كان يجمع الشحرورة صباح والملحن محمود الشريف وشاعر الألف أغنية مرسي جميل عزيز صداقة استمرت لفترة طويلة، وكانت سهرة جمعتهم السبب في أغنية غنتها صباح بعد كتابتها بعدة سنوات.



في إحدى سهرات مرسي والملحن محمود الشريف، أمسك بالعود وأخذ ينظر بعينين شبه مغمضتين إلى أعلى وهو يدندن بألفاظ مبهمة للحن، فساله مرسي "ما هذا ؟" وسكت برهة ثم أمسك بالعود وغنى أغنية "مال الهوى يامه" وقال انها مجرد فكرة خطرت لي، وسكت مرسي وهو حزين لا يستطيع فعل أي شئ.


ويقول مرسي عن هذا الموقف في مقال له في مجلة الكواكب لعام 1965، "عهد إلى محمد الموجي بتلحين الأغنية ولحنها الموجي وهو لا يعلم شيئا عن الموضوع، وحفظت نعيمة عاكف الأغنية وسافرت إلى أوربا، ولكن كمال لم يهدأ له بال وصمم على أن تغني لحنه نجاح رغم كل شئ، ولم تكد تحفظه حتى سافرت مرة أخرى وتركت مصر قبل أن تسجله".

أذيعت الأغنية كثيرا، وطلبها المستمعون، ورددها الناس، ولكن كل هذا لم يساو الحرج الذي كان يتوقعه مرسي عند رجوع نعيمة عاكف وحسين فوزي، ولا القضايا التي قد يتعرض لها.

عادت نعيمة لتجد أغنيتها على كل لسان، الأغنية التي اشترت حق غنائها ودفعت أجر لحنها، ولكن مرسي سارع للقاء حسين وشرح له الموقف وأنه لا دخل له بما حدث، وعرض عليه 3 حلول، إما أن يتمسك بالأغنية ويطالب بإيقافها قانونيا، واما أن يرد له ما أخذ من مال مضافا إليه أجر اللحن الذي دفعه للموجي، واما أن يكتب له أغنية أخرى تنطبق كلماتها على لحن الموجي.
ترك شاعر الألف أغنية مرسي جميل للمخرج حسين حرية الاختيار، ولكن حسين قدر الموقف واختار الحل الأخير، وكتب مرسي له أغنية "نار الهوى جنة" وأعجبته وأعجبت نعيمة عاكف، وعادت "مال الهوى" إلى حريتها من جديد وسمعها مرسى لأول مرة مع الناس بعد ان استراح من المشاكل.