قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إلى السيدة إنعام لا تشربي الدواء فيه سم قاتل.. قصة حقيقية في 2019


"من حكمدار بوليس العاصمة للسيد أحمد إبراهيم، القاطن بدير النحاس، لا تشرب الدواء الذي أرسلت ابنتك لطلبه، الدواء فيه سم قاتل، الدواء فيه سم قاتل، عند سماع هذه النشرة بلغ الحكمدارية، وعلى كل من يعرف مكان أحمد إبراهيم المذكور، المبادرة بتحذيره إذا كان قريبًا منه أو إخطار الحكمدارية فورًا"، كان هذا مشهد من أحد أفلام الخمسينات بالقرن الماضي، ولكنه تجسد بشكله ومضمونه على طريقة عام 2019.

كان المحاسب "فريدي نبيل" يجلس في مكتبه بنقابة التطبيقين بالمحلة يمارس عمله كالمعتاد، إلى أن دخل عليه أحد الصيادلة العاملين بالنقابة يستغيث: "صرفت لست كبيرة دواء التأمين بالغلط ولو أخدته هتموت أو يجرالها حاجة، ومش عارف أوصلها الحقوا قولولها".

انتهى الصيدلي من حديثه وبدأت المكالمات وحالة من البحث عن السيدة كي يتم الوصول إليها بأي شكل قبل أن تقع الكارثة، فيقول "نبيل" لـ"صدى البلد": "حاولنا نكلم كل الناس اللي نعرفها بحيث نوصلها باسمها وسنها ووصف لشكلها، لكن كل ده دون جدوى، الناس كلها اتفقت على كلمة لا معرفش"، عشرات المكالمات باءت جميعها بنتيجة واحدة وهي الفشل.

وكما كانت الإذاعة في الفيلم هي السبيل للوصول إلى "السيد أحمد إبراهيم"، كان "فيس بوك" ومنصات "السوشيال ميديا" هي السبيل للوصول إلى السيدة الستينية، أمسك "نبيل" بهاتفه وأخذ يكتب على صفحته الشخصية الاستغاثة: "يا جماعة ياريت ضروري، في واحدة اسمها إنعام حليم جبران، كل اللي اعرفه عنها إنها كبيرة فوق الـ ٦٠ سنة، ومن المحلة، هي صرفت دوا النهارده من التأمين وادتلها بالغلط دوا تاني لو خدته ممكن يحصلها حاجة اللي يعرف أي حاجة عنها يكلم الرقم ده 01201053561، شيروا ضروري".

فرغ "نبيل" من كتابة المنشور على صفحته ومشاركته في المجموعات الكبرى، ليتناقله الناس فيما بعد على صفحاتهم لعلهم يجدوا طريقًا لتلك السيدة، وبعد ساعات جاء الأمل إلى "نبيل" في تعليق ومكالمات هاتفية.

"أنا اللي وصلني من بعض الناس إنهم غالبا وصلوا لها بس أنا مش متأكد، اللي كلموني وقالولي إنهم وصلولها بس مش متأكد، وفي بنت كلمتني وبعتتلي تعليق، رديت على البنت قولتلها إنتي متأكدة ولكن لسه مردتش"، لتبقى رحلة البحث عن السيدة إنعام قائمة حتى الوصول إليها.