الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حدوتة مصرية.. مسجد عمرو بن العاص بدمياط ثانى أقدم مسجد في مصر وأفريقيا.. الآثار تعلن بدء ترميمه بمليون و850 ألف جنيه

مسجد عمروبن العاص
مسجد عمروبن العاص بدمياط

مسجد عمروبن العاص بدمياط:
* ثانى أقدم مسجد في مصر وأفريقيا
* الآثار تعلن بدء ترميمه بمليون و850 ألف جنيه
* الابتهالات الدينية والأناشيد أهم طقوسه في شهر رمضان
* تحول من مسجد إلى كنيسة مرتين ثم إلى مسجد




نظرا لأهميته التاريخية، حظى باهتمام كبير من قبل وزارة الآثار ومحافظة دمياط، أنه مسجد عمروبن العاص ثاني أقدم مسجد في مصر وأفريقيا، تم ترميمه أكثر من مرة نظرا لمكانته الدينية والتاريخية.

واليوم قامت وزارة الآثار، بتسليم المسجد ، لمقاول مشروع الترميم لبدء عمال الترميم وطلائه بتكلفة تقديرية مليون و٨٥٠ الف جنيه وتستمر أعمال الترميم حوالى ٤ أشهر.

وتم تحرير محضر استلام الموقع بين وزارة الآثار والشركة المنفذة بحضور الدكتور محمد طمان مدير قطاع الآثار بالوجه البحري وسيناء، والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب وقيادات مديرية الأوقاف بدمياط.

المسجد له طقوس خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث طوال اليوم تقام فيه الابتهلات الدينية والأناشيد الدينية ,حيث يكتظ بالمصلين طوال الشهر الكريم وخلال العشر أيام الاخيرة من شهر رمضان يعكف به العشرات من المصلين طوال اليالى العشر الأخيرة.

على مدار العام يستقبل المسجد زوار دمياط سواء وزراء أو سفراء أو أئمة ذات صيت وشأن وفي المناسبات الدينية يحرص المحافظ والقيادات التنفيذية والأمنية على الصلاة فيه.

فمسجد عمرو بن العاص بدمياط أحد أقدم المساجد فى مصر وأفريقيا، ويعد ثانى مسجد بنى فى مصر وإفريقيا، بناه الصحابى الجليل المقداد بن الأسود فى عام 12 هجرية بعد فتح مصر فى عهد الصحابى عمرو بن العاص.

وظل المسجد ببنائه الدال على عظمة العمارة الإسلامية لعشرات السنين، يؤدى دوره فى استقبال المصلين من كل محافظة دمياط، إلى أن سقطت دمياط فى براثن الاحتلال الصليبى، فتم تحويل المسجد إلى كنيسة يؤدى فيه الغزاة صلواتهم بعد نهب محتويات المسجد وتقطيع المنبر الذى صنع من الآبنوس، وتم إرساله إلى فرنسا كدليل على احتلال المدينة.

ويقع جامع عمرو بن العاص بالجبانة الكبرى بمدينة دمياط، وكان الجامع يقع فى أقصى شرق المدينة قبل التخريب بالقرب من الجبانة القديمة التى كانت تقع إلى الشرق، إلا أنه بعد تخريب المدينة تحولت الكتلة العمرانية التى كانت تحيط بالجامع من الشمال والغرب إلى تلال خربة استخدمت للدفن فى العصر المملوكى والعثماني، إضافة إلى وجود المقابر فعلًا إلى الشرق منه.

المسجد هو أكبر مساجد دمياط من حيث المساحة، حيث تبلغ مساحته ما يقرب من فدان؛ وتبلغ أبعاده 54م × 60م، وتقدر مساحته الإجمالية بحوالى 3240م2، هذا بخلاف مساحة الزاويتين وبعض الإضافات.

يحتوى الجامع على أربع واجهات حرة حاليًّا بعد أعمال الترميم الحديثة، وكلها مبنية بالطوب الآجر، فالواجهة الغربية منه والتى تحتوى على المدخل الرئيسى يتقدمها سقيفة، وتطل اليوم على شارع يمتد بداخل الجبانة متفرع من حارة العبد تم شقها من قِبَل لجنة حفظ الآثار العربية بعد إزالة القبور التى كانت تمتد بطوله. أما الواجهة الجنوبية فتطل على شارعٍ رئيسي، ويقع بمنتصفها المدخل الجنوبى الموصل للمجاز القاطع، والواجهة الشرقية تطل على شارع ضريح أبو المعاطي. وهذه الواجهة لا تمتد على استقامة واحدة. أما الواجهة الجنوبية فتطل على الجبانة.

