الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يسري محمد يكتب: أطفالنا والتنمر الأسباب والمخاطر والعلاج(1-2)

صدى البلد

لا شك أن الأطفال أكثر عرضة للظواهر التربوية المتعددة سواء الإيجابية أو السلبية المكتسبة أو الطارئة في حياتهم خصوصًا أنها تنتشر في نطاق الاجتماعيات سواء البيت أو المدرسة،

ولعل من أكثر الظواهر التى تفشت في الأطفال دون فهم الآباء والمربين لها إلا من رحم ربى هى ظاهرة التنمر والتنمر تعريفًا هو شكل من أشكال العنف والعدوانية موجهة من شخص على عدة أشخاص أو مجموعة وغالبًا ماتكون في المحاضن التعليمية كالمدرسة ويكون الشخص المعتدي متشبع بأنه أقوى من المجموعة والفئة التي يهاجمها ولما كان لكل شئ سلبى مخاطره فأننا سنذكر المخاطر حتى تتضح الرؤية كامل للأباء والأمهات ويدركوا خطورة هذا الداء وتكمن المخاطر في الآتي

أولًا : كراهيته للجميع 

مع الأسف يتحول المتنمر لكاره لمن حوله وتحديدا المدرسة والبيت فهما بالنسبه له مصدر للقلق والخوف وعليه فلا يتحدث معهم أو ينخرط في أحاديثهم .

ثانيا رفضه التوجيه الأبوي

المتنمر يرى أنه أكبر من أن ينصحه مدرس أو مرب فشعوره بالقوة حوله لطفل عاق وعليه فلا يستمع لأي نصائح تربوية في البيت أو المدرسة ويتحرك وفق ما يجري في عقله ولا ينصاع لرأى أحد مهما كان صوابه .

ثالثًا تفشي الداء

إن التنمر داء شديد وانتشاره في الأوساط الطلابية أسرع من فيروس الانفلونز فكل ما هنالك أن يتعرض الطفل للتنمر من أحد زملائه ثم يصبح هو نفسه متنمرًا فهى سلسلة وباء تنتشر بلا قيود أو موانع.

رابعًا واقع صعب ومستقبل أصعب

لعل من أخطر أثار التنمر في حياة الأطفال أنه يفرض عليه سمات شخصية في الكبر هذا إن لم يتم علاجه فتميل نفسه لعدوانية الماضى ويتحول من تنمر بسيط لفظيأو بدنى إلى تنمر حياتي لأنه أهمل في صغره وبوضوح قد تظل مخاطره ممتدة لسنوات فأثار الصغر ليست هينة فما بين العزلة والرغبة في الانطواء ومشاكل النوم وعدم إحترام الكبار ومشكلات الدراسة والمستوى الهابط دراسيًا كلها مخاطر قد تصل بالمتنمر للانتحار مالم ينتبه الجميع لدوره

ونحن كما تحدثنا عن المخاطر سنذكر الأسباب


أسباب التنمر 

أولًا التفكك الأسري :

إن المشكلات الأسرية كانت ولازالت هى مفجر الطاقات الإيجابية للأطفال إذا ما شهدت وئام وانسجام وراحة وحب متبادل وأيضًا مفجرة لكل الظواهر الغريبة التى نراها الأن كالتنمر والانطواء والخجل بل والمشاغبات بشمولها وعلًيه فإن الأب والأم هما المسئولين رقم واحد عن هذه الحالات والبيت كمحضن تربوى مسئول عن تشكيل شخصية الطفل وتغييره من العدوانية إلى الشخصية العادية الطبيعية ويوم يتخلى كل من الوالدين عن دوره في بيته تظهر هذه الطاقات المتعبة لهما قبل ابنائهم .

ثانيًا ادمان أفلام الرعب :

إن الكثير من الأطفال مع الأسف وبرغم حداثة أعمارهم فإنهم عاشقين لأفلام الأكشن الغربية العنيفة بل ربما يكون حافظ سيناريوهات هذه الأفلام كاملة ويسهر بالساعات الطوال يتمتع بمصاصى الدماء والتماسيح النهرية والرجل الخارق الذى يتحول لسوبرمان ويطير ويقتل ويذبح وفي نفس الوقت هو عاطفي وحنون ونحن بمنتهى السذاجة نترك الأبناء أمام الشاشات ويدخل الأب المتعب من العمل ليستريح ثم نصحو جميعا على وصول الطفل البرئ لمرحلة من العنف قد تعصف ببنيان البيت أصلا واستقراره وعليه فالرقابة الأبوية على الأولاد والتحذير من الإعلام وأفلامه والسعى لإيجاد بدائل تعالج الشخصية التى تميل لهذه النوعية من الأفلام هو واجب لا مناص منه هذا إن أردنا لاطفالنا مستقبل طيب وواقع ملبى لرغبة الوالدين في أولادهم.

ثالًثا العامل النفسي :

إن الأولاد ليسوا في عصمة من الأمراض النفسية والاكتئاب بل هو أقرب وليس مقبولا أن يقول البعض ولماذا هذا الاكتئاب وهم لما يكدوا بعد في دنياهم أو يتعرضوا لنزلات حياتية ولا تعسروا فلا مسئولية فوق اعناقهم أو غير ذلك وهذا الكلام مرفوض لسبب بسيط هو أن الكائن الحىي عمومًا يتعرض لكمدات نفسية داخلية وإلا فما عوارض الانطواء والميل للعزلة إلا أزمة نفسية مكتومة في داخل الطفل وما الرغبة في البعد عن الملاهي والمرح في سن الأطفال إلا إكتئاب قد أصاب الطفل وعليه فإن المجتمع ككل والأسرة في قلبه مسئولة أيضًا عن المزاجية والنفسية لأطفالهم لأنه إن لم يعالجوا هذا الأمر فالطفل يتوجه للعدوانية سعيًا للهروب من وضعه فيكون التنمر وجهته ويتحول ذلك الطيب إلى شرس حتى في تعامله مع أخواته في بيت الأسرة.

رابعًا مشاكل الشخصية 

ان شخصية الطفل يتم تشكيلها منذ اليوم الأول ولن ابالغ اذا قلت منذ الشهر السابع وهو في عالم الأرحام فهو ينصت لما يقال ويسمع لصوت والديه وقديمًا قالوا أن الطفل يرى دنياه كاملة وهو داخل بطن أماه لذلك يقال لقد رأيت هذا الموقف ولكن لا أذكر أين 

ولذلك فان المشاكل الشخصية للطفل واضطرابها من أهم أسباب التنمر عند الأطفال فهو فهويرى نفسه إنسان غير سوى فلا يستجيب لأوامر والديه أو يحقق تعاليم المعلم في المدرسة ثم لايجد لذلك سببًا وهذا ما نسميه الشخصية المضطربة وعليه فإن الجميع مدعوا للتكاتف لتحويل الشخصية لمستقية عبر جلسات تعديل السلوك وفهم التربية في اطارها التنموي والتربوي الناجح الذى يعزز ثقة الطفل بذاته حتى لا يقع فريسة للتنمر .

ختامًا نحن بدأنا هذه السلسة لأهميتها وبعد الحاح من بعض أولياء الأمور لحتمية الحديث عنها والمقال القادم بعون الله وتوفيقه نتحدث عن علاج التنمر وسبل الحد منه . والله المستعان.