الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الباعة الجائلون بدمياط ما بين لقمة العيش ومطاردة البلدية.. والمحافظ: أرفض إهانة كرامة أي مواطن من المسئولين

أسواق دمياط
أسواق دمياط

  • الباعة الجائلون بدمياط ما بين لقمة العيش ومطاردة البلدية
  • سوء معاملة التنفيذيين للباعة الجائلين يهدد بغضب الباعة
  • الباعة: "هاتلونا سوق يلمنا واحنا هنسيب الشارع وندور على لقمة عيشنا"

"الباعة الجائلون" مصطلح عند سماعه تتطرق لأذهان المطاردة اليومية ما بين الباعة الجائلين، ورجال البلدية والمرافق، فلعبة القط والفأر بينهم لم تنته بعد، وعلى مدار الشهر الماضي، تصدر الباعة الجائلون المشهد، خاصة بعد واقعة سب وتعدى رئيس مجلس مدينة رأس البر بمحافظة دمياط على إحدى بائعات الخضار بسوق 63 وقيام رئيس مجلس مدينة رأس البر والحملة المرافقة له بإلقاء الخضار الذى تقوم ببيعه في الشارع، فتوجهت إليه لاستعطافه لترك عربة الخضار، وانحنت وقبلت قدمه، فما كان منه إلا أن بركلها ونهرها على مرأى ومسمع من المواطنين وأعضاء الحملة وألقى الخضار الخاص بها بالشارع.

وعلى الفور تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى صورا للسيدة أثناء توسلها لأعضاء الحملة وإلقاء الخضاء على الأرض، وسادت حالة من السخط والغضب بين المجتمع الدمياطى، وعلى الفور قامت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، بإحالة المتسبب في إهانة السيدة للتحقيق، وعلى رأسهم رئيس مجلس المدينة، ونقله إلى إدارة المواقف، والتقت بالسيدة وأمرت بتوفير كشك خاص للسيدة بشارع النيل لعرض بضاعتها من الخضار بدلا من افتراش الشارع وتعرضها للمساءلة القانونية لأنها تقوم بالإشغال.

وأصبح من وقتها لا حديث في دمياط سوى الحديث عن الباعة الجائلين ومشكلاتهم التى لم تنته بعد، والأسلوب المهين الذى يتم التعامل معهم من قبل التنفيذيين وأعضاء حملات إزالة الإشغالات سواء من الوحدات المحلية وشرطة المرافق.

الباعة الجائلون موجودون على مر السنين الماضية، ومشكلاتهم في مطاردتهم ليست بجديدة، ومع تفاقم مشكلة البطالة انتشرت ظاهرة الباعة الجائلين حتى أصبحنا نراهم في كل مكان نذهب إليه سواء في الشارع أو في وسائل المواصلات وحتى على أبواب الشقق ولا يمكن لأحد أن ينكر حقهم في البحث عن وسيلة رزق بطريقة مشروعة، خاصة أن عددا كبيرا منهم يحمل مؤهلات عليا ومتوسطة واصطدموا بقطار البطالة حتى وصل عددهم إلى ما يقارب عدد موظفي الجهاز الإداري بالدولة، ووصلت تجارتهم إلى أرقام كبيرة، ويقبل على شراء بضاعتهم معظم المصريين من محدودي الدخل لأنها تناسب قدراتهم المالية، وعلى الرغم من ذلك لم ينجو من مطاردات رجال شرطة المرافق والبلدية لهم.

يقول كامل القزاز، بائع متجول: "أنا وزملائى نحلم بالأمان والاستقرار وأن يختفي شبح المطارادات والملاحقة لنا من قبل حملات إزالة الإشغالات والمرافق".

وأكد ضرورة محاربة البلطجية ممن اندسوا بين صفوف الباعة الجائلين بعد الثورة وأساءوا إليهم، فأغلب الباعة أرزقية يسعون على رزقهم من أجل الحياة بشكل كريم، هناك باعة جائلون من الشباب من الحاصلين على مؤهل عال، ولكنهم لم يجدوا عملا مناسبا للالتحاق به ففضلوا الكسب من الحلال وبيع الخضراوات والفاكهة أو الملابس والإكسسوارات بالشوارع.

وطالب بعمل أكشاك للباعة الجائلين بكل مدينة بما يسمى "سوق الباعة"، وذلك من أجل تقنين أوضاعهم ولوضع حد لمخالفتهم وملاحقة المرافق ومجلس المدينة لهم، مضيفا: "سمعنا كثيرا عن أسواق سوف تقام لنا ولكنها مجرد وعود منذ سنوات لم تنفذ حتى الآن، فأغلب الأسواق الموجودة الآن هى أسواق عشوائية بالشوارع والمناطق وتتم ملاحقتنا أيضا بها".

وقال إبراهيم أبو الدهب، بائع متجول، إن "سوء معاملة التنفيذيين سواء من مجلس المدينة أو أفراد شرطة المرافق تجعلنا ساخطين على وضعنا كباعة جائلين بأنه عرضنا للإهانة اليومية وكان من باب أولى من المسئولين أن يوفروا لنا أسواقا و"إحنا نلم نفسنا من الشوارع".

وأضاف: "طالما مفيش أسواق مجمعة للباعة الجائلين، فعلى التنفيذيين تركنا ندور على لقمة عيشنا بالحلال، فنحن نعمل بشرف ولا نقوم بأى أعمال خارجة عن القانون".

من جانبها، صرحت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، بأنها حرصت على مقابلة بائعة الخضار المعتدى عليها من قبل البلدية، قائلة: "المحافظة لن تقبل إهانة المواطنين بأي شكل من الأشكال".

وأضافت "عوض" أن المحافظة قد تقوم بتغريم وسحب البضاعة من المخالفين، ولكن لا يمكن أن تهينهم، مؤكدة أنها أحالت المشتركين في حملة الإشغالات للتحقيق.

ونوهت بأن بعض الموظفين العاملين في حملات الإشغالات داخل المحافظة يحتاجون إلى تدريب على طريقة معاملة المواطنين.