الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دبلوماسي: مخاطر سد النهضة تتطلب مشاركة مصر والسودان في إدارته.. فيديو

السفير فرغلي طه يتحدث
السفير فرغلي طه يتحدث لـ «صدى البلد»

أكد السفير فرغلي طه، مساعد وزير الخارجية السابق، أن مصر قادرة على أداء دور معتدل في مختلف القضايا الأمنية والسياسية والاستراتيجية والاستقرار داخل القارة الإفريقية، وهو موضوع يهم العالم كله.

وقال «فرغلي» في حوار لـ«صدى البلد»: إن مصر يمكنها أن تكون بوابة العالم لإفريقيا، خصوصًا في مجال الصادرات الصناعية، وفي مجال التشاور السياسي بصفة خاصة، لأن مصر صوت مقبول على صعيد القارة الإفريقية وتستطيع التحدث مع الأشقاء الأفارقة بخصوص القضايا الدولية المختلفة.

وأوضح أن مصر أصبحت مركزًا للقارة الإفريقية ومعبرًا للتجارة إليها ونجاحها في هذا الأمر يعتمد على التعاون مع أطراف أخرى مثل الصين واليابان ودول أوروبا وشرق أوروبا في تصنيع منتجات بمصر وإضافة قيمة مضافة إليها وتصديرها إلى الدول الإفريقية للاستفادة من الإعفاءات والمزايا التجارية داخل التجمعات الإفريقية المختلفة مثل الكوميسا وغيرها أو الاستفادة من منطقة التجارة الحرة الإفريقية التي ستنشأ في المستقبل ومن المنتظر ان يتم تفعيلها خلال العام الجاري.

وأكد على ضرورة تفهم أن العالم كله موجود فعليا في إفريقيا ولا ينتظر أن تكون مصر معبرا له، فالدول الكبرى الفاعلة مثل أمريكا وروسيا والصين موجودة في إفريقيا منذ وقت طويل ولها قواعد عسكرية، مثل فرنسا وأمريكا واليابان وألمانيا وروسيا، ولها تجارة كبيرة مع الدول، وتستورد المواد الخام من القارة السمراء وتعيد تصديرها إليها مرة أخرى بأسعار مضاعفة، كما أن لها تدخلا في قضايا السلم والأمن ومكافحة الإرهاب، إذ إنها تمتلك أساطيل في البحيرات والأنهار المجاورة للقارة الإفريقية، ولكن تعاونها مع مصر موجود ومطلوب ولن يتم الاستغناء عنه؛ لأنها وجه مقبول ولها دور فاعل في القارة الإفريقية.

وحول المفارقة الحادثة بين معارضة مصر لبناء سد النهضة وفي الوقت نفسه تقوم ببناء سد تنزانيا، قال مساعد وزير الخارجية السابق إن مصر لم تعترض على مبدأ بناء سد النهضة، ولكنها طالبت بمواصفات تحقق الهدف من السد في التنمية، إذ إن الهدف الأساسي من إنشائه كما أعلنته إثيوبيا هو توليد الطاقة الكهربائية للوفاء باحتياجاتها ثم التصدير للدول المجاورة، ثم أعلن بعد ذلك أن السد سيستخدم في مجال الري أيضا، وإن كان هذا أمر غير مؤكد، ولكن في جميع الأحوال كانت هناك مواصفات تكفي لكل هذه الأغراض، ولكن فوجئنا بأن الجانب الإثيوبي يبني السد بمواصفات أعلى وبارتفاعات أعلى وبحجم تخزين أكبر.

وأضاف أن مصر كانت حريصة على التفاوض مع الجانب الإثيوبي على ألا يتم الإضرار بمصالحها، وكانت دائما توجه الرسائل الإثيوبية بأنه لن يتم الإضرار بمصالحنا، ولكن الشواهد على الأرض تقول بأنه إذا تم إنشاء السد بهذه الطريقة وإذا لم يتم تخزين المياه بطريقة متفق عليها، خصوصا في سنوات الجفاف فإنه سيتم الإضرار بالمصالح المائية المصرية، وبالتالي التفاوض جارٍ على هذه المسائل.

وشدد على ضرورة مشاركة مصر والسودان في إدارة أعمال السد، لأن هناك مخاطر بيئية وزلازل وسنوات جفاف تهدد السد، وعندما تكون الإدارة جماعية يتم التوافق لتحقيق المنفعة دون الإضرار بمصالح أي طرف.

وعن سد روفيجي في تنزانيا، أوضح الدبلوماسي السابق أنه عبارة عن سد داخلي في تنزانيا، ولن يضر أي دولة حتى دول الجوار لن تتضرر منه، فهو لا ينبع من بحيرة فكتوريا، التي يصلنا منها 15% من مياه النيل، ولا يصب فيها، وبالتالي هو يثبت أن مصر حريصة على تنمية دول حوض النيل وأي دولة إفريقيا أخرى ليس فقط بإقامة وإنشاء سد روفيجي، وإنما يسبق ذلك أعمال إنشائية كبيرة لشركات مصرية حكومية أو خاصة، في عدد من الدول الإفريقية، فمنذ سنوات وحتى الآن مصر تقوم بحفر آبار مياه في تنزانيا وأوغندا على نفقتها الخاصة.

وأضاف أن الوكالة المصرية للتنمية بالتعاون مع إفريقيا، والتي كان يطلق عليها «صندوق التعاون الفني المصري مع إفريقيا»، ترسل خبراء سنويا في مجال الطب لمعالجة إخواننا في إفريقيا، كما انه هناك تعاون في مجال الزراعة وبناء السدود وفي المجال الشرطي والتدريب العسكري، وهناك تعاون في مجال الإعلام، وغيرها من المجالات المختلفة.

وأكد «فرغلي» أن مبدأ حسن النية المصري في المساهمة في برامج التنمية في إفريقيا موجود، فهناك تعاون في إقامة طريق القاهرة – كيبتاون، ومصر لا تعارض بناء السدود للمساهمة في تنمية إفريقيا؛ لأن التنمية في إفريقيا هي جزء من التنمية في مصر، موضحا أن الاستفادة من الموارد المصرية والكفاءات المصرية في إفريقيا يعود بالنفع على الدولة المصرية، وبالتالي ليس من المنطقي الادعاء بأن مصر تعارض التنمية في إثيوبيا أو أي دولة إفريقية.