه نظريات بالية لا تسمن ولا تغنى من جوع , مسئولين بعضهم أوصلنا الى ما نحن فيه اليوم
وما أكثر المتفيهقين فى عالم الاقتصاد فى مصر اليوم , فنحن نسمع كلامهم النظرى الجميل ونرى كوارثهم القبيحة تطحن عظم الاقتصاد المصرى وبقسوة , فللأسف السيد المسئول لا يمضى ورقة قبل الرجوع الى مستشاره القانونى والمستشار القانونى يناقش الصياغة اللفظية ولكنه لا يدرك بالضرورة تبعات الرفض أوالقبول ومنا هنا تأتى الكارثة
ولذا يستسهل وينصحه بلا لأن نعم من وجهة نظره قد تحتمل الخطأ والصواب أما لا فلا عقوبات عليها وليذهب المصريين الى الجحيم ما دام هو والمسئول يعيشون فى النعيم , أيادى مرتشعة يقف خلفها ضمير فى أجازة مفتوحة وعقول مغلقة , وانا لن اغلق فمى من الحديث عن نوعية القرارات والاجراءات المطلوبة فعلاً لتيسير حياة الناس مهما كانت أذان المسئولين صماء وعيونهم كأنها عمياء , أعلم ان دعوتى قد لا يستمع اليها أحد .
فالكل يبحث عن ترتيب اوراقه من أجل ان يقول للرئيس (كله تمام يا ريس) ولكن الوضع اليوم مختلف ونحن نقف على مفترق طرق, اما ان يهتم الرئيس بالاقتصاد ويصدر قرارات تمس حياة الناس أو يبحث لنفسه عن كهف فى الصحراء يذهب ليستغفر فيه الله ما تبقى من عمره عسى الله ان يغفر له ظلمه لنفسه وظلمه لنا لو تجاهل الحلول العملية التى تيسر حياة الناس , ومن يسر للناس أعمالهم يسر الله له أعماله .