الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: كلنا شركاء في التنمية والوطن

صدى البلد

لم يكن مجرد حضور الرئيس السيسي اوبريت " قادرون باختلاف" الذي نظمته وزارتا التضامن والشباب للاحتفال بيوم ذوي الاحتياجات الخاصة، لمجرد ترضية لهؤلاء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم فقط وإنما لكي يثبت أن مصر تقف بجوار شعبها بكل ظروفه الخاصة ومستوياته وأن مصر بحكومتها وقيادتها لا تهمل أو تترك أي مواطن ضعيف وقليل الحيلة ويحتاج الي المساعدة دون ان تقدم له يد العون حتي يندمج مع المجتمع بعد أن كان خارجا منها تماما!

ولقد أعجبني تعليق الفنانة المتألقة نشوى مصطفى عندما وجهت الشكر الى الرئيس قائلة له:" بضعافكم يا سيادة الرئيس ترزقون وبضعافكم تنصرون" فنالت تصفيق وتحية من الجمهور الحضور علي هذه الحكمة الدينية الجميلة لكل من وقف وراء هؤلاء الضعفاء حتي يندمجوا في المجتمع ويشاركوا في التنمية والتقدم فيه وقد كان هناك العشرات من ذوي الحاجات الخاصة الذين حصلوا علي جوائز وميداليات عديدة في بطولات عالمية ومحلية تم تكريمهم من قبل رئيس الجمهورية تقديرا لهم علي رفعهم اسم مصر عاليا وتحديهم للصعوبات بإرادة صلبة من حديد دون أن يصيبهم الاحباط والفشل الذي أصاب بعض الأصحاء في هذا البلد ! وقال عز وجل في حديث قدسي :"وعزتي لأرزقن من لا حيلة له حتي يتعجب اصحاب الحيل "..وهؤلاء الضعفاء ومن لا حيلة لهم سيرزقهم الله بكل خير بسبب ايمانهم الشديد وإصرارهم علي التحدي وعدم الخضوع للمرض والاحباط بعد ان شاهدوا الحكومة والرئيس والدولة يهتمون بهم وبأحوالهم وربما مستقبلهم.

وفي ختام الاحتفال الجميل طالب الرئيس بتخصيص مبلغ ٨٠ مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لصالح انشطة وعلاج الاطفال ذوي الحالات الخاصة , مضافا اليها ٢٠ مليونا من الاوقاف لكي يكتملوا ١٠٠ مليون لدعم الانشطة وطلبات ذوي القدرات الخاصة في المجتمع ،علاوة علي اقتطاع جزء بسيط من المواطنين لدعم هؤلاء في ما يحتاجونه من أشياء ! علاوة علي مبادرة وزير التعليم التي بمقتضاها سيتم دمج هؤلاء مع ذويهم من الاصحاء تحت مسمي قادرون باختلاف.

وكانت لفتة طيبة وصورة جميلة جمعت الأب الرئيس مع أبنائه من الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال العرض الجميل الذي شارك فيه عدد من نجوم الفن والإعلام من خلال تقديم رائع للفنانة رجاء الجداوي التي حصلت علي استحسان الجميع خاصة الرئيس الذي ابدي اعجابه بطريقة تقديمها!

هؤلاء الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة كانوا مهملين من قبل الدولة والحكومة قبل اكثر من عشر سنوات علي الاقل ولم يكن احد يحنو عليهم ولكن الان وبعد أن وجدوا اهتماما غير طبيعي من الحكومة والمسئولين بهم يتمنون أن يشاركوا في صناعة القرار في كثير من المواقع ليثبتوا للعالم كله أن الاعاقة لا يمكنها أن تمنع الانسان من تحقيق احلامه واهدافه وأن الله تعالي له حكمته في خلقه ولابد للانسان ان يغير من حاله ما دام يمتلك الارادة والرغبة الحقيقية في التغيير للافضل وأن فكرة الاعاقة في ذوي الاحتياجات الخاصة لا تمنعهم من الاندماج في المجتمع والحياة والتفوق احيانا علي الافراد العاديين في الكثير من المجالات !

وكانت زيارة الرئيس السيسي ومشاركته الاحتفال موفقة بكل المقاييس وبها لمسة وفاء كانت ضرورية حتي لا يتملك هؤلاء الاحباط والذي يقودهم الي الموت وعدم الرغبة في الحياة !

علي أي حال نحن نحتاج الي مثل هذه اللفتات الطيبة التي تشير الي سعي الدولة والحكومة والمجتمع الي حماية ابنائنا المرضي و الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب لهم في اعاقتهم هذه سوي انها ارادة الله عز وجل ومن ثم فإعادتهم للحياة بالمشاركة فيها وان يكون لهم دور حقيقي فيها هو من أفضل الاعمال التي يتقرب بها العبد الي الله وهو يدخل في اطار " سرور تدخله علي أهلك!"

الوطن الغالي بقيادته وحكومته لا ينسى شعبه ولا ضعفاءه من ذوي الاحتياجات الخاصة ،حتي يكتب الله لنا الرزق والاقتصاد القوي والنصر من عنده باذن الله.