قصة أشهر شارع لتجارة الخردة.. باحثة البادية بقلب القاهرة

يمتد من شارع جسر البحر حتى شارع كورنيش النيل، وعرف عنه بأنه قبلة الراغبين في شراء وبيع الخردة بجميع أنواعها، منذ أكثر من 40 عاما، يتبع حي الساحل، وتتخطى مساحته 75 ألف متر مربع، وتعد تلك المنطقة معقل تجارة الخردة في القاهرة.
مئات المخازن
باحثة البادية، تشهد أكبر تجمع لتجارة الخردة، حيث تتواجد مئات المحال والمخازن لـ معدات وقطع غيار سيارات النقل الثقيلة والأوناش وغيرها، بالإضافة لمئات الأكشاك التي تعمل بدون تراخيص.
قبلة المحافظات
عرف عن تلك المنطقة أنها معقل عمالة الأطفال، مقابل يوميات تصل لمائة جنيه، يتحدث محمد فادي، تاجر خردة، عن "باحثة البادية"، بأنها أشهر شوارع تجارة الخردة، ويتوافد عليها التجار يوميا من محافظات الصعيد، ويتواجد بها صغار تجار الخردة بالشوارع الجانبية مثل الفاوي، وأغلبهم يقوم بعرض بضائعهم "فرشة" بالشارع، لعدم تملكه لكشك أو مخزن.
أشهر العائلات
واشتهر الشارع بتواجد كبار تجار الخردة مثل عائلات الفادي، والجحش، وعلي حلة، والتوت، والصعيدي، وعلي هاشم، وعائلة المرحوم عباس عبد المجيدن والمرحوم سيد، وعلى عبد المجيد، والحاج حمزة العسكري، والحاج شعبان عباس وربيع، وورث عنهم أولادهم المهنة، وتمتد التجارة لشارع الشبيشي والفاوي وأبو العلا يونس والجنينة، ويتواجد 5 آلاف كشك وحوالي 500 مخزن كبير، ومئات المعدات الثقيلة وعربات النقل والبلدوزرات، امام المخازن وداخلها.
محاضر وغرامات
"بالطبع هناك محاضر وغرامات يوميا وملاحقات من الحي، لأن الأهالي دائما بيشتكوا من عمليات تفتيت الخردة والمعدات الثقيلة وحركة الأوناش للنقل، وفكرنا في النقل لمنطقة "ميت حلفا" بمحافظة القليوبية، ولكنها بعيدة عن قلب القاهرة ودا بيكلف مصاريف نقل أكتر بكتير من تكلفة النقل من وإلى باحثة البادية، بالإضافة إلى أن العمالة أغلبها من سكان حي شبرا ويصعب عليهم العمل بمنطقة "ميت حلفا"، ولهذا أصبح لنا مخازن بحلفا، بالإضافة للتجارة الأساسية بباحثة البادية".. يحكي تاجر الخردة.
ويكشف "الميزة في خردة البادية أنها لكل عربات ومعدات النقل الثقيلة، عكس الوكالة اللي بتقوم على تجارة خردة العربات الملاكي فقط".
أغلب المخازن مساحتها تتعدى 500 متر، ويتهافت تجار الخردة علي أي قطعة سكنية خالية، لتحويلها لمخازن إضافية لهم، في حين أن البعض قام ببيع مخزنه لكبار المقاولين وبنائه برجا سكنيا"، يحكي "فاوي"، تاجر الخردة.
شكاوى الأهالي
في المقابل، يشكو أهالي المنطقة من احتلال المخازن مساحات عريضة من الشوارع، وانتشار العمال بالمنطقة، وهو ما أدى لحدوث مشاجرات دائمة بين الأهالي والباعة، يحكي منير السيد، أحد سكان أبراج "باحثة البادية".
وقال المواطن: "كل ما نشتكي في الحي يجي يعمل محاضر غلق، لكام كشك ومخزن، ويومين والتجار يدفعوا الغرامات ويفتحوا تاني، وكل المخازن مش مرخصة، والقديم بس هو اللي مرخص وعددها لا يتجاوز 20 مخزنا".
بلطجية ومسجلون
وأضاف: "الأوناش والعربات الثقيلة تعوق حركة المرور وتهدد حياة المواطنين، وأغلب أصحاب الفرش مسجلون خطر وبلطجية، ودا بيخلي أغلب الأهالي يخافوا ينزلوا ولادهم الشارع، لأنهم سيطروا على مداخل ومخارج الشارع، ومحدش بيقدر يتواصل معاهم، وشغلهم لساعات متأخرة من الليل".
النقل خارج الحي
نتمنى أن يتم نقل تجارة الخردة خارج الكتلة السكنية لإحدى المناطق الصناعية، لأن الشارع يعتبر من الأماكن الراقية، ولكن القرب من وكالة البلح جعلها ملاذا لتجارة الخردة، كما أنها تسبب تلوثا سمعيا وبيئيا، بسبب العدد الضخم للأوناش، والتفريغ بعرض الشارع، ولابد من الحفاظ على حق المواطنين والمشاة وقائدي السيارات بشارع نظيف ورصيف خاص "الشارع بقا جراج لمعداتهم"، ينتقد أحد مواطني "باحثة البادية".
جدير بالذكر أن تجارة الخردة بباحثة البادية، من الأماكن التي خطط لنقلها خارج الكتلة السكنية، ضمن مشروع "القاهرة 2050" ولم ينفذ.