الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شباب مصر يتصدرون مسابقة لتصميم الطائرات في أمريكا.. 4 طلاب بهندسة القاهرة يكشفون لـ صدى البلد كواليس فوزهم على الجامعات العالمية.. ويطالبون وزير التعليم العالي بزيادة ميزانية البحث العلمي

صدى البلد

أحرزنا المركز الأول من بين جامعات عالمية أبرزها واشنطن وستانفورد وهونج كونج
نحتاج دعمًا إضافيًا للفوز بالمراحل المقبلة
دعم أكاديمية البحث العلمي يمثل 20% من تكلفة المشروع

شارك فريق طلابي من هندسة القاهرة قسم الطيران، في مسابقة عالمية نظمها المعهد الأمريكي للطيران والفضاء، واستطاع الفريق المصري المكون من 11 طالبًا أن يحرز المركز الأول في المرحلة الأولى من المسابقة من بين 140 فريقًا يمثلون 140 جامعة حول العالم.

وقال محمد هشام، أحد أعضاء الفريق الفائز بالمركز الأول في المرحلة الأولى بالمسابقة الدولية للجامعات في مجال هندسة الطيران والفضاء "AIAA Design Build Fly" التي ينظمها سنويًا المعهد الأمريكي لعلوم الطيران والفضاء، أن بداية دخولهم للمسابقة جاءت بإعلان المنظمة للمهمات المطلوب تحقيقها في الطائرة فقدم الفريق 5 ورقات تتضمن تصميم الطائرة وطرق تحقيقها للمهمات وما يميزها حيث استطاع الفريق إقناع اللجنة المنظمة للمسابقة والحصول علي المركز الأول بالمرحلة الأولي منها.

وأوضح هشام، علي هامش ندوة بموقع "صدي البلد"، أن متابعتهم وتجنبهم لأخطاء الأعوام السابقة من المسابقة وطريقة عرضهم للأفكار هو السبب الرئيسي في إحراز المركز الأول بالمسابقة، مشيرًا إلى أن المسابقة تقوم على تحديد مهمات ومشاكل معينة ويبدأ كل فريق في تقديم مقترحاته لتحقيقها وحل تلك المشكلات.

وأشار إلى أن الفريق أحرز المركز الأول من بين جامعات عالمية أشهرها واشنطن، وستانفورد، ومن اليابان جامعة هونج كونج، وجامعات أخرى من أستراليا وسنغافورة.

وتابع: أن المسابقة تساهم في ربط الدراسة النظرية بالكلية بالجانب العملي، لافتا الى ان مصر لم تدخل سوق صناعة الطائرات ويقتصر دورها حول الصيانة فقط؛ لذلك فإن المسابقات تعتبر فرصة حقيقية لتطبيق ما تم دراسته عمليا.

وأشاد بدور كلية الهندسة في توفير المعامل وبعض الأدوات والمواد المستخدمة في المشروع، حيث أن عملية التصنيع تتم داخل الكلية.

محاكاة محلية للمسابقة 

وأعلن هشام عن تنظيم الكلية لمسابقة مصغرة مشابهة لهذه المسابقة ولكن لطلاب هندسة القاهرة قسم طيران وتقام سنويا من شهر 4 لشهر 7 بنفس نظام المسابقة العالمية بتحديد متطلبات معينة ليبدأ الطلاب في وضع خطط لحلها والفائز يتم ترشيحه للمشاركة بالمسابقة العالمية .

وأضاف أن هدفهم خوض مسابقات على مستوى هندسة القاهرة وليست قسم الطيران فقط ، متمنيا الحصول على فرصة عمل فى نفس المجال بعد التخرج.

وقال محمد أشرف أحد أعضاء الفريق الفائز، إن المرحلة الثانية تتمثل في تقديم تقرير فى شهر فبراير 2019 يتضمن تفاصيل عمل الطائرة، ومدى تطبيق ما تم دراسته عليها، ومن ثم تقوم اللجنة بتقييم هذا التقرير، واعلان النقاط التي تحدد الفرق المقرر سفرها لاستكمال المسابقة بولاية اريزونا الأمريكية، لافتا الى أن الدرجات الأعلى في التقرير المقدم هي صاحبة الاولوية في عرض طائرتها خلال المرحلة الأخيرة من المسابقة.

الاختبار الأخير

وأوضح أشرف ان المرحلة الاخيرة تتضمن عدة اختبارات منها اختبار للطائرة على الارض ومدى أمانها موضحا أن العديد من الجامعات تفشل في تحقيق هذا المطلوب والاختبار الثاني يتمثل في الوقت التي استطاعت الطائرة أن تحلقه في الهواء ومدى توازنها في حالة وجود أي خلل اثناء الطيران والتحكم بها، حيث تقرر اللجنة بعدهما، الفائز بالمسابقة، من خلال مدى تحقيقه لهذه النقاط .

