داليا أشرف فى ندوة بـ صدى البلد :
-إعلام الطفل يعانى من أزمة فى مصر .
-الأطفال ثقافتهم مختلفة عن ثقافتنا والتعامل معهم فى منتهى الصعوبة
-السوشيال ميديا تؤثر سلبًا على الأطفال بسبب البعد عن متابعتهم
-أتمنى جمع كل أطفال مصر على طاولة حوار واحدة
-الأطفال استثمار قصير المدى ونواة المجتمع
لاشك أن إعلام الطفل في مصر يعاني من إهمال شديد، علي الرغم من أهميته الكبيرة في تكوين جيل من الأطفال يتمتع بالثقافة المصرية وقادر على قيادة مصر لمستقبل أفضل، وذلك رغم تأكيد الرئيس السيسى علي أهمية بناء جيل جديد قادر على نقل مصر إلى مستوي متميز.
الأمر الذي جعل العديد من الأطفال يتجهون إلى مشاهدة قنوات غير مصرية، مما قد يؤثر على ثقافتهم وتقليل انتمائهم لبلدهم.
ولكن الإعلامية الشابة داليا أشرف، مقدمة برنامج" ٨ الصبح "علي شاشة "دي ام سى" الفضائية، استطاعت بوجهها البشوش وابتسامتها الطفولية الاقتراب من الطفل من خلال فقرة الطفل التي تقدمها ضمن فقرات البرنامج الصباحي الأكثر نجاحًا في مصر.
وتحاول داليا خلال فقرتها دائمًا التأكيد علي أهمية الاهتمام بالطفل والعودة بالإعلام والمجتمع مرة أخرى إلى الاهتمام بسلوكة، الأمر الذي لاقى نجاحًا أثني عليه معظم أولياء الأمور، فضلًا عن اهتمام الأطفال الدائم بمشاهدة فقرتها كل صباح.
أجرينا حوارًا مطولًا مع الإعلامية الشابة خلال ندوة لها بموقع صدى البلد، عن مستقبل إعلام الطفل في مصر وكيفية العودة للاهتمام به مرة أخرى.
وإلى نص الحوار..
ما هو سبب اختيارك لتقديم فقرة خاصة بالطفل، و لماذا يصنف إعلام الطفل بالأكثر صعوبة ؟
برامج الطفل من أصعب البرامج فى التقديم و تحتاج لمجهود كبير، فالطفل من أصعب الضيوف على مقدمى البرامج، رغم ذلك فهم يستحقون الاهتمام لأنهم نواة المجتمع، وأثناء عملي مراسلة أجريت العديد من الأشكال الإعلامية منها ، السياسى، والاجتماعى، إلا أن برامج الطفل من أصعب ما يمكن تقديمه، لأن الطفل عند استضافته يصعب على المذيع توقع رد فعله بعكس الحوار مع المسؤول الذى يجرى الحوار معه بطريقة سؤال والجواب التقليدية، و التقرب من الطفل يحتاج الكثيرمن المجهود قبل البدء فى الحوار معه، وأحتاج أحيانًا لثلاث ساعات قبل التصوير مع الأطفال لكسر الحاجز النفسى بيني وبينه، وفى النهاية تكون النتيجة أما بالنجاح أو بالفشل بحسب شخصية كل طفل.
ما تقييمك لإعلام الطفل فى مصر ؟
للأسف الشديد لا يوجد إعلام للأطفال فى مصر ، بعكس الماضى فمعظمنا تربي على إعلام طفل مميز وبرامج جيدة مثل "ماما سامية"، و"ماما نجوى"، وكان هناك جزء خاص بإعلام الطفل بماسبيرو، لكن للأسف بعد عام 2011 مجال الطفل تأثر بشكل كبير مثله مثل المسرح والسينما وغيرها من الفنون، وهذا الأمر يرجع للتوجه العام وقتها وهي معرفة كيف تسير الأحداث السياسية، بالإضافة الي ان معظم مقدمي البرامج اتجهوا للبرامج السياسية والاجتماعية، والسبب الآخر أن أصحاب الإنتاج وجهوا أموالهم نحو الأكثر ربحا، ولكن أصبح هناك بارقة أمل مؤخرًا بوجود قناة "دى ام سى" لأنها اهتمت بالطفل وعرضت عليا تقديم فقرة خاصة بالطفل.
وهذا الأمر يؤكد اهتمام الإدارة باعلام الطفل ، وأعتقد دى خطوة من الفكرة الكبيرة وهى قناة "دى ام سى كيدز" التى وضعتها القناة على خطتها عند إنشاء شبكة" دى ام سى" ، صحيح الموضوع على المدى البعيد بس ده لأنهم مدركين أن قناة للطفل تحتاج مجهودا كبيرا ولابد أن تكون بالشكل اللائق، وعلى مدار العامين السابقين بدأت أشعر أن هناك اهتماما بوجود مذيعة للأطفال وسعادة أولياء الأمور بهذة الفقرة شيء أسعدني جدًا.
