الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمجد المصرى يكتب: فيسبوك بين البراءة والإدانة

صدى البلد

الزمان: 4 فبراير 2004
المكان: غرفه نوم صغيره فى سكن الطلاب بجامعة هارفارد الأمريكيه .
الحدث: أطلاق موقع " ذا فيسبوك " بواسطة شاب عمره 20 عامًا يدعى مارك زوكيربرج .

جدل كبير يثار اليوم حول فيسبوك بعد 15 عام من إطلاقه وأسئله كثيره تطرح حول درجة الأمان المتعلقه ببيانات وخصوصية معلومات المستخدمين وهل يتم أستخدام الموقع الشهير فى التأثير على انماط السلوك البشرى وتوجيهه فى أتجاه معين سياسيًا واخلاقيًا وحتى اقتصاديًا وهل يتم بالفعل تسريب او ربما بيع بيانات الناس لشركات المبيعات وبعض الأجهزه الأستخباراتيه المتقدمه .. هل أصبح فيسبوك اكبر شبكة تجسس مجانيه فى العالم وما هى حقيقة الدور الذى لعبه فى الشكل السياسى العالمى خاصة فى المناطق الأكثر التهابا خلال السنوات العشر الأخيره تحديدًا ما بين 2008 و 2018 ولصالح من ..!!

البدايه كانت بسيطه جدا تحت اسم "ذا فيسبوك" والذي كان مجرد دليل اليكترونى مصغر لزملاء مارك زوكيربرج من طلاب جامعة هارفارد يركز على حياة طلاب الجامعه وأهتماماتهم اليوميه قبل أن ينتشر بسرعه غريبه فى بقية الجامعات ليصل الأمر فى نهاية 2005 إلى أن 85٪ من طلاب جميع الجامعات الأمريكية يستخدمون الموقع و60٪ من الطلاب يزورونه بشكل يومي . وفى نهاية 2006 أصبح اسمه "فيسبوك" فقط واجتازت جماهيريته أسوار الجامعات والمدارس وأصبح متاحًا لكل من هو فوق 13 عامًا. واليوم وبعد مرور 15 عامًا على ميلاد "فيسبوك"، أصبح فعليًا يمتلك 2.2 مليار مستخدم حول العالم كما أبتلع شركات كبرى مثل "إنستجرام" و"واتسآب" لتصبح الشركه واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا على هذا الكوكب تزامنًا مع تتويج زوكربرج كخامس أغنى شخص في العالم .

بعد 15 عام من أطلاق الموقع يحق لنا أن نقيم تلك التجربه الفريده حيث لم يذكر التاريخ من قبل ان أكثر من 2 مليار شخص على وجه الأرض قد أرتبطوا بفكره او هدف او اسلوب حياه واحد مثلما أرتبط سكان الكوكب بهذا البرنامج الذى وإن كان قد جعل الناس اكثر أجتماعيه عما كانوا من قبل ولكنه ايضا جعلهم اكثر كذبًا وتصنعًا حيث تذكر احدى الدراسات البريطانيه أن 18% من المستخدمين فقط قالوا إن ملفهم الشخصي على "فيسبوك" يمثلهم بصورة دقيقة بينما 31% منهم قالوا إنه لا يمثلهم بصورة صادقة ولكنها "تجميلية" حيث اصبح فيسبوك يشكل انفصالًا عن السلوك البشري التقليدي وسط إدمان الناس على أستخدام الهواتف الذكية والأستمرار فى تزييف بعض الواقع الخاص بحياتهم وارائهم .

نجح فيسبوك في تحطيم بعض الفروق السلوكية بين الأطفال والشباب والكبار لدرجة أن أغلب مستخدميه الآن أصبحوا يتصرفون كالمراهقين وهو ما يعني تعرضهم لنفس الجوانب السلبية للاستخدام المفرط لمنصتهم الأجتماعية المفضلة والسقوط فى حالة أدمان لتلك المواقع لدرجة عدم تخيل شكل الحياه بدونها وهو امر خطير جدًا لم يتكرر من قبل وربما ينذر بعواقب نفسيه وسلوكيه وخيمه فى المستقبل القريب .

اسئله كثيره لابد من طرحها فى الذكرى ال 15 لإنشاء الموقع وحاله من تقييم التجربه قبل فوات الأوان لعلنا نصل الى اجابة : هل كان العالم قبل فيسبوك افضل وهل ساهم حقًا فى جعل الحياه على الكوكب اكثر تقبلًا وسهوله .. ماذا قدم لنا فيسبوك وماذا قدمنا نحن إلي انفسنا بأستخدامه .. هل حقًا جعلنا فيسبوك مترابطين مجتمعيًا ام تسبب فى إنفصال حاد بين أبناء البيت الواحد .. لماذا أنحرف دور البرنامج من مجرد وسيله للتواصل بين البشر إلى اداه لتمزيق الأوطان وأثارة الفتن وبث روح الكراهيه وتغييب هوية بعض الشعوب وخاصة ببن فئات الشباب الصغير .. اسئله تحناج من كل مستخدم اليوم أن يفكر قليلًا قبل أن يجيب عليها فنحن امام حاله سيذكرها تاريخ البشريه يومًا إما بالخير او بألشر ... هل يظل فيسبوك يحكم العالم طويلًا ام تنتهى تلك الخدعه الكبرى قريبًا ... هل 15 عامًا من فيسبوك تكفى؟!.