الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالدة بوبال.. قصة انتصار على العنصرية بسلاح كرة القدم

صدى البلد

يعتقد البعض أن ممارسة الرياضة وخاصة لعبة كرة القدم مجرد هواية بغاية التسلية، أو ممارسة محترفة بهدف كسب المال، لكنها في مكان أخر بعيدا عن الأضواء كانت سلاحا ناعما لمواجهة العنصرية واضطهاد المرأة، وهو ما جسدته قصة ممارسة الفتاة الأفغانية خالدة بوبال للعبة الأكثر شهرة في العالم.

خالدة بوبال فتاة من افغانستان، بدأت ممارسة كرة القدم عام 2003، وشجعتها والدتها على ذلك الأمر بسبب كونها مُدرسة التربية البدنية في مدرستها آنذاك، وكانت كرة القدم في البداية بالنسبة لها مجرد طريقة لقضاء وقت الفراغ مع زملائها، ولكن سرعان ما تغير ذلك المفهوم بالنسبة لها بسبب مهاجمتها علي ممارسة رياضة كتلك إلي حد وصول الأمر لوصفها بالعاهرة في بلدها والتحرش بهاـ

وقالت بوبال في مقابلة صحفية لها مسبقا في حديثها عن معاناتها:" تعرضنا للهجوم من قبل مجموعة من الرجال خارج مدرستنا عندما كنا نلعب كرة القدم ذات مرة، حيث هاجمونا على أرض الملعب وأخذوا الكرة التي كنا نلعب بها ودمروها"، ومنذ ذلك الحين تحول الأمر برمته من مجرد ممارسة رياضة إلي مواجهة للعنصرية الجنسية في بلدها بسلاح كرة القدم.

واضطرت بوبال على إثر تلك الأحداث إلي مغادرة أفغانستان عام 2010 والتوجه للهند تاركةً أحلامها، وعائلتها، وزميلاتها، وفي عام 2012، استطاعت بوبال العيش في الدنمارك بعد أن قبول طلب اللجوء لها، وأثناء عيشها في الدنمارك، رأت الأفغانية العديد من النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب والإجهاد، فاستخدمت بوبال سلاحها المفضل، الرياضة، في مساعدتهن على التغلب على معاناتهن.

وفي إطار ذلك، أنشأت بوبال بإنشاء منظمة غير ربحية أسستها عام 2014 بالدنمارك أطلقت عليها "Girl power"، بهدف تمكين النساء والفتيات في مجتمعاتهن في جميع أنحاء العالم من خلال قوة الرياضة، وتعمل هذه المنظمة في أوروبا، إضافةً إلى بعض البلاد الآسيوية في جنوب آسيا مثل أفغانستان، والهند، وباكستان، وسيريلانكا.

وفي عام 2017، عادت بوبال لوطنها وجسدت الخطة الأولى لمحاربة الاضطهاد الجنسي، حيث بدأت حملة لزيادة أعضاء فريق كرة القدم الخاص بالنساء من أجل إنشاء أول فريق وطني لأفغانستان، وبالفعل استطاع الفريق اللعب كأول فريق كرة قدم نسائي بقيادة بوبال التي عُدت أول قائدة فريق كرة قدم في تاريخ بلدها، ثم زادت من جهدها بعد ذلك للتحدث عن النساء والقضايا التي تواجههن في البلاد، ومع ارتفاع صوتها، زاد عدد أعدائها ومحاولات تشويهها.

ولا تزال بوبال تساهم في تطوير الفريق الوطني النسوي لكرة القدم بأفغانستان حتى الآن، وترى خالدة أن الأمر لم ينته عند ذلك، حيث يجب العمل على زيادة الوعي تجاه كرة القدم النسائية، من خلال الحكومة، والمنظمات المحلية والدولية، إضافةً إلى ضرورة توفير الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم ميزانية لقسم كرة القدم النسائية، حيث أن فريقها يعتمد على المنظمات غير الحكومية فقط من أجل مواصلة تواجدهن.