هل هناك أضرار من استماع أو مشاهدة الأطفال لبرامج من دولة أخرى ؟
هناك فرق كبير بين أن أتعلم ثقافة دولة أخرى ، وأن أنسى ثقافتى الأساسية ، لكن فى النهاية مهم جدا أننا يكون عندنا ثقافات مختلفة فانا مش مع فكرة إننا نمنع الطفل من الثقافات الأخرى بالعكس أنا مع إن الطفل يتعلم ثقافات أخرى علشان يعرف قيمة ثقافية خصوصا أننا دولة لديها ثقافة كبيرة ودة بيوسع مداركه ، لكن إلى بيحصل إن الطفل بينسى ثقافتة الأساسية ، إنه مصرى عربى، بالإضافة إلى ذلك أنه بينسى ثقافته اللى اتربى عليها ، فهناك فرق ما بين تبادل الثقافات وإدابة الثقافات والفرق بينهم شعرة خاصة ان الطفل لا يملك الوعى والادراك انة يحتفظ بثقافتة مع اكتساب ثقافات الغير .
هل هناك دول بعينها تحاول توصيل أفكارها عن طريق الطفل ؟
بالطبع، وهما شاطرين جدًا فى ده ، وهناك جماعات إرهابية تخاطب الطفل عن طريق ألعاب الفيديو ، لأن الوضع اختلف عن السابق، كنا زمان بنلعب اتارى وكان فيه تحدى فى الالعاب ، لكننا لم نصل لمرحلة دخول لعبة وأواجهه فيها بابا وماما واحاول اقتلهم ودة بيوصل الطفل داخليا وبيهيئه إنه عادى يشوف دم و يدبح، وفي النهاية المشكلة ليس في الدول التي تخاطب الطفل، ولكن الأزمة في الدول التي توجه أفكار سامة للطفل ودى بتسحبه فى دنيا تانية، وأنا بيستحضرنى لقاء مع طفل ودة للاسف لم يذاع كان بيقولى على فكرة انا همسك السكينة واذبحك وقتها ذهبت للمدرسة وقولتلها انتوا لازم تخاطبوا الاب والام وتقولولهم انتوا بتفرجوا ابنكم على اية لما المدرسة قالت للام الام للاسف قالت اصل ممكن يكون شاف من شهر او شهرين واحنا بندبح خاروف، انا مش بهاجمك انا بقولك راقبى ابنك .
يوجه لك البعض انتقادات بشأن معاملة الأطفال وكأنهم شخص كبير، ما تعليقك ؟
الطفل فى وقتنا الحالى افكارة كبيرة جدا ، فالحجات الى بدات انا اعرفها وانا عندى 18 سنة الطفل دلوقتى عارفها وهو عندة سبع سنوات، انا معرفتش يعنى اية "روج" إلا وانا داخلة الجامعة لكن انا بقابل اطفال النهاردة بتقولى ان خناقاتها مع ماما بسبب انها مبتحطش "مسكرة".
هل تأثير السوشيال ميديا على الطفل بشكل عام ايجابى أم سلبى ؟
هو يتجه نحو السلبى ، لان للاسف اولياء الامور بيسيبوا اطفالهم يتعاملوا على الموبيل وحدهم، وأحيانا تتجة الام لترك الموبيل لطفلتها من أجل الهائها وهذا خطأ شديد، لان دة الى بيولد السلبية لاننا منعرفش الطفل دة ممكن يشوف اية، لكن هناك أيضًا جانب إيجابي خاصه لو الطفل اتعلم حجات مفيدة تحت اشراف الاهل.
ما رأيكفى الفيديوهات المنتشرة علي السوشيال ميديا لأباء يصنعون محتوىلهم معأطفالهم؟
شىء جيد جدا، وهيزود ثقة الطفل بنفسة، لكن دائمًا انصح الآباء والأمهات انهم يعملوا نقطة فاصلة ما بين انة عندة ثقة بنفسة وانة يوجة الجمهور وما بيت الغرور، فانا اتذكر موقف لي مع الدكتور الراحل أحمد زويل كنت اعمل في هذا الوقت مراسلة وحين وجهت له سؤال بالندوة، اشاد بسؤالي جدا، وحينها شعرت بشىء من الغرور ، الدكتور زويل شعر بهذا الغرور، وقالى انا الدكتور احمد زويل وطول الوقت بتعلم طول ما فيكى نفس وبتكلى وبتشربى فعقلك بياكل وبيشرب ، علشان كدة بقول للطفل طول الوقت اتعلم ومتقفش عند محطة معينة.
