الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صفقة القرن.. تقرير جديد يرسم خطة التحرك الأوروبية نحوها

صدى البلد

اعتبرت شبكة "إي يو أوبزرفير" الأوروبية، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة يعد عملًا غير مسبوق وجزءا من سياسة أمريكية أكثر ميلًا لإسرائيل بطريقة حادة، وهو ما يلزم أوروبا التحرك إزاء الموقف الجديد لإدارة البيت الأبيض.

وقالت "إي يو أوبزرفير" إن المزاج السائد بين الدبلوماسيين الأوروبيين الذين يتعاملون مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعبر عن حالة من اليأس، فعملية السلام ميتة، ويبدو أن حل الدولتين قد انتهى، والولايات المتحدة تتخذ خطوات ضارة واحدة تلو الأخرى.

وأضافت إي يو أوبزرفير، أنه مع مثل هكذا وضع يظهر الاتحاد الأوروبي بمظهر ودور هامشي.

لكن إي يو أوبزرفير لفتت إلى حقيقة واقعية، وهي أن أوروبا نادرًا ما كان لها دور مهم، كما أن مسؤوليتها نادرًا ما كانت كبيرة، كما هي الآن، لأنه على مر العقود الماضية، طالما دعت أوروبا إلى حل الدولتين الذي يشمل دولة لفلسطين ودولة لإسرائيل تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن، لكن هذا لم يقترب بأي درجة لتحقيق شيء على الأرض.

ومع مرور الوقت، جعلت التطورات على الأرض، لا سيما التوسع في المستوطنات الإسرائيلية عبر أراضي الدولة الفلسطينية المرتقبة، حل الدولتين مستحيلًا بشكل يتزايد يومًا بعد يوم.

ورأت "إي يو أوبزرفير" أنه مع هكذا أمر فالأولى بأروبا التحرك بطريقة ذكية اللعب على مخرجات الخطة الأمريكية للسلام، والخروج للنور بأي نتيجة ملموسة تعطي الفلسطينيين جزءًا من حقهم المسلوب ثم إكمال الباقي، لأنه ما دامت الولايات المتحدة تقف وراء رؤية الدولتين مع بقية المجتمع الدولي، فقد يكون هناك بعض الأمل.

المشكلة في الأمر بحسب "إي يو أوبزرفير" أن إدارة دونالد ترامب تبدو عازمة وعلى عكس كل الإدارات الأمريكية السابقة وكل ما قبل به الاتحاد الأوروبي، على تحريف نموذج حل الدولتين كما تم تعريفه من قبل، إلى تعريف آخر يكثر الجدل حوله بشدة.

ومن المتوقع أن تؤدي "خطة السلام" التي طال انتظارها - "صفقة القرن" المزعومة - إلى تخفيض معايير الحقوق الشرعية لدولة فلسطين من حيث أراضيها وسيادتها الفعلية.

بعد التأخير المتكرر، لا يمكن لأحد أن يقول على وجه اليقين متى سيتم إطلاق الخطة والإعلان عنها، ولكن مع وجود إدارة أظهرت بالفعل تصميمها على تقريب المعايير المحددة، ينبغي أن تؤخذ الخطة حال طرحها على محمل الجد، والتفاوض بشأنها.

فالأولى بأوروبا رؤية الخطة الترامبية، والتفاوض حولها للحصول على أكبر مكاسب للفلسطينيين.

ولفتت "إي يو أوبزرفير" إلى إنه بالنسبة لمؤيدي اليمين السياسي الإسرائيلي الذين يشغلون مناصب رئيسية في إدارة ترامب ، فإن فترة ولاية الرئيس هي فرصة محدودة زمنيًا لتحقيق تغيير في السياسة.

وتظن "إي يو أوبزرفير" أنه حتى إذا رفضت أوروبا جميع التسريبات والتكهنات حول المخطط الأمريكي حتى الآن لعدم منطقيته، فمن غير المعقول أن الخطة التي صاغها مستشارو ترامب ستخرج بالشكل الذي قيل عنها، ربما سيكون هناك نقاط تفاوض قوية لصالح القضية الفلسطينية، يمكن العمل من خلالها، لكن الأهم هو طرح أي رؤية لحل الدولتين من أمريكا تنعش أمل وجود دولة فلسطين ووقف توسعات الاستيطان الإسرائيلي، وأن يتم رفض الخطة أو بالأحرى المجادلة بشأن تعديلها حال ورود نقاط عائبة بها، لكن الأمر الأهم أن توجد خطة وأن يوجد طرح أمريكي للقضية الفلسطينية يتم الجدال حوله.

وقالت "إي يو أوبزرفير" إنه الأولى بأوروبا ألا تسكت بعدما ظهرت بوضوح معالم التحول في الاتجاه الأمريكي نحو فلسطين، وذلك في عدة قرارات اتخذتها إدارة ترامب، كالضوء الأخضر لبناء المستوطنات الإسرائيلية، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة من تل أبيب، ووقف وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وإنهاء المساعدات الأمريكية للفلسطينيين، وإغلاق المكتب التمثيلي لمنظة التحرير الفلسطينية والذي كان بمثابة جهة إتصال دبلوماسية بين الجانبين، لذا فإن وجود خطة "سلام" من المحتمل أن تقوم بتحريك المياه الراكدة.

وتكمن المشكلة في أن حل الدولتين، وفقًا للمعلمات الأمريكية السابقة، كانت بالفعل لصالح إسرائيل، لأنه ببساطة لا توجد مساحة لمزيد من التنازلات في الجانب الفلسطيني لتتوافق مع مفهوم دولة ذات سيادة قابلة للحياة.

وستشكل الدولة الفلسطينية التي توقعها الرؤساء الأمريكيون من كلينتون إلى أوباما 22٪ من فلسطين التاريخية (تاركة مساحة 78٪ لإسرائيل)، مقسمة إلى جزئين (الضفة الغربية وغزة)، مع مقايضة الأراضي التي تسمح لإسرائيل بالاحتفاظ ببعض مستوطناتها الممتدة في الضفة الغربية والتفاهم حول القدس المحلتة، وسيُسمح للاجئين الفلسطينيين في الدول المجاورة بالاستقرار في الدولة الفلسطينية الجديدة، مع السماح لجزء صغير بالعودة إلى منازل أسلافهم حتى لو كانت منازل أجدادهم في الأراضي الإسرائيلية حاليًا، فلهم الحق بالعودة، إذا ما رغبوا.

وقد وافقت القيادة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس على مثل هذه المعايير من حيث المبدأ، إلا أنها جادلت بشأن نقاط أكثر لنيل الحقوق المسلوبة بشكل يقترب من العدل.

ولذا، فإن أي تخفيض إضافي لمعالم الدولة الفلسطينية المتصورة سيحولها إلى مجرد "بانتوستان" أو دويلة تحت سيطرة إسرائيلية فعلية من المؤكد أن الفلسطينيين سيرفضونها، لكن المطلوب هو تحريك للعملية السلام.

وختمت "إي يو أوبزرفير" بقولها إنه إذا فشلت الجهود في إحلال السلام، فسيؤدي ذلك إلى تفاقم الصراع وجعله أكثر استعصاءً، لكن دور أوروبا كما قال وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، بأنه "عندما تعبر الولايات المتحدة الأمريكية الخط ، يجب علينا نحن الأوروبيين أن نكوّن ثقلًا موازنًا - بقدر ما يمكن أن يكون صعبًا بالنسبة لأمريكا".