وأضاف محمد أن الفريق بدأ بالفعل فى أول نموذج للمشروع لاختبار مدى تطبيق فكرتهم عمليا بأكثر من طريقة، ومن ثم تقديم الأفضل بالمسابقة.

تمويل المسابقة

أما محمد حتة طالب الماجيستير في كلية الهندسة جامعة القاهرة وأحد أعضاء الفريق، فأكد ان أبرز التحديات التي تواجه الفريق هي التمويل والدعم المادي لافتا إلي دعم الفريق خلال السنوات السابقة من خلال إدارة كلية الهندسة بجامعة القاهرة.

وأشار حتة إلي أن الدعم المادي يتم تقسيمة لتوفير الأدوات المستخدمة فى التصنيع والمواد الخام الأساسية في تنفيذ المشروع بجانب مصاريف السفر والشحن للبلد المقرر أن تستضيف المسابقة.

وتابع أن الفريق قد تواصل مع اكاديمية البحث العلمي والتي أعربت عن إعجابها بالفكرة، وقدمت دعما ماديا لهم بجانب الدعم الذي توفره كلية الهندسة، لافتا إلي أن الفريق ما زال في حاجة لدعم مادي لتخطي المراحل المقبلة من المسابقة والحفاظ على المركز الأول الذي أحرزوه الآن.

وأضاف حتة أن من المشاكل التي تواجه الفريق هي تعطيل دخول المواد المستوردة الداخلة في تصنيع المشروع من الجمارك وتأخيرها لأوقات طويلة مما يتسبب في التأخير في تنفيذ وإنجاز المشروع.

وعن فرص عمل خريجي قسم الطيران ، أوضح طالب الماجيستير أن الطلاب بعد تخرجهم؛ يبدؤون في التوجه إلى شركات الطيران المدني ومصانع الجيش الحربية ومصانع الهيئة العربية للتصنيع او التوجه للبحث العلمي في نفس المجال، لافتا الى انه استمر فى البحث العلمى لمساعدة طلاب الكلية فى هذا المجال.

التواصل مع الأكاديمية

واشاد حتة بدور أكاديمية البحث العلمي فى دعم المشروع ودعم مشاريع بحثية بشكل عام ومشاريع تخرج ايضا، موضحا انها تعلن عبر موقعها الرسمي عن دعمها للمشاريع الطلابية حيث تتيح لمشاريع تخرج الطلاب في شهر فبراير.

وأوضح ان دعم المسابقات يبدا من شهر أغسطس واكتوبر؛ فيقوم الطلاب بإرسال طلب للدعم، وترد الاكاديمية في خلال شهر، إما بموافقتها أو رفضها للفكرة.

وقال حتة ان اكاديمية البحث العلمي قد دعمت مشروع التخرج الخاص به بتكلفة 60 الف جنيه، وعن المسابقة فالأكاديمية دعمتها في الاعوام السابقة ب30 الف جنيه مما يمثل 20 بالمئة من التكلفة التي يحتاجها الفريق للفوز بالمسابقة هذا العام؛ ولذلك فإنهم يسعون للوصول إلى جهات اخري لدعمهم.

وأكد ان كلية الهندسة تساهم بدور كبير فى دعم الفريق بتوفير التصاريح المطلوبة لتجربة الطائرة بعد تصنيعها حيث يحتاج الفريق لتصريح من وزارة الدفاع لتجربة الطائرة بالكلية والتي يساهم الدكتور سيد تاج الدين عميد الكلية في تسهيله دون أي مشاكل وذلك بجانب توفير الدعم المادي.

وقال أحمد يحيي أحد أعضاء الفريق الفائز، ان مجال الطيران ينقسم إلي "تصميم الطائرات، وتصنيعها، وصيانتها"، لافتا الى اقتصار مصر على الصيانة فقط الآن وـن مثل هذه المسابقات ستساعد مصر للدخول إلى سوق التصميم والتصنيع وتأهيل الطلاب في حال خروجهم لسوق العمل .

كما نادي يحيى بضرورة تطوير المعامل الخاصة بالكلية؛ لربط الجانب النظري بالعملي، معربا عن تمنيه الاستمرار فى مجال البحث العلمي بجانب البحث عن فرصة عمل فى مجال تصميم الطائرات. 

رسالة إلى وزير التعليم العالي

وأضاف يحيي ان هناك صورة خاطئة منتشرة عن الجامعات المصرية وهى أنها تقوم بدراسة علوم بدائية وليست متطورة، مؤكدا ان قسم الطيران بهندسة القاهرة يقوم بتدريس أحدث العلوم بالجامعات العالمية وليست أقل ولكن الاختلاف ينحصر في عدم توفر الجانب العملي الذي توفره الكلية من خلال مسابقات عالمية.

ووجه رسالة إلى وزير التعليم العالي بزيادة ميزانية البحث العلمي، مشيدا بقدرة الطلاب المصريين من كليات الهندسة في كافة المجالات في تحقيق براءات اختراع وتحقيق تقدم كبير في الصناعة في حال توفر ميزانية كافية.