الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة أول سيدة طالبت بحرية مشاركة المرأة في الانتخابات المصرية

منيرة ثابت
منيرة ثابت

قبل افتتاح أول برلمان مصري بتاريخ 15 مارس 1924، احتجت فتاة على عدم وجود دور للمرأة المصرية في الانتخابات، وطالبت في أول خطاب تقدمه امرأة إلى البرلمان بضرورة مشاركة المرأة في الانتخابات، وبالفعل أجيب طلبها، ليكون لها الفضل في تمكين المرأة في المشاركة في الحياة السياسية حتى الآن.

فمن تكون؟
ومع بداية دور الانعقاد الرابع لمجلس النواب، فإن الحديث عن منيرة ثابت صاحبة أول حق لـ المرأة في الانتخاب يتجدد، ويرصد صدى البلد في هذه السطور ملامح من حياة منيرة ثابت:

ساهم التعليم الذي تلقته منيرة ثابت في تكوين شخصيتها، منيرة المولودة لأم تركية وأب مصري متعلم تعلمت مبادئ اللغتين الإيطالية والإنجليزية بالقاهرة، ودرست بعد ذلك الحقوق في مدرسة الحقوق الفرنسية بالقاهرة، لـ تحصل على شهادة الليسانس في المحاماة وهي أول سيدة تحصل على هذه الشهادة.

لم يسمح لها القانون بالترافع أمام المحاكم المختلطة فاتجهت منيرة إلى الصحافة، وهناك قادت منيرة بقلمها الرشيق حملات للتوعية بحق المرأة في المجال السياسي وحقوقها في النهضة الاجتماعية، وكان أبرز وأهم ما قدمته منيره هو مطالبتها بتمكين المرأة في الحياة السياسية ومشاركتها في الانتخابات في خطاب قدمته إلى مجلس النواب قبل انعقاده في مارس 1924 وبالفعل تحقق ما أرادت وأصبح للمرأة دور في مجلس النواب.

وبدأت منيرة عملها في الصحافة عام 1926، وقدمت من خلال كتاباتها أفكارًا تناهض الاستعمار وتنادي بحرية الوطن والمرأة، وحق السيدات في التعليم والعمل والاحتفاظ بوظيفتهن بعد الزواج، وقد أصدرت " ثابت" جريدتين، إحداهما تصدر بالفرنسية "الأمل" وهي جريدة يومية، والأخرى بنفس الاسم لكنها تحرر بالعربية وتصدر أسبوعيًّا.

وبفضل إسهاماتها الصحافية مثلت منيرة مصر في مؤتمر بكولونيا بألمانيا عام 1928؛ لكونها أفضل صحفية في مصر حينئذٍ، كما ساهمت في إنشاء نقابة الصحفيين المصرية، واستطاعت أن تنافس كبار صحفيين مصر في عصرها مثل فكري أباظة والدكتور عبد القادر حمزة.

أشهر مقولاتها قبل الاستحقاق الانتخابي في عام 1924:

" يا شعب مصر لقد أزفت الساعة فلا يسعنا نحن نساء النيل اللاتى حُرمنا من مباشرة حق الانتخاب إلا أن نتقدم إليكم أيها المندوبون برجاء النيابة عنا فى مباشرة حق الانتخاب، وإنا لنستصرخكم بحق مصر المحبوبة أن تكونوا أمناء لنا نحن النساء المحرومات من التعبير عن رأينا هذا فى انتخاب نواب الأمة، وهنيئًا لمصر بكم أبناء بررة لا تثنون فى قول الحق وفي الدفاع عن الوطن".

في حياتها ناصرت منيرة حزب الوفد، وهاجمت حكومة صدقي باشا، كما انتقدت المعاهدة البريطانية المصرية عام 1936، ونادت بحقوق المرأة السياسية والاجتماعية، وعند قيام ثورة يوليو أيدت منيرة قيامها وكتبت عنها في مجلتها "الأمل".

لم يمهل القدر منيرة ثابت في إكمال مسيرتها النضالية فتوفيت في سبتمبر 1967 بعد ما اصيب في مرض بعينها أدى إلى فقدان بصرها.