الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابراهيم عطيان يكتب: الظل 7 قصة قصيرة

صدى البلد

شعرت وطن بشيء من الأمان وعلمت أنهم لن يخذلوها ‘ فتبسمت وقالت : لا شيء سأدخل غرفتي لأنام
لكنها لا تستطيع النوم فجلست تفكر حتى اهتدت إلى فكرة ربما تكون هي الأسرع والأنسب
في ذاك الوقت لكنها تحتاج إلى ترتيب وتدقيق .

برودة الجو لم تمنع عن وجنتيها حبات العرق التي تتصبب من جبينها بسبب القلق والتوتر ،
لكنها وفي النهاية أعدت الخطة بشكل جيد وسريع ليظهر دور الفتاة العربية التي كانت تعمل هي الأخرى
في صمت دون أن يشعر بها أحد .

حتى الظل نفسه لم يكن يتوقع تلك المفاجأة التي هزت أرجاء المعمورة وأعادت الأمور إلى نصابها الصحيح .
ما فعلته وطن كأنه طوق ألقته في بحرٍ خضم ليتمسك به الجميع للخروج تلك الدوامة المظلمة.

" هنا وطن حبيبة الظل "
صفحة أطلقتها وطن
فكانت تلك هي الصاعقة التي أحرقت مخططات ( القنوات المشبوهة )
ومن يقفون وراء تلك الشائعات التي تهدف إلى شق الصف العربي وإشاعة الفوضى .
انتشرت الصفحة هي الأخرى بسرعة البرق وانضم لها الكثير والكثير بعد أن علم الجميع حقيقة الظل .
علموا بأن الظل لم يكن شخصية مختلقة من قبل نظام حاكم وأن الظل ما هو إلا شاب عاشق يدافع عن حبه فقط وأن وطن هي الأخرى حقيقة قد تظهر عما قريب .

الآن سادت حالة من الهدوء النسبي بعد ما فعلته وطن فربما هذه الخطوة كانت كفيلة بتهدئة الموقف
مؤقتًا لكنها لم تكن كافية لإنهاء الموقف بشكل كلي .
ازدادت حماسة الظل بعدما تأكد أن فتاته وطن كما يُطْلِق عليها تحارب هي الأخرى من أجله
استدعته الحكومة المصرية بعدما زادت الضغوط الخارجية عليها ‘
لتجبره على التراجع وإعلانه أنه كان مخطئًا في محاولة أخيرة لتدارك الموقف
سيطرت على الظل حالة من التخبط وعدم التركيز . ماذا يفعل ؟
هل يتراجع لحماية البلاد ، أم يتمسك بوطنه ؟
لكنه رفض بشكل قاطع لا يدع مجالًا للشك في أنه سوف يتراجع عن فكرته أو يتخلى عن حبيبته
كيف يتخلى عنها الأن بعدما تأكد من حبها ؟!
هنا لم يكن أمام الحكومة المصرية سوى اعتقال الظل
لإجباره على قبول العرض المقدم من الحكومات العربية ، والغربية التي بدأت تشعر بالقلق
من تتسلل حمى تمزيق الحدود إلى الجسد الغربي هو الأخر .

عرضوا عليه أن يضمنوا له لقاء وطن كما يريد
في مقابل خروجه للعالم وإعلانه التراجع عن الفكرة وأنها كانت مجرد لعبة بهدف الشهرة .
الشاب أدرك أنه لا يجب أن يتراجع فالقضية أصبحت عامة لا تخصه وحبيبته فقط
فظل رهن الاعتقال و انتشر خبر اختفاء الظل واعتقاله من قبل السلطات .
• خرج الشباب إلى الشوارع والميادين مطالبين بالإفراج عنه
فكيف يُحرم من وطن " حبيبته " لِيُسجن في وطن أخر " بلده "

هنا بدأ التعاطف الشعبي مع الظل يزداد وأصبح بطلًا شعبيًا لا يجب التخلي عنه أو التغافل عن قضيته .
فربما لو تركته السلطات المصرية طليقًا كان أفضل من وجهة نظر المحللين وخبراء الأمن الذين تحدثوا عبر البرامج الحوارية
عبر شاشات التلفاز لمناقشة الوضع الراهن ووضح الحلول .
هنا وبدافع من التعاطف الشعبي ظهرت فتاة مصرية تمتلك مصنعًا صغيرًا للملابس
جمعت كل ما لديها من أموال لتصنع قميصًا يحمل اسم الظل وصورته الضبابية التي تشبه الظل .
وقامت بتوزيعه على الشباب بالمجان ‘
فانهالت عليها التبرعات من كل مكان لصناعة المزيد ...
فكانت المفاجأة أن أغلقت السلطات المصنع وبسرعة .
أعلن الشباب التحدي وفتحوا مصانع في أماكن غير معلومة لمواصلة ما بدأته تلك الفتاة
الانتشار بات أسرع من ذي قبل