الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتفاق سوتشي بشأن إدلب: تعاون تركي - روسي جديد في غياب إيران.. أنقرة تكثف تواجدها في الداخل السوري.. وموسكو تتمسك بمصالحها بالمنطقة

الرئيس التركي والرئيس
الرئيس التركي والرئيس الروسي

* اتفاق تركي - روسي بشأن إدلب في غياب إيران
* اتفاق سوتشي يزيد من التواجد التركي على الأراضي السورية
* تأييد عالمي بالاتفاق.. وإيران تصفه بالدبلوماسية المسئولة



ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أمس، ليعلنا التوصل إلى إتفاق لخفض حدة التصعيد في محافظة إدلب السورية، وسط أنباء عن شن هجوم عسكري داخل المدينة للقضاء على الجماعات المسلحة بداخلها.

جاء هذا الاتفاق الذي تم توقيعه بين الدولتين عقب أيام قليلة، من فشل المباحثات التي أجريت بإيران بين رؤساء كل من روسيا وإيران وتركيا، حيث ظهر خلاف كبير بين الدول الضامنة لاتفاق حول سوريا، حيث تهكم الرئيس التركي بحديث نظيره الإيراني، وظهر جليا عدم توافق بين الحضور.

واتفق الطرفان في قمة "سوتشي" الأثنين إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية، وتهدف المنطقة منزوعة السلاح، التي تدخل حيز التنفيذ في 15 أكتوبر إلى إنشاء حد فاصل بين القوات السورية الحكومية من جهة وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى.

ينص الاتفاق على أن المنطقة تتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة. ويتعين على "جميع فصائل المعارضة" إخلاء المنطقة من السلاح الثقيل بحلول العاشر من أكتوبر. كما سيتعين على فصائل المعارضة المسلحة بما فيها جبهة النصرة الانسحاب من المنطقة.

وتضمن روسيا، التي لها نفوذ على النظام السوري وتركيا، التي تملك نفوذا على الفصائل المسلحة، بما فيها جبهة النصرة، تنفيذ الاتفاق.وستقوم دوريات مشتركة من القوات الروسية والتركية بمراقبة المنطقة لضمان عدم وجود خروقات.

الغياب الإيراني
سارع النظام الإيراني ليعلن تأييده لاتفاق سوتشي بشأن إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في إدلب السورية، حيث أشاد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بنتائج الاجتماع الروسي- التركي في سوتشي، واصفا إياها بـ"الدبلوماسية المسؤولة"، وذلك على النقيض من الموقف الإيراني الواضح من الاتفاق، حيث شهد هذا الاجتماع غياب تام لإيران، على الرغم من مشاركتها في اجتماعات الثلاثي الدولي المعني بتنفيذ بنود الاستانا كافة، إلا أنه يتضح الموقف الواضح لنظام الملالي في شن حرب على محافظة إدلب السورية.


الموقف التركي
لم يختلف الموقف التركي كثيرا، حيث أراد منذ بداية الأزمة في إدلب شن حرب على المدينة لعدة أسباب، أهمها هو اعتباره القوات الكردية المتواجدة في سوريا والمتمثلة في قوات سوريا الديمقراطية، والتي تدعمها الولايات المتحدة، بأنها هي العدو الأول لها في سوريا، وهو الأمر الذي تسبب في شنها لعمليات عسكرية واسعة النطاق بالأراضي السورية والعراقية، حيث ترغب في القضاء على التواجد الكردي في المنطقة، بالإضافة إلى خوفها من إمكانية تسبب نشوب عملية عسكرية واسعة في إدلب السورية، في زيادة بأعداد اللاجئين الفارين إلى الدول المجاورة وعلى رأسها تركيا، حيث تحاول تركيا خلال الفترة الماضية، إعادة عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى بلادهم في محاولة لتخفيف حدة الضغط عليها بسبب هذه القضية.

يعد الهدف الأخر الهام الذي حققه هذا الاتفاق بالنسبة لتركيا، هو استمرار بقاء التنظيمات المسلحة في داخل المدينة، وذلك عقب ظهور العديد من التقارير التي تكشف مساعدة تركيا لهذه الجماعات عبر الدعم المالي واللوجيستي.

الجماعات الإرهابية
يعد اتفاق سوتشي بشأن إدلب فرصة كبيرة للجماعات الإرهابية والمسلحة في المدينة لالتقاط أنفاسها، فى مقدمتها جبهة النصرة، بمساعدة من النظام التركي، الذي يرغب في الحفاظ على بقائهم في الداخل السوري لضمان بقائه في المعادلة السياسية هناك، وهو الأمر الذي أكدته أنقرة عقب تصريحها بأن مسلحي المعارضة السورية يبقون في المناطق التي ينتشرون فيها حاليا كجزء من الاتفاق مع روسيا، وذلك في الوقت كما أكد بعض هذه الجماعات المسلحة أن اتفاق إدلب بين روسيا وتركيا ينهي على أحلام الرئيس السوري بشار الأسد.

الولايات المتحدة
أعلنت الولايات المتحدة منذ البداية رفضها بشكل قاطع شن عملية عسكرية موسعة بمدينة إدلب السورية، حيث ظهر ذلك عقب ترحيبها بإتفاق إدلب، حيث قال مسؤول في الخارجية الأمريكية في تصريح لقناة "الحرة" إن "موسكو وأنقرة اتخذتا خطوات على ما يبدو لتجنب هجوم عسكري من قبل نظام الأسد وحلفائه في إدلب".

وأضاف "كما أشرنا من قبل فإن أي هجوم لنظام الأسد وحلفائه على محافظة إدلب المكتظة بالسكان يكون تصعيدا متهورا تترتب عليه عواقب وخيمة على سورية والمنطقة".

وأعاد التأكيد على ما اتفق عليه الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في فيتنام بأن "لا حل عسكريا للصراع في سورية وأن على كل الأطراف الاستفادة من هذه اللحظة للابتعاد عن أي هجمات عسكرية إضافية وإعادة توجيه طاقاتها للتوصل إلى حل سياسي دائم في سورية".