صار تخطيط الجامع وفق النموذج التقليدى للمساجد؛ حيث يتكون من صحن أوسط مستطيل مكشوف تحيط به الأروقة من أربع جهات، أهمها الرواق الجنوبي، وهو رواق القبلة الذى يضم أربع بلاطات. أما الرواقان الشرقى والغربى فيحتوى كل منهما على بلاطتين، وكذلك الرواق الشمالى يحتوى حاليًّا على بلاطتين، وبالقرب من المدخل الغربى الرئيسي، والذى تتقدمه سقيفة توجد مئذنة المسجد. وقد شيدت جدران المسجد بحيث تواجه الجهات الأصلية الأربعة مواجهة تامة؛ ولذلك جاءت قبلته فى وضع غريب فى الزاوية الجنوبية الشرقية من تقابل الضلع الجنوبى والضلع الشرقى لهذا المسجد، وهو أمر نادر الحدوث.

من عجائب هذا المسجد أنه تحول من مسجد إلى كنيسة ومن كنيسة إلى مسجد بضع مرات، فحينما استولى جان دى برين أثناء حملته على مدينة دمياط عام 1219م، أقام الفرنجة بالجامع ليلة سيطرتهم على المدينة، وجعلوا الجامع كنيسة، واستولوا على منبره، وكان من الآبنوس، فقطعوه إلى قطع صغيرة، واحتفظ بعضهم بأجزاء منه، وأرسلوا بقية أجزائه الأخرى مع المصاحف التى كانت بالجامع إلى البابا وملوك أوروبا كدليل على سقوط المدينة فى قبضتهم. ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221م، عاد إلى مسجد مرة أخرى.

وفى أثناء حملة لويس التاسع عام 1249م على دمياط، قام بتحويل الجامع إلى كاتدرائية (كنيسة كبيرة)، وكرسها لمريم العذراء، وأقام بها حفلات دينية ضخمة كان يحضرها نائب البابا، ومنها حل تعميد الطفل الذى ولدته بدمياط ملكة فرنسا زوجة لويس التاسع، واسمه يوحنا ولقبته “أثريستان”، أى الحزين؛ لما أصاب ولادته من أهوال الحرب. وبعد هزيمة لويس التاسع وخروج الصليبيين من دمياط، عاد المسجد إلى سابق عهده، وتم بناء السقيفة التى تتقدم المدخل الرئيسى بالواجهة الغربية وبناء المئذنة على يسار هذا المدخل.

وفى عام 2004 قررت وزارة الآثار ترميم هذا المسجد مع مسجدين آخرين وهما المعينى والحديدى، وقد تمت إعادة افتتاح المسجد أمام المصلين فى يوم الجمعة 8 مايو 2009م، والذى يوافق عيد دمياط القومى الذى يوافق انتصار شعب دمياط على الحملة الصليبية بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، وبذلك عاد المسجد إلى بهائه القديم بعد أن تكلفت عملية ترميمه 27 مليون جنيه.

واليوم تحرص وزارة الآثار على ترميمه مرة أخرى بعد أن تأثر بعوامل الطبيعة كتراكم أمطار الشتاء أعلى سطح المسجد وناله الكثير من التشققات في الجدران.

ومن جانبه أكد شيخ محمد سلامة، وكيل وزارة الأوقاف في دمياط، إن سقف المسجد يحتاج لترميم بسبب تراكم مياه الأمطار في موسم الشتاء أعلى المسجد نظرا لعيوب إنشائية لعدم وجود ميل فى السقف يسهل من تصريف مياه الأمطار.

وأكد سلامة أن هناك بعض الأعمدة الرخامية والخشبية بالمسجد حدث بها تصدع وسيتم ترميمها موضحا أن المسجد سيظل مفتوحا أمام المصلين حتى يقوم المقاول ببدء أعمال الترميم من الداخل.

وأشار إلى أن المدة الزمنية لأعمال الترميم لمدة عام ولكنه الشركة المسؤولة عن أعمال الترميم وعدت بتسليم أعمال الترميم فى غضون ٤ أشهر نظرا لطبيعة المسجد، مضيفا أن الأعمال ستشمل ترميم سقف المسجد والسلالم بالكامل وعدة أعمدة كما يتم ترك مساحة من المسجد لأداء الصلاة ولن يتم غلقه أمام المصلين فى المسجد اهم تاريخية ويجب الحفاظ عليه.