الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باحثة تكشف تفاصيل العناصر المعماريةَّ الفرعونيةَّ في آثار القاهرة الإسلاميةَّ

صدى البلد

كشفت د. رضوى زكي، والمتخصصة في دراسة الآثار الإسلامية وتاريخ العمارة المصرية أسرار كثيرة عن العناصِرُ المعْماريةَّ الفِرْعَوْنِيةَّ المسْتَخْدَمَة في آثار القاهِرَة الإسلاميةَّ،وذلك في كتابها الجديد الصادر عن مؤسسة بتانة الثقافية للنشر في القاهرة.

ويعد الكتاب المحاولة الأولى لإصدار دراسة عربية وافية عن العناصِرُ المعْماريةَّ الفِرْعَوْنِيةَّ المسْتَخْدَمَة في آثار القاهِرَة الإسلاميةَّ من منظور «العمارة الإسلامية»،تلك العناصر المعمارية التي كانت يومًا جزءًا من الآثار المصرية القديمة، ثم استمرت تؤدي دورًا وظيفيًّا فاعلًا في العديد منالعمائر الإسلامية، وكأنها شاهد صامت على تعدد وتعاقب الحضارات والأديان على أرض مصر.

يقع الكتاب في 234 صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على مقدمة تتناول العناصر المعمارية الفرعونية المستخدمة في آثار القاهرة الإسلامية، وثلاثة فصول،ويأخذ الكتاب القارئ في رحلة عبر مسارات محددة للزيارة، بالاستعانة بمجموعة من الخرائط لتتبع الآثار الإسلامية التي دخل في بنائها عناصر معمارية فرعونية، مع تحديد مواقع تلك الآثار عليها، ليتمكن القارئ بواسطة هذا الكتاب من تفقّد تلك الآثار الإسلامية بسهولة، مستعينًا بالخرائط المرفقة، وبمصاحبة الصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة، لاقتفاء أثر العناصر المعمارية الفرعونية الباقية بالمنشآت الإسلامية بمدينة القاهرة،هذه المدينة العريقة والعتيقة بتاريخها وتراثها الأثري المصري القديم والإسلامي.

حيث تقع مدينة القاهرة بتراثها المعماري الإسلامي البارز بين الأنقاض الأثرية لمدينتي منف وعين شمس القديمتان،وتلك الصورة البليغة للتناغم بين تراث مصر المعماري القديم والإسلامي كفيلة برسم مشهد ساحر في ذهن زائري مدينة الألف مئذنة.

فتطل علينا آثار ملوك مصر القديمة، وتزدان بآثار العصور الإسلامية المختلفة، وهو ما أثار الفضول وحرك الرغبة في نفوس كثير من الرحّالة العرب والأوروبيين لتسجيل تلك الصورة البانورامية للمدينة.

وتتميز تلك الدراسة بالاعتماد بصورة أساسية على اللوحات، سواء أكانت صورًا فوتوغرافية للآثار محل الدراسة، أم لوحات من عصور مضت تضمنت إشارة إلى ما وصفه الرحّالة أو المستشرقون، مرسومة بريشة بعض الرحّالة أو المستشرقين أو علماء الحملة الفرنسية، تعكس ما وقعت عليه أعينهم خلال فترات تاريخية مختلفة من تاريخ مصر العربية.

ليكون من اليسير على القارئ الربط بين ما جاء مصورًا وما جاء مدونًا في هذا الكتاب، والتي يتضح من خلالها وجود العناصر المعمارية الفرعونية في عمائر القاهرة الإسلامية، ومواضعها وأشكالها؛ فالصورة أبلغ وسيلة تنطوي من خلالها رسالة تصويرية مفادها أن تلك العناصر المعمارية الفرعونية كانت جزءًا من الآثار الإسلامية بمدينة القاهرة، تتمتع بخصوصيتها وأهميتها طالما بقيت تلك الآثار قائمة.

وبذلك يقدم هذا الكتاب للقارئ والباحث مظهرًا هامًّا للاتصال بين مصر القديمة ومصر الإسلامية، لم يقتصر على ما جاء من روايات وأساطير في المصادر التاريخية والجغرافية والأدبية؛ بل بات ممثلًا في ممارسة ما زالت آثارها باقية إلى اليوم، شاهدةً على محاولات المسلمين للتعرف على آثار الحضارة المصرية القديمة وعمارتها.

يذكر أن الدكتورة رضوى زكي، أكاديمية متخصصة في الحضارة والآثار الإسلامية وتاريخ العمارة المصرية، تشغل وظيفة باحث أكاديمي أول بقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية،وحاصلة على درجة دكتوراه الفلسفة في الآثار الإسلامية من جامعة الإسكندرية. تلقت تدريبًا في مجال التراث الثقافي من جامعة سابنينزاSapienza والمركز البحوث الوطني CNR بروما – إيطاليا.

وصدر لها عن الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية كتاب «إحياء علوم الإسكندرية.. من اليونانية إلى العربية» تقديم د. كمال مغيث عام 2017، كما صدر لها حديثًا دراسة بعنوان: «إرث الحَجَر: سيرة الآثار المنقولة في عمارة القاهرة الإسلامية، تقديم أ.د. دوريس برنز – أبو سيف (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2019).

كما أسهمت في دراسة وتحرير عدد من الدراسات الأكاديمية أبرزها «موسوعة المزارات الإسلامية والآثار العربية في القاهرة المعزية»، ثمانية أجزاء (الإسكندرية: مكتبة الإسكندرية، 2018). ونُشر لها عددًا من الأبحاث المحُكّمة، والعديد من المقالات في مجال التراث المعماري والثقافي العربي والإسلامي في مجلات مصرية وعربية ومواقع إلكترونية.