الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد محمد توفيق يكتب: سِجِلُ الإِنْجَازِ وَالتَحَدِيْ.. رِحْلَةٌ فِيْ رُبُوعِ وَطَنْ

صدى البلد

لا شيء أروع من أن تقطف ثمرة ناضجة، من نبتة غرستها بذرة، ثم راقبتها بصبر وهي تنمو وتزهر، تمامًا كأن ترى بريق أماني في عيني شابٍ يافع، حملته يومًا طفلًا وليدًا، وأبصرته يحبو ويسير ويتعلم.. كلاهما لحظات رائعة تبدأ بـ "الأمل" وتنتهي بـ "الإنجاز"، وبين النقطتين دربٌ طويل من "الصبر" و"التحدي".

تحت عنوان "مصر.. الإنجاز والتحدي" قدمت الدولة المصرية سجلًا وطنيًا لما تحقق خلال الولاية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي، من يوليو 2014 حتى يونيو 2018، والتي أصفها بضمير مطمأن بالمرحلة الأهم من تاريخ الوطن منذ تحرير الأرض في أكتوبر 1973، حيث لا صوت يعلو فوق قعقعة تروس العمل والإنتاج، والسواعد المصرية تمتد لتبني وتحقق التنمية بأحد ذراعيها، بينما الذراع الأخرى تواجه بشرف إرهابًا لادين له.

حملني هذا السجل الوطني، كبساطٍ طائر، في رحلة خاطفة طُفت فيها أرجاء الوطن دون أن أبرح مكاني، فأحسست بفخر وأنا أرى كم تغيرت خارطة مصر من الصعيد إلى الدلتا، فانسحب اللون الأصفر أمام توغل لون الحياة الأخضر، وارتفعت الأبنية نحو السماء لبناء مصانع وإيجاد مجتمعات عمرانية جديدة جاذبة للبشر والعمل، كما امتدت شبكة الطرق القومية كأذرع الأخطبوط تمد جسور التنمية لمختلف محافظات الجمهورية.

بين دفتي السجل الوطني أرقام ومؤشرات دقيقة وموثقة لنحو 7777 مشروعًا باستثمارات تقدر بحوالي 1.61 مليار جنيه، ساهمت في تغيير واقع المواطن المصري نحو الأفضل، وفتح آفاق جديدة للمستقبل، بداية من المشروعات الخدمية لبناء المسكن الملائم، وتغطية القرى والمدن بمياه الشرب، والصرف الصحي، والكهرباء، وإقامة المستشفى، والمدرسة، والجامعة، وتطوير الملعب، والمتحف، وبيت الثقافة، وصولًا إلى قناة السويس الجديدة وما على ضفتيها من مشروعات المنطقة الاقتصادية، بالإضافة إلى تشييد الطرق والجسور والأنفاق، وتطوير الموانئ والمطارات وشبكات الاتصالات، واستصلاح الأراضي، وشق الترع وتطوير أساليب الري، وبناء المناطق اللوجستية لتنمية التجارة الداخلية.

لقد حملني هذا السجل الوطني، إلى حيث محطات سيمنس المركبة الثلاث لإنتاج الكهرباء بقدرة 14400 ميجاوات ببني سويف والبرلس والعاصمة الإدارية، ثم إلى حوض البحر المتوسط حيث مشروع تنمية حقل «ظهر» الذي بلغ انتاجه 2 مليار قدم مكعب غاز يوميًا، مرورًا بالقوس الغربي من الطريق الدائري الإقليمي الذي يربط طريق (القاهرة/أسيوط الغربي) بطريق (القاهرة/ الاسكندرية الصحراوي) بطول 120 كم، ثم إلى مدينة الروبيكي للجلود، ومدينة دمياط للأثاث، ومجمع الصناعات البلاستيكية بمرغم، كمناطق صناعية متخصصة، تضج بالأيدي العاملة، وتُنافس من أجل التصدير، انتقالًا إلى بركة غليون حيث 1359 حوضًا للاستزراع السمكي، قبل أن نحط الرحال على ضفاف قناة السويس حيث منطقة اقتصادية عالمية تهدف لاستثمار الموقع الجغرافي المتميز للمحور الملاحي، ورأيت موانئ يتم تطويرها بشرق وغرب بورسعيد، والعريش، والطور، والعين السخنة، والأدبية، ومناطق صناعية وتنموية بالعين السخنة، وشرق بورسعيد، ووادي التكنولوجيا بالإسماعيلية، والقنطرة غرب، وأبهرتني انفاق بورسعيد والإسماعيلية أسفل قناة السويس تربط سيناء بالوادي.

