الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

27 عاما على انهياره.. القصة الكاملة لتفكيك الاتحاد السوفييتي بـ عدوى الثورات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"مساء الخير.. هذه نشرة الأخبار.. الاتحاد السوفيتي لم يعد موجودا بعد الآن" .. هكذا بدأت نشرة الأخبار في التلفزيون الروسي في 26 ديسمبر عام 1991، حتى ظلت مقدمة تلك النشرة الإخبارية التي أعلنت خبر تفكيك الاتحاد السوفيتي محفوظة حتى اليوم.

لم تكد نشرة أخبار التلفزيون الروسي توشك على الانتهاء حتى تبعها مذيعو النشرات الأمريكيون والأوربيون يعلنون عبر شاشاتهم نبأ أذهل العالم "اليوم تفكك الاتحاد السوفيتي" لتغير تلك الكلمات وجه العالم بعد انهيار القوة السوفيتية العظمى التي كانت تمثل قطب العالم الثاني أمام الولايات المتحدة وحلفائها.


بداية الاتحاد السوفيتي
ولد الاتحاد السوفيتي عام 1917 بعدما ثار الشيوعيون لإسقاط الحكومة الروسية المؤقتة وأعلنوا دولتهم الاشتراكية على أراضي الإمبراطورية الروسية، حتى تمكن الاتحاد من ضم 15 دولة، والذي تزعمه وقتها فلاديمير لينين، حتى حُكمت البلاد من حزب واحد وهو الحزب الشيوعي ومن بعد لينين جاء جوزيف ستالين إلى الحكم عام ١٩٢٤ وأصبحت الدولة تسيطر على جميع الموارد الاقتصادية.


توفي ستالين عام ١٩٥٣ وظل الاتحاد السوفيتي قائمًا بنفس منهجه وانشغل الحكام السوفييت في الحرب الباردة مع الغرب وانخرطوا بسباق تسلح مكلف في مواجهة أمريكا واستعملوا القوة العسكرية لقمع أي تحرك مضاد للشيوعية ولتوسيع نفوذهم في شرق أوروبا ومناطق متعددة من العالم.

سياسة جورباتشوف 
في عام 1985 تسلم ميخائيل جورباتشوف زعامة الاتحاد السوفياتي فأعلن عن سياستين كبيرتين كانتا أمله لجعل السوفييت أمة مزدهرة عرفت احداهما بـ "جلاسنوست" والتي تعني الانفتاح السياسي وقدم الحرية للمواطنين وحرر السجناء السياسيين وأنهى سياسة الحزب الواحد وسمح بتكوين الأحزاب وسميت السياسة الثانية بـ"يريسترويكا" أو "إعادة هيكلة الاقتصاد" حيث رأى جورباتشوف أن الوسيلة الأفضل لإعادة إحياء الاقتصاد هي أن ترفع الدولة يدها عنه وكان يؤمن أن المبادرة الشخصية ستقود إلى الإبداع، لذلك سمح للأفراد بأن يمتلكوا أعمالًا للمرة الأولى في تاريخ السوفييت.


سياسة عدم التدخل السوفييتية التي اتبعها جورباتشوف كان لها عواقب كبيرة على الاتحاد، حيث أصبح الحلفاء في أوروبا الشرقية يعانون أو مثلما وصفهم جورباتشوف:"خلال أشهر فقط صاروا يتكسرون كقطع البسكويت".

ثورات أوروبا الشرقية
وفي عام ١٩٨٩ اشتعلت سلسلة من الثورات السلمية في أنحاء أوروبا الشرقية وسقط جدار برلين في العام نفسه وجرى إعدام الرئيس الروماني نيكولاي تشاوشيسكو هو وزوجته رميًا بالرصاص على يد ثوار شعبه وكانت الأجواء مشتعلة ومن غير المستبعد أن تتحرك هذه الثورات والاحتجاجات في الاتحاد السوفييتي.


كانت الإصلاحات التي اتبعها جورباتشوف أبطأ من أن تؤتي ثمارها، فتحركت حركات الاستقلال في جمهوريات الاتحاد السوفييتي المتعددة وأعلنت دول البلطيق في البداية استقلالها عن موسكو، وبعدها بقليل انجرفت بلاروسيا وروسيا الاتحادية وأوكرانيا بعيدًا عن الاتحاد السوفييتي بعدها بأسابيع، التحقت بها ثماني دول من التسع المتبقية، وتحطم الاتحاد السوفييتي.

الكرملين بلا علم
وقف وقتها جورباتشوف واصفًا الأمر في خطابه الأخير قائلا: "انهار النظام القديم قبل أن يبدأ النظام الجديد بالعمل" معلنًا استقالته من رئاسة الاتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر عام 1991 وأُنزل العلم السوفييتي من فوق الكرملين للمرة الأخيرة.