قساوسة على المنابر.. القمص سرجيوس بدأ بالأزهر والبابا تواضروس يعيدها في الفتاح العليم

على مدار السنوات، كان التاريخ المصري حافلا بكفاح المصريين، وانتصاراتهم التي حققوها بوحدتهم، والتي مكنتهم من تحدي الصعاب، بتكاتف الشعب مسلمين ومسيحين.

ثورة 1919، والتي خرج فيها الشعب المصري بكل فئاته وطوائفه، ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، كانت شاهدة على اعتلاء أول رجل دين مسيحي منابر المساجد، ليخطب في المصريين ويحثهم على الدفاع على الوطن ضد الاحتلال والمطالبة بعودة.


القمص سرجيوس، أحد أشهر القساوسة الذين خلد التاريخ دورهم الوطني في الدفاع عن الوطن ضد الاحتلال الإنجليزي، حيث أنه أول رجل دين مسيحي يعتلي منبر الأزهر الشريف شعاره عاش الهلال مع الصليب، حتى أن خطبته بالجامع الأزهر التف حولها المصريون، وجمعتهم في الكفاح ضد الإحتلال.

لم يكن الجامع الأزهر هو المسجد الوحيد الذي اعتلاه القمص سرجيوس أحد مواليد مركز جرجا بمحافظة سوهاج عام 1883م، خلال كفاحه ضد الاحتلال، حتى أنه خطب مع مسجد أحمد بن طولون والعديد من مساجد مصر، في الوقت الذي كان شيوخ الأزهر الشريف يخطبون داخل الكنائس، كل في حب الوطن ووحدته.


الدور الوطني للقمص سرجيوس، الذي ظهر وسط الثائرين خلال ثورة 1919، سجله التاريخ بخطبه الحماسية من على منبر الأزهر الشريف، وخطبه من على منبر مسجد أحمد بن طولون بجوار الشيخ القاياتي.

كلمات القمص سرجيوس في حب الوطن، من منابر المساجد سجلها التاريخ بأحرف من نور، ومنها جملته الشهيرة: "إذا كان الإنجليز يتمسكون بوجودهم في مصر بحجة حماية الأقباط, فليمت الأقباط ويحيا المسلمون أحرارا و لو احتاج الاستقلال إلي مليون قبطي فلا بأس من التضحية".


انتهت ثورة 1919 ورحل الإنجليز، وبقت كلمات القمص سرجيوس، ومواقفه، خالدة في التاريخ شاهدة على وحدة المصريين، وشاهدة على "يحيا الهلال مع الصليب"، حتى يعيدها الأبناء اليوم تاريخ الأباء والأجداد بـ يحيا الهلال مع الصليب".


اليوم وفي الذكرى المئوية لثورة 1919، يعيد التاريخ نفسه من جديد، مع موقف آخر من مواقف الوحدة الوطنية، حيث يقف البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على منبر مسجد الفتاح العليم أكبر مساجد مصر، في يوم افتتاح المسجد، وقبل صلاة قداس عيد الميلاد، في صورة جديدة من صور "يحيا الهلال مع الصليب".

احتفال الكرازة المرقسية بعيد الميلاد الجديد، والذي تحتفل به مصر مساء اليوم الأحد، سيشهد افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرية ميلاد المسيح، بالعاصمة الإدارية الجديدة.