الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زين ربيع شحاتة يكتب: نسيج الأمة مؤمن بوعى شعب وجهل عدو

صدى البلد

كل عملية إرهابية خبيثة تستهدف زراعة فتنة طائفية بين عنصرى الدولة المصرية ، طمعًا فى تفتيت خيوط النسيج الوطنى خيط بعد الآخر للوصول إلى الحد الأقصى للتخريب ، مستهلكًا الحد الأدنى من المجهود ، إن دلت فإنما تدل على جهل هذا الإرهابى ، لا أقصد جهله الفطرى الذى ساهم فى تجنيده لصالح أفكار شيطانية لا علاقة لها بالدين أو المنطق ، وإنما قصدت الجهل بتاريخ مصر وطبيعة شعبها والعلاقة بين مسلميها ومسيحييها ، 

فأقباط مصر هم من إستقبلوا الإسلام فى مصر ، ليس فقط عند إستقبال عمرو بن العاص و من رافقه من المسلمين بأعدادهم القليلة التى لا تقارن وأقباط مصر من أبناء الشعب المصرى ، وإنما يرجع إلى إستقبال حاكم مصر "المقوقس" لمبعوث الرسول صلى الله عليه وسلم خير إستقبال و تحميله بالهدايا ليعود بها إلى نبى الرحمة والسلام والإنسانية صلى الله عليه وسلم ليرسل برسالة ووصية خالدة يأمر بها المسلمين فى شتى بقاع المعمورة بالخير لأقباط مصر ، فإذا كان جيشها خير أجناد الأرض ، فالشعب الذى خرج منه هذا الجيش خير شعوب الأرض .

بعيدًا عن صورة الشيخ فى يد القس ، وعن المشاهد الدرامية التى تسلط الضوء على صداقة بين مسلم ومسيحي تصادف طريق الخط الدرامى لفيلم أو مسلسل ، فصورة بكاء سيدات جنازة الكنيسة البطرسية و المحجبات داخل كنائس الصعيد أعمق و أعقد من ذلك فالشعب المصرى متجانس فى جوهره متدرج فى مظهره ويرجع هذا التجانس و التدرج إلى نهر النيل صاحب البصمة الوراثية الأصيلة للشعب المصرى ، وكأن النيل مصور لكل الصور والمشاهد فتدفق المياه من المجرى النهرى إلى جوف المصريين صنعت تجانس لا إنحراف فيه ، ويؤكد جهل الإرهابى و من معه من دول ومنظمات وجماعات بتاريخ الشعب المصرى ،

فالتاريخ الإنسانى لم يسجل أن الشعب المصرى يومًا عرف العنصرية وصحيفة سوابقة بيضاء عكس دول أخرى تتباهى بالإنسانية و ماضيها وحاضرها ملطخ بشتى أنواع التمييز العنصرى ليس الدينى فحسب بل العِرقى و الثقافى ، كما أن شعب مصر شعب حضارى له جذور ضاربة فى أعماق التاريخ والشعوب الحضارية لا تعرف التعصب الدينى والأيدولوجى مهما كانت الدوافع و المؤثرات ، ويظل التعصب حالات فردية يمكن السيطرة عليها .

ومن أدلة جهل هؤلاء بطبيعة مصر الطبوغرافية أنه لا يوجد فصل جغرافى بين عنصرى الأمة ، فلا وجود لمنطقة أقباط أو مسلمين فقط إلا فى قرية صغيرة فى دلتا مصر وبالأخص فى المنوفية حيث يوجد كتلة سكنية كاملة من الأقباط فى قلب القرية ويحيطها كتل من المسلمين ، أى أن إذا كان الأقباط قلة فى الجسد المصرى فأنهم قلب هذا الجسد ، فإذا عميت بصيرتكم عن الماضى فلتحدق أبصاركم فى مشاهد ورسائل الشعب الذى لفظ مخططاتكم التكفيرية ، فحرص الشعب على السلم الإجتماعى فى ظل نظام يحترم سلطته ويدرك أنه المناسب لطبيعة ظروفه الداخلية و الظروف الإقليمية ، 

لذلك عليكم البحث عن نافذة أخرى أو طريق تخريب اخر بعيدًا عن النسيج الوطنى المؤمن بوعى وتماسك الشعب ، و عند البحث عن طريق أو مدخل تخريبي آخر فى مصر ستجدون صقور ونسور وجنود الشعب فى إنتظاركم ، ما يعنى أن مصر لا سبيل لدخولها أيها الأغبياء ، فمصر بهويتها لن تكون عصية فقط على فهمكم بل ستذيب وتقبر إرهابكم.