إعلام الطفل مسؤولية الدولة أم الإعلام الخاص ؟
مسؤولية الجميع ، من إعلام خاص ودولة ومؤسسات حكومية ومجتمع مدنى والاسرة فى المنزل ، الطفل مسؤولية كل فئات المجتمع ، وأوقات يأتيني أطفال يشتكون من تعامل البائع معهم بشكل غير جيد لكونهم اطفال وهذا غير صحيح ، ودة بسبب الثقافة في المجتمع فالجميع لهم دور في ذلك، وفى النهاية أنا ضد فكرة تسمية الإعلام سواء كان حكومى أو خاص فالمحتوى الجيد سوف يقدم فى كل مكان وعلي المشاهد الإختيار.
ما هي النقاط الواجب توافرها لعودة إعلام الطفل في مصر مرة أخرى؟
يجب العودة للإعلام الطفل ولكن بالإهتمام بالجودة وليست بالكم، فكرتون الطفل الشهير بكار كنا نشاهدة مرة واحدة في العام وكان مؤثر فينا للغاية لذلك علينا الاهتمام بالجودة، وبالفكر الذي يناسب افكار الأطفال الحالي، لذلك انا اول بدات اشتغل مع الطفل درست سيكولوجي الطفل وسألت اطفال قرايبي، بالاطفال الان بدأوا في صناعة محتوي وانا كان ليا تجربة في استضافة طفلة لديها قناة وكانت محترفة لدرجة انها اكثر احترافا من بعض العاملين في الإعلام.
هل أنت مقتنعة بمقولة إن الطفل المصري اذكي طفل بالعالم؟
الأطفال ربنا خلقهم في كل مكان في العالم واحد، لكن المصري مميز بثقافة وانة يملك القدرة علي التكيف علي اي ظروف، ولكن الطفل المصري يحتاج لتعليم وثقافة، وكان لي تجربة في لقاء مع تلاميذ امام مدارس وكانوا يتحدثون افضل من المعلمين، فنحن لدينا امل في نظام التعليم الجديد، خاصة ان الدولة الان لديها استراتيجية لفكرة بناء الإنسان تعليميا وثقافيا وبدنيا.
ما طموحك في تقديم برامج الطفل؟
اتمني تقديم برنامج منفصل خاص بالطفل، رغم ان الثقافة الاعلامية عن برامج الطفل بانها برامج غير قوية الا انني اري ان برامج الطفل من البرامج الأساسية وهي الاساس لعلاج كل المشاكل التي نعاني منها، وانا درست وتعلمت كثيرا بخصوص التعامل مع الطفل ومازلت اتعلم، لاننا اعلم ان الاستثمار في الطفل هو شىء قصير المدي وليس طويل المدي كما يتصور البعض، ولكن حلمي هو تجميع اطفال محافظات مصر علي طاولة واحدة، فانا عند بدايتي في تقديم فقرة خاصة بالطفل كان هذا هو حلمي وتحقق جزء كبير من حلمي فأنا حاورت أطفال من النوبة والمنصورة ولكني احلم بجميعهم.
ما هو الطلب التي تتمني طلبة من الرئيس بخصوص الطفل ؟
بصراحة الرئيس مش مدينا فرصة نطلب منه اي شىء، كان حلمي توصيل فكرة الاهتمام بالطفل ولكن وجدت ان الرئيس يحاول توصيل الفكرة من خلال كل لقاءاته ، فاذا قابلت الرئيس ساتقدم له بالشكر، لان رسائله دائمًا الاهتمام بالطفل لانه يعلم اهمية ذلك الامر جيد لذلك علي الجميع الاهتمام بالطفل.
هل كان هناك علاقة بين مقابلتك الشهيرة مع الرئيس وتحولك من مراسلة لمذيعة؟
بالعكس قبل مقابلة الرئيس التي تمت عقب حادث الطائرة الروسية كان هناك اتفاق واستراتيجية من قناة النهار لتقديمي برنامج إقتصادي وتم الإعداد للبرنامج وتوقف مؤقتا لحين تغطية الحادث، فهذا الربط غير صحيح، ولست انا الشابة الوحيدة التي قابلت الرئيس ولكن هناك العديد من الشباب ظهروا إعلاميًا في عهد الرئيس وقدموا مؤتمراته، لذلك فهي استراتيجية عامة لإظهار الشباب الذي يستحق وليست داليا بالإسم.
ما رأيك في برنامج مواهب الأطفال التى ظهرت مؤخرًا؟
علميًا وطبقا لعدد كبير من الأبحاث فان الطفل الذي ينمي مواهب هو اذكي واكثر نجاحًا من الطفل الذي يعتمد علي الدراسة فقط فالاهتمام بموهبة الطفل شىء في منتهي الاهمية لانة يوسع مداركة ويوسع أيضا روافد الثقافة المختلفة في الطفل، وهذا الأمر شاهدتة بنفسي مع أطفال قابلتهم وللأسف هناك ثقافة كليات القمة عند أولياء الأمور حتي الان وهو ما اثر علي التعليم الفني في مصر، فهناك مهن اخري نحن في حاجة لها غير كليات القمة.