كما طاف بي السجل الوطني نحو 13 تجمعًا عمرانيًا جديدًا تمتد بها يد البناء والتشييد، بالعاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، وشرق بورسعيد، ناصر بغرب أسيوط، وغرب قنا، والإسماعيلية الجديدة، ورفح الجديدة، ومدينة ومنتجع الجلالة، والفرافرة الجديدة، والعبور الجديدة، وتوشكى الجديدة وشرق العوينات، كما تجولت بين 5 مطارات جديدة لزيادة حركة الملاحة الجوية هي مطارات العاصمة الادارية، والبردويل الدولي، وسفنكس الدولي، ومطارات برنيس ورأس سدر، ورأيت أيضا في رحلتي 26 صومعة لتخزين القمح والغلال، بسعة 1.5 مليون طنًا، و4 مناطق لوجيستية بالغربية والشرقية والبحيرة بتكلفة 1.37 مليار جنيه، و40 ألف فصل دراسي جديدة لتقليل الكثافة الطلابية، و4000 ملعبًا ومركز شباب تم تطويرها لرعاية طاقات الشباب، بالإضافة لمنطقتين تكنولوجيتين ببرج العرب وأسيوط، وأبصرت كذلك في رحلتي حجم الإنجاز في مشروع المتحف المصري الكبير، الذي يعرض عظمة وجلال الحضارة المصرية وتاريخها العريق.

وبين دفتي هذا السجل الوطني، التقيت ملايين البشر، لبنة البناء ومحور اهتمام الدولة، منهم 1.4 مليون مواطن تم علاجهم من فيروس سي، و2.3 مليون أسرة يشملهم برنامج تكافل وكرامة، و 15 ألف أسرة فقيرة تم توصيل المرافق لها ضمن مبادرة "سكن كريم"، كما رأيت 11.3 مليون طفل يستفيدون من البرنامج القومي للوجبات المدرسية، و1.1 مليون معلم وكادر إداري خضعوا لبرامج التدريب ورفع الكفاءة، و2.5 مليون مواطن تم محو أميتهم، و950 مبتعثًا غادروا البلاد في مهام علمية للخارج، وباحثين تمكنوا من إعداد ونشر 12322 مشروعًا بحثيًا، كما رأيت أيضًا ملايين من الأيدي العاملة التي وفرت لهم تلك المشاريع الخدمية والتنموية فرص عملٍ كريمة، والذين يفوح من بين دفتي الكتاب رائحة عرقهم الذكية، فهم ملح هذه الأرض، ونفوسها الطيبة، من يحملون "مصر" في قلوبهم، وبين أعينهم، ولا يدخرون جهدًا من أجل رفعة هذا الوطن، وتحقيق الآمال والطموحات في مستقبل أفضل.

لم تقتصر أرقام السجل الوطني للولاية الأولى للرئيس، على ما تحقق من انجاز، بل قامت بربط الحاضر بالمستقبل، لتفتح أمام أعيننا نافذة رحبة نحو الأمل، لتتشير الأرقام إلى استكمال تنفيذ 3392 مشروعًا بمختلف القطاعات باستثمارات تصل لنحو 1.31 مليار جنيه، بالإضافة إلى التخطيط لتنفيذ 4131 مشروعًا أخرى باستثمارات نحو 0.71 مليار جنيه، لتؤكد أن تروس العمل تدور دون توقف، وسواعد البناء لا تكل ولا تمل، وطموح المصريين ليس له نهاية.

قديمًا قالوا: لا تتحدى إنسانًا ليس لديه ما يخسره، واليوم أقول: لا تتحدى شعبًا قرر ألا يتطلع نحو الوراء، يقف وراء قيادته السياسية، ويثق في رؤيتها، ومستعد لأن يربط فوق بطنه ألف حجر، ويتحمل كل الصعاب والتحديات، فقط ليرى مصر في المكانة التي ينبغي لها أن تكون، لا حيث أراد لها الخونة والمغرضون.