الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هادي المهدي يكتب: الإنسان ذلك المجهول

صدى البلد

ما هو الإنسان ؟! سؤال ميتافيزيقي أكثر منه سؤال فسيولوجي مادي ، كان هذا السؤال أحد الأسئلة الاربعة التي طرحها فيلسوف التنوير " ايمانويل كانط " في كتابه "نقد العقل المحض " كأسئلة ميتافيزيقة لا يمكن الاجابة عليها إجابة قطعية.

ويرى عالم الاجتماع الفرنسي " الكسيس كايل " الحاصل علي جائزة نوبل للطب في كتابه الذي عنونت مقالي بنفس عنوانه "الإنسان ذلك المجهول " يرى كايل ان الانسان ليس في وسعه الاجابة علي هذا السؤال ببساطة لانه هو الراصد لنفسه فاجابته دائما نسبية.

طبقا لاينشتاين لا يمكن قياس سرعة مطلقة لجسم الا من مكان ثابت ثبوتا مطلقا وعليه فان اي يرعة نرصدها لاي جسم هي سرعة نسبية لانك تتحرك والجسم الذي ترصده يتحرك والارض تتحرك والفضاء ككل يتحرك ويتمدد.

استطاع الإنسان ان يرصد كثيرا من حقائق الفلك لانه يرصدها من بعيد ومن خارج ، فرصد الكواكب ككوكب الارض مثلا وهو خارجها في الفضاء الخارجي وعليه تكمن الأزمة الكبرى في عدم قدرة الانسان على رصد خصائصه من خلال رؤيته هو كانسان داخل المكون الانساني .
غير ان الكائنات التي ليست بشرا او لا بعد الواحد منها انسانا بالمعني العلمي كالحيوانات وهي كائنات ليست عاقلة للاسف وبالتالي لن يمكننا ان نوكل إليها مهمة رصدنا وموافاتنا بالنتائج.

لكن بعد هذه المقدمة المطولة نطرح سؤالا : هل هذه الحيوانات عاقلة بشكل ما مختلف عن طريقتنا في التعقل وقد استطاعت رصدنا وفهمنا على اساس انها ليست نحن فرصدتنا من الخارج طبقا لكايل كما رصدناها نحن من الخارج وفهمناها وعرفنا كيف نتعامل معها ! 
لا تتعجل عزيزي القارئ في الاجابة فالسؤال ليس سؤالا بيولوجيا يستدعى له العالم الطبيعي انما هو سؤال ميتافيزيقي يستدعي له الفيلسوف .