القرآن ليس محددا بزمان أو مكان ولم يخاطب عصرا دون آخر
تحريم الخمر وشهادة الزور أحكام ثابتة إلى يوم القيامة
النبي رسول للعرب والعالمين جميعا
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الاجتهاد في الأحكام الفقهية سيظل مفتوحًا إلى يوم الدين، منبهًا على ضرورة امتلاك المفتي لأدوات الاجتهاد.
وأضاف «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، أنه عندما نفسر القرآن الكريم يجب علينا أن نفسره من خلال ثلاثة أمور: أولًا السنة النبوية قولًا وعملًا، وثانيًا: اللغة العربية، لأنه قرآن عربي غير ذي عوج، فيجب أن نتبع معاني الألفاظ، ونتبع تراكيب العربية «حقيقة ومجاز، وعام وخاص، وسياق ولحاق» نتبع خصائص العربية.
وتابع: ثالثًا على المفسر مراعاة إجماع الأمة الذي يبين هوية الإسلام، رابعًا: وعليه أيضا إدراك الواقع، وخامسًا: إدراك المصالح، سادسًا: حقيقة الاجتهاد وشروطه.
وقال إن القرآن الكريم مطلق ومعنى مطلق أنه متحرر من المكان والزمان والأحوال والأشخاص، وأنه ليس مقيدا بقوم دون قوم، لأن سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم خاتم الأنبياء.
وأضاف أن الإمام الشافعي أكثر الاستدلال بالقرآن الكريم في أحكام كثيرة، مشيرا إلى أن الإمام البيهقي أصدر كتابا اسمه أحكام القرآن في القرن الثالث الهجري.
وأشار إلى أنه أنشئت علوم لخدمة كتاب الله، مضيفا أن القرآن حمال أوجه مما يؤكد وجوب حجية السنة؛ لأنه بدون حجية السنة وحجية الإجماع وحجية القياس يصبح الدين مشاعا بلا ضابط.
وقال إن كثيرا من الليبراليين يفهمون القرآن على هواهم، فالقرآن مطلق وحمّال أوجه كثيرة لكن هناك محددات فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْر، مضيفا أن القرآن حمًال أوجه، وكله سيفسر على فهمه، موضحا أن القرآن الكريم ليس بنصه فقط بل ورد ومعه تفسيره بمعنى أن هناك من السنة ما أحاط به لقوله تعالى" وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا"
وتابع: "نفسر القرآن من خلال السنة النبوية قولا وعملا، والله نبه أن القرآن قرآن عربي غير ذي عوج، وأن نرجع لمعاني الألفاظ العربية، خاصة وأن البعض ينكر معاني الألفاظ فيجب معرفة تراكيب اللغة وخصائصها".
وقال عضو هيئة كبار العلماء، إن القرآن الكريم سقف معرفي يصلح لكل الأسقف والجهات المعرفية الأخرى، مشيرا إلى أن القرآن ليس محددًا بزمان أو مكان أو شخص ولم يخاطب عصرا دون آخر.
ونوه بأن المفكر والكاتب نظمي "لوقا" كان مؤمنًا بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت والدته ترسله لتعليم اللغة العربية، فنشأ منبهرًا بالقرآن والدين الإسلامي ولم يدخل الإسلام، وكان حافظا للقرآن ولما سألوه لماذا لم تدخل الإسلام فكان يقول أن النبي للعرب وشبه الجزيرة العربية.
واختتم "جمعة" تصريحاته موضحًا أن الكثير يختلط عليهم المعنى، فالنبي محمد ليس للعرب فقط، لكن هو رسول للعرب والعالمين إلى يوم الدين.